الأربعاء، 30 ديسمبر 2009

ترجمة كاملة لما عرضته صحيفة " أفتون بلاديت" السويدية عن سرقة أعضاء أطفال فلسطينيين

فيما يلي ترجمة للمقال الذي أغضب دولة الاحتلال، والذي بموجبه كشف الصحفي السويدي دونالد بوستروم النقاب عن سرقة جنود الاحتلال لأعضاء أطفال فلسطينيين :
صحيفة "أفتون بلاديت" السويدية : " أبناؤنا نهبت أعضاؤهم" ، تقرير الصحفي دونالد بوستروم 17/8/2009 :
تاجر الأعضاء البشرية الحاخام روزنباوم معتقلا .. يقول ليفي اسحق روزنباوم من بروكلين إنه من الممكن تسمية مهنته بـ"صانع الملاءمة"، وذلك في تسجيل سري مع أحد عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي الذي كان يعتقد أنه أحد الزبائن .
وبعد عشرة أيام من تسجيل هذه المكالمة، في نهاية تموز/ يوليو الماضي، اعتقل روزنباوم في قضية الفساد الكبرى المتشابكة بمدينة نيوجرسي الامريكية :
أعرب الحاخامات عن ثقتهم بالمسؤولين المنتخبين، وكانوا يعملون لسنوات في تبييض الأموال غير المشروعة، ضمن شبكات مثل شبكة سوبرانو. وكان روزنباوم له صلة بعملية بيع الكلى من إسرائيل إلى السوق السوداء، حيث كان يشتري الجثث من المحتاجين في إسرائيل بسعر عشرة آلاف دولار، ويبيعها للمرضى اليائسين في الولايات المتحدة الأمريكية بسعر 160 ألف دولار .
هذه هي المرة الأولى التي يكشف فيها عن الاتجار بالأعضاء بصورة موثقة في الولايات المتحدة الأمريكية .
وردا على سؤال حول عدد الجثث التي باعها روزنباوم، يجيب مفاخرا بأن الحديث عن عدد كبير جدا.. وأن شركته عملت في هذا المجال منذ مدة طويلة .
وقال فرانسيس ديلمونيسي، أستاذ جراحة زرع الأعضاء وعضو مجلس إدارة الكلية الوطنية لمجلس إدارة المؤسسة، إن الاتجار بالأعضاء في إسرائيل مماثل لما يجري في أماكن أخرى من العالم، حيث أن 10% من 63000 عملية زرع الكلى تجرى في العالم بصورة غير قانونية .
البلدان "الساخنة" لهذا المشروع هي باكستان والفلبين والصين، حيث يعتقد أن الأعضاء تؤخذ ممن ينفذ فيهم حكم الإعدام، لكن هناك شكوكا قوية أيضا بين الفلسطينيين أنه يتم استخدام شبانهم مثلما هو الحال في الصين وباكستان، وهو أمر خطير جدا. ويعتقد أن هناك ما يكفي من الأدلة للتوجه إلى محكمة العدل الدولية، ويجب فتح تحقيق فيما إذا كان هناك جرائم حرب إسرائيلية .
إسرائيل تستخدم الطقوس اللا أخلاقية لأسلوب التعامل مع الأعضاء والزرع. وهناك عدة دول، بينها فرنسا، قطعت التعاون الطبي مع إسرائيل منذ التسعينيات .
نصف الكلى الجديدة المزروعة منذ عام 2000، تم شراؤها بصورة غير قانونية من تركيا وشرق أوروبا وأمريكا اللاتينية، والسلطات الصحية الإسرائيلية لا تفعل شيئا لإيقافها. في عام 2003 كشف في مؤتمر أن إسرائيل هي البلد الغربي الوحيد الذي لا تدين فيه مهنة الطب سرقة الأعضاء البشرية أو اتخاذ إجراءات قانونية ضد الأطباء المشاركين في العملية الجنائية، وإنما العكس، ويشارك كبار الأطباء في المستشفيات الكبرى في معظم عمليات الزرع غير القانونية، وفقا لصحيفة "داغينز نيهاتر"الصادرة في الخامس من كانون الأول/ من ديسمبر 2003 .
وفي محاولة لحل مشكلة النقص في الأعضاء، قام وزير الصحة في حينه، إيهود أولمرت، في صيف 1992، بحملة كبيرة للحصول على تشجيع الإسرائيليين على التبرع بالأعضاء. وتم توزيع نصف مليون كراسة على الصحف المحلية، تضمنت دعوة المواطنين إلى التبرع بأعضائهم بعد وفاتهم . وكان أولمرت أول من وقع على بطاقة التبرع .
وبالفعل بعد أسبوعين كتبت صحيفة " جيروزالم بوست" أن الحملة أسفرت عن نتائج ايجابية، حيث أن ما لا يقل عن 35 ألف شخص قد وقعوا على بطاقة التبرع. علما أن العدد لم يكن يزيد عن 500 متبرع في الشهر سابقا .
وفي نفس المقال كتبت الصحافية جودي سيغل أن الفجوة بين العرض والطلب لا تزال مرتفعة، 500 شخص بحاجة إلى زراعة كلى، لم يتمكن منهم سوى 124 شخصا من إجراء العملية الجراحية. ومن بين 45 شخصا كانوا بحاجة إلى زراعة كبد، لم يتمكن سوى ثلاثة منهم من إجراء العملية الجراحية .
