الجمعة، 27 نوفمبر 2009

رأي الدكتور ابراهيم حمامي حول الجدال الجاري بسبب كرة القدم بين الجزائر ومصر


لست من هواة كرة القدم ولا من متابعيها، ولا أشجع طرف ضد طرف آخر، عندي الكل سواء (فخّار يكسّر بعضيه)، ولا يوجد وقت لمتابعة المباريات في ظل ما يجري حول العالم عموماً وفي فلسطين خصوصاً، لكن الأيام الماضية فاقت المعقول والعقلاني في الحرب المعلنة بين مصر والجزائر، ووصلت حد التفاهة المطلقة، التي تذكر بجاهلية العرب أيام داحس والغبراء، وناقة البسوس، لكن يومها كانت جاهلية، واليوم جاهلية وعصبية ومسخرة.
أيعقل أن توظف الأجهزة الرسمية الاعلامية وغيرها في حرب كروية، ليتها على الكأس، لكنها لمجرد الترشح، أو لنقل حرب مفتوحة، صحف تسمي نفسها بالقومية تدخل حلبة الصراع، وتكيل الشتائم لبلد بأكمله وتاريخه وشهدائه، وصحف مضادة تحرق الأخضر واليابس في هجومها المعاكس، رئيس يترك مشاكل بلده ويتفرغ وعائلته لملحمة الكرة العظيمة، والرئيس الآخر يعد بتسيير رحلات بطائرات النقل العسكرية لمشجعي بلده.
برامج تلفزية رسمية تقدح وتذم وتشكك في تاريخ هذا البلد أو ذاك، وآخر يطالب ب"التنكيد عليهم"، وصحيفة تصف أهل غزة بالفئران بعد مباراة القاهرة لأنهم فرحوا بفوز مصر، ومواقع أخرى في الطرف الآخر "تلعن أبو الجزائر" لأن شعارها الأخضر وهو شعار حماس، مهازل غير مسبوقة تلك التي شهدناها.
أما المشايخ ومن كل الأطراف فقد اضطروا للتدخل واصدار البيانات والتصريحات لتهدئة النفوس، ووأد الفتنة المستعرة، على ماذا؟ على كرة قدم لا تقدم ولا تؤخر.
ليت الأمر توقف هنا، بل وصل إلى ما يشبه حرب دبلوماسية، مصر تستدعي سفيرها في الجزائر، السودان يحتج لدى السفير المصري، والخارجية الجزائرية تحتج وتطلب الاعتذار، ولا نستبعد قطع العلاقات بين الدولتين المتحاربتين كروياً، وأيضاً بينها وبين كل من دعم الطرف الآخر، بالله عليكم أليست هذه قمة التفاهة؟
المشكلة أن تلك الحرب ازدادت بعد مباراة الحسم في الخرطوم، أبناء البلدين العربيين المسلمين لم يتركوا كلمة في قاموس الشتائم إلا استرجعوه في رسائل متبادلة، تشبه الصواريخ الموجهة، وعلى مواقع المحادثة، وعبر رسائل الايميل، والصحف الرسمية تصب الزيت على النار، وتذكّر: عقوبات على الجزائر من الفيفا لخشونة المشجعين، وترد الصحف الأخرى عقوبات من الفيفا على مصر الشهر القادم لاعتدائهم على حافلة المنتخب، ولا نهاية في الأفق لأسوأ مباراة عربية عربية.
لا تبرير لذلك إلا حالة الهزيمة والفشل المتأصلة في النفوس العربية التي باتت تبحث عن أي فوز وهمي حتى لو في ملعب الكرة، لتفرغ حنقها وغضبها من أوضاع بلادها البائسة على عدو وهمي حتى وان كان كروي، وتشجيع مبطن من أنظمة أكثر فشلاً لالهاء الناس والشعب بأمور جانبية تدغدغ العواطف الوطنية أو القومية كما يحلو للبعض تسميتها، ولا ندري عن أي قومية يتحدثون؟ أنظمة لا تستطيع أن تُقدم شيء لشعوبها، لكنها وبقدرة قادرة تصبح في خندق المواجهة الكروية مع الشعب وبين صفوفه، ومعها العائلة الكريمة وطابور الفنانين والصحفيين والاعلاميين والمهنئين بالفتح المبين.
مصر والجزائر خسرتا سوياً، خسرتا الأخلاق والذوق والأدب والمعاملة الحسنة، خسرتا أنفسهما، حتى وان فاز طرف على آخر، خسارة مشينة لكل الأطراف، يصعب معها أن نتقدم بالتهنئة لأي منهما، اللهم إلا السودان الذي استفاد من المباراة الفاصلة بتشغيل الطيران والفنادق والخدمات وبيع عشرات آلاف التذاكر، وحتى هذه حسدوه عليها فهاجمته الصحف "القومية" إياها.
الجاهلية والعصبية ما زالت موجودة وللأسف الشديد، وشعارات الاخوة والمصير الواحد والدم الواحد والوحدة وغيرها، تسقط وسقطت عند أول اختبار، ويا ليته كان اختباراً حقيقياً، بل جنوناً كروياً، وتفاهة ومهزلة ومن أعلى المستويات، وبدلاً من أن تكون الرياضة للمتعة والترفيه، أصبحت للتسعيير والتحشيد الأعمى لأناس لا نتردد في وصفهم بالغوغاء، من أكبر رأس فيهم إلى أصغره.
تُرى لو كانت المباراة عربية عربية على الكأس، وهذا من سابع المستحيلات في ظل تلك الأنظمة والعقلية، فهل كنا سنشهد حرباً فعلية بالمقاتلات والدبابات و الجيوش بين طرفي المباراة، لنتذكر حينها البسوس وداحس والغبراء ونقول: رحم الله تلك الأيام، كانت لسنوات وانتهت، أما حرب الكرة فلا نهاية لها.
ولا حول ولا قوة إلا بالله.
د. إبراهيم حمّامي
DrHamami@Hotmail.com
20/11/2009