وخلال حملة التبرع بالأعضاء اختفى شاب فلسطيني، وبعد خمسة أيام تسلمت عائلته الجثة ليلا، بعد تشريحها. وكان هناك حديث بين الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة عن جثث مشرحة وارتفاع حاد في حالات اختفاء شبان فلسطينيين .
كنت في المنطقة، أعمل على كتابة كتاب، وتلقيت اتصالات من موظفين في الأمم المتحدة عدة مرات يعربون فيها عن قلقهم من أن سرقة الأعضاء تحصل فعلا، ولكنهم غير قادرين على فعل شيء. تحدثت مع عدة عائلات فلسطينية أعربت عن شكوكها من سرقة أعضاء من أجساد أبنائها قبل قتلهم. ومثال على ذلك كنت شاهدا على حالة الشاب راشق الحجارة بلال أحمد غانم .
كانت عقارب الساعة تقترب من منتصف الليل عندما سمع هدير محركات المجنزرات الإسرائيلية على مشارف قرية أماتين شمال الضفة الغربية، التي يسكنها ألفا نسمة. كانت الرؤية واضحة، والجيش قطع الكهرباء وحول القرية إلى منطقة عسكرية مغلقة. فقبل خمسة أيام حينها، أي في 13 أيار/ مايو 1992 ، كانت قوة إسرائيلية قد وقعت في كمين، وعندها قررت الوحدة الخاصة قتل بلال غانم (19 عاما)، أحد قادة أطفال الحجارة .
سار كل شيء وفقا لخطة القوات الخاصة الإسرائيلية، وكان بلال قريبا بما فيه الكفاية منهم. أطلقوا النار عليه فأصابوه في صدره. وبحسب سكان القرية الذين شاهدوا الحادث، أطلق عليه النار مرة أخرى فأصابوه في ساقه، ثم أصيب برصاصة أخرى في بطنه. وقامت القوات الإسرائيلية بجر بلال مسافة 20 خطوة، قبل أن يتم تحميله في جيب عسكري باتجاه مشارف القرية، حيث تم نقله بمروحية عسكرية إلى مكان مجهول .
بعد خمسة أيام أعيدت جثة بلال ملفوفة بأقمشة خضراء تابعة للمستشفى. وتم اختيار عدد قليل من الأقارب لدفن الجثة. وكان واضحا أنه جرى شق جثة بلال من رقبته إلى أسفل بطنه. وبحسب العائلات الفلسطينية فإنها على ثقة من أنه تم استخدام أبنائها كمتبرعين بالأعضاء غصبا عنهم. كما قال ذلك أقارب خالد من نابلس، ووالدة رائد من جنين، وأقارب محمود ونافذ في غزة، وجميعهم تمت إعادة جثثهم بعد تشريحها .
كان بلال غانم واحدا من بين 133 فلسطينيا قتلوا في العام 1992 بطرق مختلفة، وتم تشريح 69 جثة منهم .
نحن نعلم أن الحاجة إلى الأعضاء البشرية كبيرة في إسرائيل، وأن تجارة الأعضاء غير القانونية منتشرة بشكل واسع وبمباركة السلطات وكبار الأطباء في المستشفيات. ونعلم أيضا أن جثة شاب تختفي يتم تسليمها مشرحة بعد خمسة أيام، بسرية تامة ليلا .
حان الوقت لتسليط الضوء على العمليات المروعة التي تقوم بها إسرائيل في الأراضي المحتلة منذ اندلاع الانتفاضة .
صحفي من السويد اسمه دونالد بوستروم
د.محمد رحال - السويد
24/08/2009
الصحفي دونالد بوستروم هو اسم معروف في السويد ولايحتاج الى تعريف , وهو الصحفي المدافع عن القضايا العادلة في العالم , ومع ان هذا الصحفي ذو الاسم الذهبي كانت وما تزال اكثر كتاباته عن القضايا العربية والاسلامية وعدالتها , الا انه كان اسما مجهولا لدى الاوساط الاعلامية العربية المدفوعة الثمن والتي كرست قدراتها الاعلامية من سعادة الانسان العربي المسلم , فاستضافت له على شاشاتها الفضائية كل انواع الراقصات والعاريات ليكونوا طباق وطعام هذه الفضائيات المقدمة لانظار المشاهد العربي المسلم كي يطيب صيامه ويحلو قيامه , وفي تاريخ هذه الفضائيات لم يستضف هذا الرجل ولو كضيف على احدى تلك المحطات , خاصة وان هناك محطات اخبارية والتي تتقن فن اشعال الفتن في عالمنا العربي والاسلامي , وتتقن ايضا فن تقديم غثاء المفكرين وسقطاته في هذا العالم , والتي نادرا ما تقدم لنا شخصية نادرة كنجم هذه الايام والذي تقوم وسائل الاعلام الصهيونية باعداد سكاكين الذبح له , والاعجب والاغرب من كل هذا ان من يدعي الفكر والتفكير في البلدان العربية لايعرف من هذا الرجل وامثاله , وذلك لعلة قبيحة في نفسية التفكير العربي والتي حولت كل من تعلم القراءة والكتابة الى كيان منعزل يظن في نفسه قوة الالهام والوحي , وحولته من مجرد انسان مثقف يقرأ ويكتب الى مجرد كاتب يكتب لنفسه ولا يقرأ للاخرين ابدا , فكان غالبية الكتاب والمفكرين العرب اما رسلا يتنزل عليهم الوحي , او مقراضا ومخرزا لنقد اي عمل ادبي او فني او انساني ابداعي بدافع من غيرة عمياء او لقتل ابداع طفا على الساحة العربية .
دونالد بوستروم والذي كشف في مقاله عن الاتجار بالاعضاء البشرية الفلسطينية , قام بفعل وعمل كان من المفروض ان تقوم به اقلام الكتاب العرب , وكان من المفروض بالقنوات الفضائية العربية والتي تدعي العروبة نسبا او ثقافة ان تقوم بفضح هذه الممارسات الصهيونية وكشفها للمواطن العربي قبل الغربي , بدلا من الهاء المواطن العربي في مسابقات تلفزيونية تافهة , وفوازير رمضانية اكثر تفاهة , او برامج تساهم في تسطيح عقلية المواطن العربي والمسلم . وهذه الحقائق التي ذكرها الكاتب السويدي دونالد بوستروم كان من المفروض بالسلطة الفلسطينية والتي صرفت جل اهتمامها من اجل الاعداد لمؤتمر وضع في قمة قيادته اربعة من اكبر القيادات الخائنة والعميلة للكيان الصهيوني في خطوة مبكرة لانهاء القضية الفلسطينية على ايديهم , وبدلا من ان تتولى هذه القيادة كشف مثل هذه الحقائق فانها انصرفت الى امور تسريع التطبيع ومن ثم التنازل عن القضية الفلسطينية , وكنت اتسائل اين هو مكان مثل دونالد في الاعلام الفلسطيني .
ان دونالد بوستروم لاتعرفه ابدا سفارات الدول العربية والتي انصرف رجالها اما للتجارة او مراقبة الجاليات العربية وتزويد الانظمة العربية باهم التقارير التي تتضمن حركات وخلجات المواطنين المغتربين في هذه البلدان , اما البحث عمن يقف مع قضايانا فلا مكان له في تلك السفارات العربية , وبالتالي ليس له مكان في دول العالم العربي من دول معتلة او معدلة , لانها دولا في الاصل لاتحمل قضية ولايشغلها الانسان العربي فضلا عن شرفاء الغرب ومفكريه , ويكفيهم شرفا ان توماس فريدمان هو ابرز ضيوفهم مع شتمه الدائم لهم واحتقاره لهم , اما دونالد بوستروم وامثاله فليس لهم في دول الردة العربية حظوة او نصيب
ودفاع دولة السويد بالرغم من يمينية حكومتها اليوم وعنصريتها ,فدفاعها عن مواطنها يذكرني تماما بمدى الاحترام الكبير الذي تقدمه حكوماتنا العربية لكبار الاقلام واصحاب العقول في بلداننا العربية والتي غصت سجونها بهم , وان اقلاما تستحق الاحترام كانت وعبر عقود من الزمن منارة تضيء لنا عتمة الطريق , نراها اليوم تستجدي الحكومات مرتبا شهريا يقيل عثرتها , او هجرانا اعلاميا في امة لاترحب الا بمن ينافق او يكذب , وكم انا معجب بهذا الاعلام الغربي الذي ينشر في الكثير من الاحيان الأراء المخالفة تماما لخط صاحب الجريدة او الموقع , وذلك لانها امم تضع كل الافكار والمتناقضات امام المواطن وتتركه حرا في اختيار مايريد , اضافة الى ان هذه الحرية تعطي للاعلام حرية الطرح وتكسب معها الجمهور الاوسع , فتنوع الفكر في هذه الدول هو كتنوع الطعام بالنسبة للفرد , وهو ماخلت من مواقعنا الاعلامية والتي لاتكتب الا مافي عقلها ولا تقرأ الا مايناسب تفكيرها .
واجد نفسي مضطرا ان امتدح دفاع دولة اسرائيل الصهيونية واذيالها عن مجرميها واجرامها هذا الدفاع المستميت , امام انظمة تتسابق اليوم الى التطبيع معها تلبية وتنفيذا لاوامر قادمة من هيلاري كلينتون , في ظروف فلسطينية قاهرة لم تجف فيها دماء اهل غزة بعد , وفي ظروف عراقية تسيل فيها دماء شعب العراق على ايدي تجار السياسة والمال والدين في ارض الحضارات ومهد القوانين , وحالة شعوب عربية واسلامية تبيع اعراضها من اجل الحصول على مايملأ المعدة من قليل الطعام .