قصيدتان من مصر العظيمة إن جازت تسمية الثانية بقصيدة وشتان بين من يستخدم عقله ومن يلغيه من أجل مباراة لا تقدم ولا تؤخر

الكبير والصغير


قصيدة الشاعر فاروق جويدة الجديدة سبقتها مقدمة نثرية للشاعر الكبير قال فيها "هذه صرخة الشهداء خرجت من سيناء وطافت بالجزائر تعلن العصيان على كل ما حدث بين شعبين شقيقين جمعتهما الدماء ولا ينبغى أن تفرق بينهما الصغائر".


شهيد علي صدر سيناء يبكيويدعو شهيدا بقلب الجزائـــرتعال إلي ففي القلب شكـــويوبين الجــــوانح حزن يكــــابرلماذا تهون دماء الرجــــــالويخبو مع القهر عزم الضمائر


دماء توارت كنبض القلوبليعلو عليها ضجيج الصغائــــرإذا الفجر أصبح طيفـا بعيــدا


تـباع الدماء بسوق الحناجـــــــرعلي أرض سيناء يعلو نــداء
يكبر للصبـــح فوق المنابـــــــر
وفي ظلمة الليل يغفو ضيـاءيجيء ويغدو.. كألعــاب ساحــــرلماذا نسيتــم دماء الرجــــــــالعلي وجه سينا.. وعين الجزائر؟!
علي أرض سينــاء يبدو شهيـديطوف حزينـا.. مع الراحليـــنويصرخ في النــاس: هذا حرام


دمانا تضيــــــع مع العابثيــــــنفهذي الملاعب عزف جميــــلوليســــت حروبا علي المعتدين


نحب من الخيل بعض الصهيلونعشـــــق فيها الجمال الضنينونطرب حين يغني الصغــــارعلي ضوء فجر شجي الحنيـــنفبعض الملاعب عشق الكبــــاروفيها نداعب حلــــم البنيــــــــن


لماذا نراها سيوفــــــا وحربـــــاتعالــــوا نراها كنـاي حزيــــــنفلا النصر يعني اقتتال الرفــــاقولا في الخســارة عار مشـــــين
علي أرض سيناء دم ونـــــــــاروفوق الجزائر تبكــي الهــــــممهنا كان بالأمس صوت الرجال


يهز الشـعــوب.. ويحيـي الأممشهيدان طافا بأرض العروبـةغني العـــراق بأغلي نغــــــــــم


شهيد يؤذن بيــــن الحجيـــــــجوآخر يصرخ فوق الهــــــــرملقد جمعتنا دمـاء القـلــــــــــوب


فكيف افترقـــــنا بهزل القــــــدم ؟!ومازال يصرخ بين الجمــوعقم اقــــرأ كتـابك وحـي القلــــــم


علي صدر سيناء وجه عنيــدشـــهيد يعانق طيـــــــف العلـــــــموفوق الجزائر نبض حزيـــنيداري الدمــوع ويخفي الألـــــــمتعالـوا لنجمع ما قد تبقــــــــيفشــر الخطــايا سفيـــــــــه حكــــــم


ولم يبق غير عويل الذئـــابيطـــــارد في الليل ركـــب الغنــــــــم!رضيتم مع الفقر بؤس الحياة


وذل الهــــــوان ويـــأس النـــــــدمففي كل وجه شظايا همــــــوموفي كل عيـــن يئن الســــــــــــــأم


إذا كان فيكم شموخ قديـــــــمفكيف ارتــــــضيتم حــياة الـــــــــرمم؟!تنامون حتي يموت الصبـــاحوتبكون حتي يثور العــــــــــدم
شهيد علي صدر سيناء يبكيوفوق الجزائر يسري الغضـبهنا جمعتنا دمـاء الرجـــــــال


فهل فرقتنا' غنــــــاوي' اللعـــبوبئس الزمـان إذا ما استكـــانتسـاوي الرخيص بحر الذهـــــب


هنا كان مجــد.. وأطلال ذكـــريوشـعب عـريق يسمـي العـــــربوياويلهــم.. بعــد ماض عــريـقيبيعون زيفـا بســــوق الكـــــــــــذبومنذ استكانوا لقهر الطغــــــاةهنا من تـواري.. هنا من هـربشعوب رأت في العويل انتصارافخاضت حروبا.. بسيف الخطب
علي آخر الدرب يبدو شهيــــــديعانــق بالدمــــــع كل الرفــــــاقأتـوا يحملون زمانــــــا قديمـــــالحلـــم غفا مرة.. واستفـــــــاقفوحد أرضا.. وأغني شعوبــــــاوأخرجها من جحـور الشـقـــــــاقفهذا أتي من عيون الخليـــــلوهذا أتي من نخيل العـــــــراق


وهذا يعانق أطـــلال غــــــزةيعلو نداء.. يطــول العنـــــــــاقفكيف تشرد حلم بــــــــريءلنحيـــا مـــرارة هذا السبـــــــاق؟وياويل أرض أذلـت شموخـالترفـــع بالزيــف وجه النفــاق
شهيد مع الفجر صلي.. وناديوصاح: أفيقوا كفـــــاكم فســــادالقد شردتكم همــوم الحيـــــاةوحين طغي القهر فيكم.. تماديوحين رضيتم سكـون القبــورشبعتم ضياعا.. وزادوا عناداوكم فارق الناس صبح عنيـــدوفي آخر الليل أغفي.. وعادا


وطال بنا النوم عمرا طويــــلاوما زادنا النـوم.. إلا سهــــادا




علي صدر سيناء يبكي شهيـــدوآخر يصرخ فـــوق الجزائـــرهنا كان بالأمس شعــب يثـــور


وأرض تضج.. ومجــــــد يفاخــــــرهنا كان بالأمس صوت الشهيديزلزل أرضا.. ويحمي المصائر


ينام الصغير علي نار حقــــــــدفمن أرضع الطفل هذي الكبائر ؟!ومن علم الشعب أن الحــــروب


' كـرات' تطير.. وشعب يقـامر ؟!ومن علم الأرض أن الدماءتراب يجف.. وحــزن يسافـــــــر


ومن علم الناس أن البطولـــــــةشعب يباع.. وحكم يتــــــاجر؟!وأن العروش.. عروش الطغاةبلاد تئن.. وقهر يجـــــــاهروكنا نـباهي بدم الشهيــــــــــــــدفصرنا نباهي بقصف الحناجر!