وامام هذه المتناقضات يبقى القاريء والمواطن العربي بعيدا عن هموم الوطن والمواطنة , والقراءة والكتابة , وعاجز حتى عن ارسال رسالة بريدية الى هذا الصحفي الشريف ليقول له :
Thanks Roland
عبر تليفونه او عنوانه البريدي
رقم هاتف الصحفي: رونالد بوستروم
0046707784008اميل الصحفي رونالد بوستروم
donald@donaldbostrom.com
وكل رمضان وانت بخيرقارئنا العزيز , ولا تنس ابدا ارسال رسالة
د.محمد رحال.السويد

مقالة للدكتور ابراهيم حمامي تحت عنوان :صحفي في مواجهة العالم


ليس فلسطينياً وليس عربياً، ليس لاجئاً ولا من عائلة قدمت شهداء، ليس لديه أقارب أو أفراد عائلة من فلسطين، لكنه وببساطة صحفي سويدي حر وشجاع، اسمه دونالد بوستروم، قرر أن ينشر ما توصل إليه رغم معرفته المسبقة لما سيتعرض له، وهو الذي سبق وأن هددوه بالقتل لكتاب نشره أيضاً عن فلسطين.
صحفي أثبت أنه أكثر شرفاً من عشرات بل مئات من الصحفيين العرب الذين يعتاشون من مدح الحاكم والتهليل له.
"منذ نشر بوستروم كتابه بدأت الحملة عليه، وقد بلغت حدّ التهديد بالقتل، فقد تمّ إرسال نسخة من كتابه وصلته بالبريد وفيها 12 طعنة خنجر"من هو دونالد بوستروم؟يعرّف الكاتب رشاد أبو شاور دونالد بوستروم بأنه صحفي سويدي، زار فلسطين أكثر من ثلاثين مرّة، فرأى وصوّر وكتب، لأنه لم يزر فلسطين سائحا، بل باحثا عن حقيقة الصراع الدائر على الأرض المعذّبة، بين شعب أعزل إلاّ من حجارة أرضه، والشعور العالي بالكرامة، والتسلّح بإرادة لم يكسرها البطش، وتفوّق السلاح في يّد مُحتّل شرس يمارس القتل، واقتلاع الأشجار، وصيد أطفال الفلسطينيين بلا رحمة، بل بمتعة يبررها بأساطير وخرافات تحشو عقله.
هذا الصحفي السويدي عايش الفلسطينيين في الانتفاضتين، ونقل المشهد بتفاصيله وجنونه ورعبه إلى المواطن السويدي ليحصنه بالمعرفة والحقيقة في وجه الدعاية الصهيونيّة العنصريّة الابتزازيّة.
جاء إلى فلسطين وهو غير منحاز لأي من الطرفين، ولكن نزاهته كصحفي فتحت عينيه على واقع الصراع، فتأمل ما يحدث، وذهب برؤيته إلى الجوهر، فانحاز للحقيقة والحّق، وجمع كتابات عدد من السويديين في كتاب أطلق عليه اسم (إن شاء الله) ترجمته إلى العربيّة أمل عطا عبّاس الكسواني، وصدر بطبعته العربيّة في السويد عام 2006.
والكتاب يحوي مائتي صورة التقطها بوستروم نفسه، وهو معروف كمصوّر ممتاز، والصور تحكي أحداث الانتفاضتين، وسور النهب، وتدمير المنازل، ومشاهد قمع جنود الاحتلال للفلسطينيين.
عنوان الكتاب ليس سخرية من إيمان الفلسطينيين، ولكنه احترام لثقتهم بعدالة الله الواحد الأحد، رّب العالمين، وليس إله فئة من البشر تدّعي التميّز العنصري على بني البشر أجمعين بأعراقهم، وألوانهم، وثقافاتهم.
في الصفحة 15 من كتاب (إن شاء الله) الذي حرره وأشرف عليه بوستروم، يورد شهادة لأم يهوديّة فقدت ابنتها في عمليّة استشهاديّة، تقول تلك السيدة نوريت بيليد ألشان: "لقد استغرقت حكومتنا عشرين عاما من الاحتلال قبل أن يُفرّخ الاحتلال العمليّة الانتحاريّة الأولى".
يُفسّر بوستروم كلام الأم اليهوديّة التي خسرت ابنتها: ".. وهي تقصد أن الانتهاكات والإذلال على الحواجز (الإسرائيليّة) تُشكّل معملا لتفريخ الانتحاريين، مشيرة بوضوح إلى مسؤوليّة (إسرائيل) عن الوضع المتأزّم". (ص15 من الترجمة العربيّة)
في مقدمة كتاب (إن شاء الله) يكتب بوستروم: وبالطبع لو كان باستطاعة الفلسطينيين أن يستبدلوا أسلحتهم اليدوية الصنع بطائرات إف 16 ومروحيات الأباتشي لفعلوا، لأن الأحداث قد أظهرت بوضوح أن إرهاب (الدولة الإسرائيليّة) والمنفّذ بأرقى الأسلحة الغربيّة ضد المدنيين الفلسطينيين، لم يحظ ولو بجزء بسيط من الإدانات التي تناولت (الإرهاب الفلسطيني).. مع إن إرهاب الدولة أشد فتكا. (ص14)
منذ نشر بوستروم كتابه بدأت الحملة عليه، وقد بلغت حدّ التهديد بالقتل، فقد تمّ إرسال نسخة من كتابه وصلته بالبريد وفيها 12 طعنة خنجر.