إذا ما التقينــــــا علي أي أرضفليس لنا غير صدق المشاعرسيبقي أخي رغم هذا الصـــراخ


يلملم في الليل وجهي المهاجرعدوي عدوي.. فلا تخــدعونيبوجه تخفـي بمليون ساتــــــرفخلـــف الحـــــــدود عـــدو لئيــمإذا ما غفونا تطل الخناجـــــرفلا تتـــركوا فتنـة العابثيـــــــــن


تشـوه عمرا نقي الضمائــــــرولا تغرسوا في قلــوب الصغــارخرابا وخوفا لتعمي البصــــائر


أنا من سنين أحـــب الجـــــزائـــرترابا وأرضا.. وشعبـــا يغامـــرأحب الدمــاء التي حررتــــــــــهأحب الشموخ.. ونبل السرائرومصر العريقة فوق العتـــــــابوأكبر من كل هذي الصغــــائر


أخي سوف تبقي ضميري وسيفيفصبر جميل.. فللــيـــل آخــرإذا كان في الكون شيء جميـــــلفأجمل ما فيه.. نيل.. وشاعر


وهذه الثانية!!


خسارة


خسارة يا متعب ومليون خسارة تغيب اللياقة وتخيب المهارة
وإيه يعني نخسر ف متش ونروح بلدنا الكبيرة وأحقِّ بجدارة
أنا مش بحرض وعاوز أفضفض ح أقول كلمة الحق لينا الصدارة
صدارة بأدبنا وأخلاء شبابنا وطيبة قلوبنا الدليل والإشارة
جزاير مطاوي وفتنة ومكاوي وصياعة وبلاوي وخيانة ودشارة
خسارة إنا مدينا ليهم إدينا عزانا العروبة يا مصر المنارة
عشان يا بلدنا سجدنا وحمدنا رمونا اللمامة بقزاز وحجارة
يا كابتن شحاتة بحبك وقلك ربحتم قلوبنا بطيابة وشطارة
ح نفضل نحبك يا أبو تريكة دايما بقول الحقيقة وفي جسمي الحرارة
عصام سد عالي يا حارس يا غالي يا نجم الليالي اللي والع شرارة
يا مصر العزيزة يا شبرا ويا جيزا تميزنا ميزة إنا أصل الحضارة
وأما البهايم جزاير رمايم شوية لمايم بيسووش غبارة
مفيش طب نسامح وننسى ونصافح ونفتح مسارح لصلحة وزيارة
مينفعش نسكت عليهم حقيقي ميكفيش نقفِّل مقرِّ السفارة
كرامة وكرامة يا مصر الكرامة جروح الكرامة دي كل الخسارة

في الوقت الذي كان محمود عباس يمارس نزواته الجامحة في "شيطنة" حركة حماس من خلال بث الأكاذيب والافتراءات عبر فضاءات قناة البي بي سي -التي رفضت بث النداء الإنساني لإغاثة أهل غزة إبان العدوان الصهيوني الوحشي على غزة- كان مدير ديوان رئاسته رفيق الحسيني يمارس شذوذاً من نوع آخر بمصافحته مجرمة الحرب تسيبي ليفني قبيل حضوره للكلمة التي ألقتها في اليوم الثاني مما يدعى (منتدى «أيام الشرق الأوسط» الدولي لعام 2009) الذي عقد في مدينة طنجة بالمغرب الذي يحتضن المقر الدائم للجنة القدس العربية!!

مخلص يحيى برزق
22/11/2009

الخبر مرّ مرورا عابراً، ولم نسمع أو نقرأ شجباً واستنكاراً للمصافحة المحرمة التي وثقتها الكاميرات، حتى من وسائل إعلام حركة حماس.. ومرد ذلك –بالطبع- أن هذه الفئة الغريبة الشاذة عن شعبنا قد عودتنا –وللأسف- على صدور مثل هذه الممارسات الشاذة عن كل حس وطني أو حتى مجرد مشاعر إنسانية منهم..

إنهم نفر استمرؤوا السقوط في حمأة الرذائل على اختلاف أنواعها وأشكالها، وأصبح الوطن بنظرهم مجرد دكان يوفر لهم امتيازات كبيرة، لا يحصلون عليها إلا من خلال ممارسة التجارة المحرمة لأرضنا ومقدساتنا والتي لا يستطيعون التجول في أصقاع الدنيا لأجلها إلا من خلال حمل اسمه.