"فجأة تحول المتهم إلى مهاجم صاحب حق، والصحفي ودولته إلى متهمين"حملة شرسة ضد بوستروم والسويدما إن نشر بوستروم مقاله الشهير عن سرقة أعضاء الشبان الفلسطينيين في صحيفة "أفتون بلاديت" السويدية يوم الاثنين 17/08/2009 حتى قامت الدنيا ولم تقعد في "إسرائيل" ليس من باب مناقشة ما ورد فيه، أو رداً على المحتوى أو المضمون، بل طعناً وهجوماً واتهاماً بالعنصرية ومعاداة السامية للصحفي بوستروم، ومطالب بالاعتذار والإدانة من السويد وحكومتها وقياداتها.
وفجأة تحول المتهم إلى مهاجم صاحب حق، والصحفي ودولته إلى متهمين، فقط لمحاولته كشف ما توصل إليه، ومطالبته بفتح تحقيق في الأمر.
المقال المذكور يسرد تفاصيل خبر من بروكلين في الولايات المتحدة لحاخام سماه تاجر أعضاء بشرية، ويقول فيه إن "إسرائيل" وطبقاً لمؤتمر عقد في العام 2003 هي الدولة الوحيدة في العالم التي لا تدين مهنة الطب فيها سرقة الأعضاء البشرية، ويتحدث عن اتصالات تلقاها من مسؤولي الأمم المتحدة عام 1992 يعربون فيها عن قلقهم من أن سرقة أعضاء لشبان فلسطينيين تحدث فعلا، وأخيراً يوثق حالة الشاب بلال غانم من قرية أماتين شمال الضفة الغربية.
الحملة المسعورة التي يقودها نتنياهو وليبرمان كانت على ما يبدو لصرف الأنظار عن تلك الممارسات، ومحاولة لوقف أي أمر مشابه في المستقبل، وهو ما عبر عنه الكاتب الإسرائيلي روسي الأصل إسرائيل شامير في مقال له على موقعه، حين وصف سبب هذه الهستيريا بـ"الخرق في جدار السيطرة الإعلامية" موضحاً بعض مظاهر السيطرة الإعلامية "اليهودية" في السويد، والذي سرد أيضاً وقائع أخرى تورط فيها "إسرائيليون" في دول أخرى منها تركيا وجنوب أفريقيا والبرازيل وأوكرانيا.
"الصحف الإسرائيلية نشرت عام 2007 قصة شبان ستة من خان يونس قتلتهم قوات الاحتلال واختطفت جثامينهم لمدة ستة أيام وأعادتهم بعدها وقد خيطت صدورهم وبطونهم"بل ذهب لأبعد من ذلك في وصف ما سماه "عدم وجود للموانع الأخلاقية" بحديثه عن فتوى لحاخام اسمه يتسحاق غيزبورغ يسمح فيها لليهودي "دينياً" بأخذ كبد من "الغوييم" حتى بدون إذنه، لأن حياة "اليهودي" أكثر قيمة من حياة "الحيوان".
تلك الحملة صمدت في وجهها الحكومة السويدية حتى اللحظة، رغم ظهور شواهد على بدء الرضوخ من خلال ما نشرته السفيرة السويدية في تل أبيب معربة فيه عن "الصدمة والاستنكار" عما نُشر، وهي من عائلة بونير اليهودية الثرية والتي بحسب إسرائيل شامير تملك غالبية الصحف السويدية وشبكات التلفزة ودور السينما، وأيضاً من خلال الإحراج الذي تعرض له وزير الخارجية السويدي كارل بيلت من التلويح برغبة "إسرائيل" في إلغاء زيارته لتل أبيب مما دعاه للكتابة في إحدى المدونات أن "مثل هذا المقال من الممكن أن يتسبب بمعاداة السامية والتحريض هو ضد القانون السويدي".
أما الصحيفة والصحفي فقد ثبتوا على موقفهم ورفضوا أي اعتذار أو تراجع، متمسكين بحقهم وتحت حرية الرأي، بل وفي مقال بعنوان "الأسبوع الذي أصبح فيه العالم مجنونا" نشر الأحد 23/08/2009 قال رئيس تحرير الصحيفة يان هيلين إنه في التقرير الأول الذي نشر مطلع الأسبوع لم يكن هناك أدلة على الاتجار بأعضاء قتلى فلسطينيين.
وقال "لست نازيا ولا معاديا للسامية، إنني رئيس تحرير الصحيفة الذي أعطى الضوء الأخضر لنشر مقال لأنه كان يطرح مجموعة من النقاط المقنعة" والصحيفة اليوم تتعرض لحملات قضائية أيضاً في السويد والولايات المتحدة.
الحملة الهستيرية أيضاً انتقلت من الحكومة الإسرائيلية إلى الجمهور حيث نشرت صحيفة الجيروزاليم بوست في عددها الصادر بتاريخ 24/08/2009 خبراً عن البدء بحملة "وطنية" لمقاطعة البضائع السويدية وخصت مخازن "إيكيا" الشهيرة للمفروشات، ومصنع "فولفو" للسيارات بهذه المقاطعة، وكذلك خرجت في ذات اليوم مظاهرات أمام السفارة السويدية في تل أبيب احتجاجاً على المقال.