إنهم فئة تلوثت من أخمص قدمها إلى قمة رأسها بجريمة التمكين لعدونا المحتل من رقابنا واستلاب أرضنا، فهم الذين جعلوا اللقاء مع رموز العدو أمراً اعتيادياً لا يستحق الاستنكار أو الاستهجان. وليس بعيداً عنا –على سبيل المثال لا الحصر- جولات محمود عباس المكوكية التي قصد بها بيت مجرم الحرب يهود أولمرت مرات ومرات وفي أزمنة قياسية، مع حرصه الشديد على الظهور معه بمظهر الصديق الحميم ودون أن يساوره أدنى خجل من فعلته تلك، في ذات الوقت الذي كان فيه يرغي ويزبد ويسب ويشتم كل من يلوح له بلقاء أحد من القيادات الفلسطينية المنتمية لحركة حماس!!

لم تخرج مصافحة الحسيني لمجرمة الحرب ليفني عن إطار العلاقات المحرمة التي تورط بها عباس ومستشاريه والمحيطين به، خاصة مع ثلاثي الإجرام أولمرت-ليفني-باراك.. وهو ما يعزز القناعة بأن ما صرح به العديد من وزراء العدو وقادتهم حول تورط عباس والمحيطين به في دم غزة المسفوح، سواء من جهة فرض الحصار وتشديده وتحريض الصهاينة على إغلاق المعابر عنه، أو من جهة إلحاحه في الطلب باجتياح غزة وسحق حماس لم يكن مجرد أوهام وتخرصات، ولكنها تجلت كحقيقة كبرى لا تخفى على أحد. فإضافة إلى عدم صدور أي نفي لتلك التصريحات من عباس أو أي مسؤول من المحيطين به، فإن مجرد وجود مثل العلاقة الدافئة المستمرة والمتواصلة حتى يومنا هذا مع مجرمي تلك الحرب يدل على أنهم كانوا وما يزالون يشكلون فريق عمل منسجم في توجهاته وأفكاره، ولعل تحسر عباس على زمن أولمرت وأنه كاد أن يوقع معه اتفاقاً شاملاً يزيد من وضوح هذه الحقيقة الممضة.

لم يكن مستغرباً أن يكيل رئيس الكيان الصهيوني "شيمون بيريز" كل أوصاف المدح لأخيه وصديقه محمود عباس خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده مع الرئيس المصري في القاهرة عصر هذا اليوم، وكان لافتاً أن عباس حصل على شهادة "ثمينة" بشرعيته كرئيس للشعب الفلسطيني من "رئيس الكيان الصهيوني" مجرم قانا وغزة.. فهنيئاً له بشرعيته تلك وهنيئاً لحركة فتح التفافها حول ذلك الرئيس"الشرعي".

ترى أمام هذه اللوحة القبيحة المخزية، هل يمكن لكائن من كان يحترم عقله أن يصدق ما يردده عباس كلما لمح أمامه ميكرفوناً أو كاميرا محمولة على الكتف من أن حماس تسعى إلى إقامة دولة على حدود مؤقتة!! وأنها تقوم باتصالات من وراء ظهره مع الصهاينة رفاق دربه في التفاوض كي "يخرج من المولد بلا حمص" كما تخيفه اوهامه وخزعبلاته !!

هل يمكن لفلسطيني يعتز بانتمائه لأرضه الطيبة المباركة ويفتخر بقدسه وأقصاه أن يقبل برئيس يزكيه له ساسة الإجرام الصهيوني، وتقوم أجهزته الأمنية بمجازر يندى لها الجبين بحق المئات من خيرة أبناء شعبنا على أرض الضفة المحتلة في سجونه التي لا يمتلك مفاتيح زنازينها بعد أن وهبها بكل طواعية واستسلام للجنرال دايتون كي يحصل على شهادة واعتراف بأنه طبق خارطة الطريق وزيادة.