في كل تلك المظاهرات والاحتجاجات والحملات غاب تماماً أي ذكر لمحتوى المقال والاتهامات الواردة فيه والمطالب بفتح تحقيق دولي، أو أي رد على تساؤل بسيط من قبيل لماذا يتم تشريح الجثامين رغم معرفة سبب الوفاة أي الرصاص؟ وببساطة لو كان الاحتلال وقادته لا يخفون أمراً ولا يخشون شيئاً، لقبلوا فوراً بفتح تحقيق لتبريء ساحتهم، وإسكات الجميع، ومن ثم مقاضاة الصحيفة والصحفي.
مما يجدر ذكره هنا أنها ليست المرة الأولى التي تتهم فيها "إسرائيل" بالتهمة ذاتها، ويكفي أن نذكر أن الصحف الإسرائيلية نشرت عام 2007 قصة شبان ستة من خان يونس قتلتهم قوات الاحتلال واختطفت جثامينهم لمدة ستة أيام وأعادتهم بعدها وقد خيطت صدورهم وبطونهم.
عدا عن أنه وحتى اللحظة وبحسب الحملة الوطنية الفلسطينية لاسترداد جثامين الشهداء، ما زال هناك 273 شهيداً في مقابر الأرقام وثلاجات الموتى، وهو العدد الذي تم توثيقه فقط.
ناهيك عن الحوادث والجرائم الأخرى منذ أربعينيات القرن الماضي وحتى يومنا هذا، والتي وثق منها الكثير وكان آخرها جرائم العدوان على غزة بدايات هذا العام.
"أما من يعنيهم الأمر مباشرة، فيبدو أن الأمر لا يعنيهم لا من قريب ولا من بعيد، وهنا نعني القيادة الفلسطينية والمفترض أنها المسؤولة عن كل مواطن"الأمر لا يعنيهملم تتحرك أي مؤسسة أو هيئة أو وسيلة إعلامية أو حكومية أو حتى شخصية رسمية لدعم هذا الصحفي وصحيفته، أو حتى للمطالبة بالتحقيق فيما ورد، وهو الموقف ذاته الذي أضاع الكثير من المتضامنين مع قضيتنا بعد التخلي عنهم وتعرضهم لضغوطات هائلة.
وهو الموقف نفسه الذي أضاع أيضاً قراراً بأهمية فتوى محكمة العدل الدولية في لاهاي عام 2004 الخاص بجدار الفصل العنصري والاحتلال، وهو الموقف عينه الذي بسببه ستضيع القدس دون أن يحرك أحد أي ساكن، لا فعلاً ولا حتى قولاً.
حتى ساعة كتابة هذه السطور، لم تتم استضافة دونالد بوستروم أو الاتصال به على أي منبر إعلامي عربي، ولم يصدر أي بيان رسمي من أي نوع، وباستثناء بعض المواقع التي نشرت نص مقاله مترجماُ، خلت النشرات والتقارير من أي ذكر للأمر، رغم تفاعله على مستوى عالمي، بل تحدثت تقارير عن استعداد دول عربية للتطبيع مع الاحتلال كبادرة حسن نية تجاه نتنياهو لتشجيعه على تجميد الاستيطان.
أما من يعنيهم الأمر مباشرة، فيبدو أن الأمر لا يعنيهم لا من قريب ولا من بعيد، وهنا نعني القيادة الفلسطينية والمفترض أنها المسؤولة عن كل مواطن، وأنها في مرحلة نضال وتحرير ضد عدو لا يرحم.
تلك القيادة التي رفضت في السابق التوجه لمحكمة الجنايات الدولية لرفع قضايا جرائم حرب ضد "إسرائيل" وتلك القيادة التي تتفرج على ضياع القدس مما حدا بوزيرها لشؤون القدس حاتم عبد القادر للاستقالة احتجاجاً على الضلوع في تضييع القدس وعن عمد.
تلك القيادة تتخذ ذات الموقف اليوم، لا علاقة لها بالأمر، والموضوع ربما بنظرهم شأن داخلي، أو في أحسن الأحوال شأن إسرائيلي سويدي، واللقاءات مع قادة الاحتلال ستستمر، حتى وإن أعلن نتنياهو مئات المرات أنه لا عودة للاجئين، ولا قدس، ولا وقف للاستيطان، ولا دولة ذات سيادة، فهل نتوقع أن يحرك بلال غانم وغيره من الشهداء هذه القيادة؟.
"مقابل الصمت الفلسطيني والعربي والغربي الذي يصل حد التواطؤ، تخرج أصوات حرة وأقلام لا تخشى مثل الصحفي دونالد بوستروم"هذا الصمت المريب يستوي فيه ولأول مرة العرب مع الغرب، السويد التي ترأس المجموعة الأوروبية تقف وحيدة في مواجهة الاتهامات والادعاءات، حرية الرأي التي تغنى ويتغنى بها الغرب اختفت من قواميسهم فجأة، عكس ما حدث إبان الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم، حين وقف الغرب بقده وقديده مع تلك الرسومات ونشرها، ويقف ذات الغرب اليوم دون أن يحرك ساكناً.
مقابل الصمت الفلسطيني والعربي والغربي الذي يصل حد التواطؤ، تخرج أصوات حرة وأقلام لا تخشى مثل الصحفي دونالد بوستروم، بل وللأسف حتى من داخل معسكر الاحتلال.
والأسف هنا على كتابنا ومثقفينا إن جازت التسمية، ومن هؤلاء بروفيسور العلوم السياسية في جامعة بن غوريون نيفي غوردون والذي طالب بمقاطعة "إسرائيل" لأنها دولة عنصرية في مقال نشره في صحيفة لوس انجلوس تايمز بتاريخ 21/08/2009.
وقبله كانت دعوات أوروبية ومن بريطانيا لمقاطعة أكاديمية لذات السبب، وبعده كان موقف منظمة "مراسلون بلا حدود" في باريس والتي أيدت الموقف السويدي في مواجهة حكومة الاحتلال.
بالتأكيد لن تكون محاولة إسكات الصحفي بوستروم وصحيفته الأخيرة، لكن بالتأكيد أيضاً أن الجدار الإعلامي الحديدي الذي يحاول الاحتلال الحفاظ عليه قد تضعضع، وما عصابة بروكلين، والتهجم على مؤسسة غولدمان ساكس، وتكريم ماري روبنسون وديزموند توتو، وجائزة فيليسيا لانغر، وظهور حزب معاداة الصهيونية في فرنسا، وأخيراً مقال بوستروم، إلا أدلة على أن العالم قد ضاق ذرعاً بتلك الممارسات، وكذلك بالتهمة الجاهزة بمعاداة السامية، وهو ما يزعج قادة الاحتلال ويفسر هستيريتهم أكثر من أي أمر آخر.
ويبقى السؤال أين دور العرب فيما يجري؟
.
المصدر: الجزيرة

بالصور معاناة الفلسطينيين فى حجز مطار القاهرة‏ ايام المخلوع حسني باراك








من سيتحرك لانهاء معاناه الفلسطينيين؟ ولماذا الفلسطينى هو الوحيد الذى يتم اصطحابه فى باصات بصحبة سيارات الشرطة؟لماذ يعامل الفلسطينى فقط بهذا الكم من الكره و الغل واللا انسانية؟لماذا يتم حجز الفلسطينيين فقط فى حجز خاص بهم فقط مطارات مصر؟ولما يتم وضع النساء و الاطفال و الرجال معا فى سجن كبير تحت الحراسة؟لماذا يوضع الاستاذ الجامعى و الطبيب و الطالب و المرأة و الطفل فى الحجز و بأى تهمة؟متى تسقط تهمة كونك فلسطينى؟ و متى يعامل الفلسطينيين بآدمية مثلهم مثل الصهاينة؟
لماذا يذهب دارس دكتوراة فلسطينى لمناقشة رسالتة بصحبة الشرطة ويديه مقيدتان فى الحديد مثل المجرمين؟ مقطتفات من من رسالة رود البريطانى عن تجربتة


Certainly the situation on the border hasn't changed in the slightest: for aid, all of which, despite assurances to the contrary, is still rotting in El Arish; for Palestinians, most of whom cannot pass, or can pass with difficulty - see below; and for exports, which are simply not allowed. Pity that the Egyptians only want to keep the parts of agreements that don't involve doing nice things to Palestinians.

I arrived again on foot on Monday Morning, was processed with a friendly cup of coffee, and put on the bus to Egypt. This bus only travels about 500 metres, but you must be on it, you cannot walk. The bus took 12 hours to cover this 500 metres the day before, during which time everyone got on and off several times, scrambling to get back on when it moved forward 100 meters, then getting off again to sit in exactly the same place as before, or walk back to the departure lounge to use the toilet.
يصف رود كيف سافر خلال معبر رفح ويقول:عدت مرة اخرى يوم الاثنين وركبت الباص المتجه لمصر الذى يقطع مسافة 500متر فقط ولكن يجب ان تركبه وقد استغرق 12 ساعة فى قطع مسافة ال500 متر فى اثنائها كان الناس ينزلون ويصعدون عدة مرات عندما يتحرك 100 متر اخرى لينزلوا و يجلسوا فى نفس المكان او يرجعوا للذهاب للحمام

On the Monday we got through to Egypt at an early 3pm, only 5 hours after arrival. The delay is caused by the Egyptians, who call through the buses when they want them.
يوم الاثنين لم نستغرق الا 5 ساعات فقط وكان التأخير من الجانب المصرى حيث يناودن على الباصات عندما يريدون ذلك!

Because I am the last of the convoy, travelling alone, I will be transitted with the Palestinians.
They, many having been down this route before, tell me that we will be put on buses, taken under police escort to Cairo airport and deported - sorry, transitted to our country of destination. All, or nearly all, Palestinians seem to be treated this way. Most of my group are travelling to Saudi where they used to work, until the border was sealed. now after several attempts by most of them, they are being allowed to go back there, but the Egyptians have not, and seemingly will not, grant them visas for Egypt, so they have to travel by escorted transit, which is, to be fair, a not uncommon procedure, and is one that I have certainly experienced widely.