وحتى لا يكون الكلام مجرد لعناً للظلام، الذي يشكله هنا وفي هذه الحالة وهذه المرحلة محمود عباس والمحيطين به مثل رفيق الحسيني وسلام فياض وعزام الأحمد ونمر حماد والضميري وتوفيق الطيراوي دون أن نغفل رأس الأفعى دحلان، وكافة أبواق السوء ورموز الفساد الذين تسند ظهورهم وتمنحهم شرعية بقائهم في مناصبهم دبابات الاحتلال وطائراته.. فالمطلوب من ضحايا العدوان وعائلاتهم وأهلنا الذين يتجرعون مرارة الحصار وآثار العدوان في غزة أن يرفعوا أصواتهم عالية لمحاكمة رفيق الحسيني ومن فوّضه للذهاب إلى ذلك المؤتمر مع علمهم بوجود مجرمة الحرب ليفني فيه.. وعلى كافة الفصائل والقوى اتخاذ موقف حاسم بمقاطعتهم وعدم التعامل معهم بأي صفة كانوا، كإجراء أولي لحين القبض عليهم وتطبيق عقوبة المحاكمة التي ستصدر بحقهم.. وعلى حركة حماس أن تضع قائمة سوداء لهم ولكل من يلتقي أو يصافح رمزاً من رموز الإجرام الصهيوني. وعليها اشتراط خلو أي وفد من وفود المصالحة والحوار من أفراد تلك القائمة الخبيثة.

على حركة فتح أن تعلن براءة لا لبس فيها منهم، ومن كل من يجري أي اتصالات مع رموز العدو الصهيوني ومجرميه في الداخل والخارج، سراً وجهراً، تحت مسميات التنسيق الأمني أو المفاوضات، أو غيرها من المصطلحات الكاذبة..

على ممثلي جمعيات الدفاع عن حقوق الإنسان والناشطين والمتضامنين مع غزة، الذين ظهر دورهم وتأثيرهم الإيجابي الذي ساهم في كشف جريمة عباس ومستشاريه التي حاولوا فيها تأجيل عرض تقرير غولدستون في الأمم المتحدة، أن يلاحقوا الحسيني وأمثاله ورؤسائه قضائياً بتهمة إفراغ تقرير غولدستون من مضمونه والتستر على مجرمي الحرب، وإفشال المساعي الرامية إلى عزلهم وتجريمهم من خلال الظهور العلني معهم ومصافحتهم، كي يقال بأننا لا يمكن أن نكون ملكيين أكثر من الملك.. لن نكون فلسطينيين أكثر ذلك الفلسطيني الذي يشغل منصب رئيس ديوان الرئاسة الفلسطينية!! ألا تعساً له ولرئيسه!!

على كل مسلم غيور على دماء الشهداء وآهات الجرحى وأنات الأسرى وبكاء أطفال البيوت المهدمة في غزة، أن يتقرب إلى الله في هذه الأيام المباركة من ذي الحجة التي لا يعدل العمل الصالح فيها شيء، ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بماله ونفسه ولم يرجع منها بشيء كما أخبر بذلك رسولنا المصطفى صلى الله عليه وسلم، أن يتقرب إلى الله بعمل صالح من أجل الأعمال وأنفعها: كلمة حق عند سلطة جائرة، وذلك بفضح ممارسات تلك الفئة الخبيثة التي تشوه صورة شعبنا وتطعن جهاده ونضاله طعنة نجلاء..

لم يعد مقبولاً أن يصمت الكتاب والشعراء والأدباء والمحللين السياسيين والإعلاميين وغيرهم عن البوح بعظيم الجريمة التي يرتكبها عباس و"شلته" والتي ترقى إلى درجة الخيانة العظمى.. تلك الكلمة التي يتخذها أولئك ذريعة كي ينعتوا مطلقها بأبشع الصفات ويكيلوا له أقذع التهم.. بأنه يطلقها على عواهنها، مع أن أفعالهم وتصرفاتهم تجعلها قليلة عليهم.

لم يعد مقبولاً أبداً من الدول التي تغار على فلسطين والقدس والأقصى أن تستقبل أولئك على أنهم ممثلين عن الشعب الفلسطيني أو أنهم – لا سمح الله- قادة له!!

حرام أن يفرش لهم سجاد، أو يحجز لهم مقعد في طائرة أو فندق، أو يسمح لهم بشغل أي مكان في محفل أو مؤتمر مخصص لأبناء فلسطين.. لأنهم ببساطة يستمدون شرعيتهم من بيريز وليفني وباراك، وعليه، فهم ليسوا إلا وكلاء معتمدين –وعلى رؤوس الأشهاد – من قادة الكيان الصهيوني ومكانهم الطبيعي والمنطقي محرقة التاريخ ثم مزبلته العامرة بأشباههم العفنة.