لانى كنت اخر المغادرين من قافلة جالوى فساكون مع الفلسطينيين المرحلين لمطار القاهرة والفلسطينيون يعرفون كيف تسير الامور فسيتم وضعهم فى باصات تحت حراسة وبمصاحبة سيارات الشرطة
معظم المرحلين ذاهبين لاعمالهم فى السعودية بعد عدة محاولات غير ناجحة من قبل للسفر وهذا الاجراء المتبع بان يتم مصاحبة الشرطة لهم امام و خلف الباصات ساقوم باختباره بنفسى
I moved to the transit lounge at about 7pm, after only three hours waiting! A further 5 hours or so lolling about there saw us being loaded up in to the buses which were not totally uncomfortable, and a further 4 hours on the parked bus, about 3 or 4 am found us begin slowly moving towards Cairo. Daylight found us stopping for half an hour at a cafe, the first opportunity to buy food other than sweets since entering the whole system, and the first opportunity to use the toilet in about 8 hours, and then onward to Cairo Airport where we arrived at 10 am or so. We were then processed through passport control twice, making a total of perhaps six times on the journey, and were led outside the terminal building to our Transit Lounge.
استغرق التحرك و الصعود للباصات لكى تبدأ بالتحرك لمطار القاهرة 12 ساعة بدأ نور الصبح يظهر ووقفنا نصف ساعة فى استراحة و هى المرة الاولى التى استطعنا فيها الذهاب للحمام بعد 8 ساعات و لشراء بعض الطعام و المياة
وصلنا مطار القاهرة العاشرة صباحا وتم مراجعة جوزات سفرنا للمرة الثامنة خلال الرحلة ثم ذهبنا لمقر انتظارنا فى المطار
I think the Palestinians were not expecting me to be taken there with them, and when I arrived, I was warmly welcomed and given scraps of bread and cheese which people had saved from their journeys. People told me, partly with satisfaction that a Westerner was experiencing their plight, at last, and partly with a sense of concern for my delicate constitution, that NOW, I could understand the Palestinian condition!
لم يعتقد الفلسطينينون انى سأكون معهم فى هذا المكان فلما رأونى رحبوا بى و اعطونى بعض الخبز و الجبن الذى كانوا يحتفظون به خلال الرحلة. وقالوا لى بارتياح اخيرا سيتمكن احد الاجانب من مشاركتنا هذه التجربة مع اشفاقهم على منها ولكن الان استطيع ان افهم احوال الفلسطينين!
The collection of rooms was a maximum of 13 metres by 27 metres, but this was divided into rooms in haphazard fashion, some of which were locked and a large one of which was a toilet and shower room, the only one. The only windows were the double entrance doors, at the end of a corridor leading into the complex. The ceiling was low, about 8 feet, although there did at least seem to be some ventilation. There was no facility for rubbish disposal, and internally, the rooms were entirely unsupervised, so that any intimidation or racketeering could not have been controlled.
مجموعة الحجرات هذه كانت مساحتها 13 فى 27 متر على اقصى تقدير ومقسمة لعدة حجرات عشوائية بعضها مغلق وكانت هناك واحدة كبيرة عبارة عن حمام وهو الحمام الوحيد. النوافذ الوحيدة كانت بوابات الدخول فى نهاية ممر يؤدى الى مجمع المطار. كان سقف الغرفة منخفضا حوالى 8 اقدام ولكنه على الاقل كان به تهوية. لم يكن هناك سلال للقمامة والحجرات لا تخضع لاى اشراف او متابعة لتنظيفها مما يعنى انه فى اى حالة طوارئ لا يمكن السيطرة على الموقف.
Our buses deposited about 150 people into this space, but it was not empty when we arrived, there were people there who had spent days, and one man claimed a month, though I could not verify it. These long termers had staked out scraps of prayer mats as beds on the dirty stone flagged floor, and sat there guarding their spaces. I took a couple of photos, but was warned against it. But here they are.
كان عددنا نحن الذين حضروا فى الباصات 150 ولكن المكان كان به ناس عندما حضرنا هناك من قد امضى اياما قبلنا و هناك رجل قال ان له شهرا ولكن لم يكن لدى وسيلة للتأكد من ذلك. هؤلاء القدامى كان بعضهم قد فرش سجادات الصلاة واتخذوها اسرة للنوم و الجلوس على الارضية الحجرية القذرة و قد صورت عدة صور وقد حذرونى من التقاط الصور و لكن ها هى ذى صور من حجز مطار القاهرة
The problem for the Saudi workers was that they had expired visas, and no-one has political representation in Gaza (except the UK!), so to get a new visa, Palestinians must travel to the embassy in Cairo!!!! They cannot get into Egypt to do this however, without convincing the Egyptian authorities that they will, indeed get one, so they have to get a pre-visa pass authorised by the Palestinian representation in Cairo and passed to the Egyptians, and then keep turning up at the Rafah crossing until, magically, one day their name is on a list. When they get to Cairo, they are kept in this dungeon until the Palestinian representative meets them gets some paperwork, takes it the Saudi Embassy, and then returns it to them, usually two days later. But even when you get the visa, or work permit, or if you already have it, you must still stay in the hole until it is time for your flight.
ثم يحكى عن مأساة العائدين لاعمالهم عندما تنتهى تأشيراتهم بسبب الحصار ومنعهم من السفر و كيف انهم يرسلون طلبات وينتظرون معجزة للرد لانهم غير مسموح لهم بالذهاب بانفسهم للقاهرة لتجديد التأشيرة فيرسلون للسفارة و ينتظرون معجزة الرد و ان يأتى اسمهم فى الكشوف ثم يأتى احد من السفارة الفلسطينية للمطار ليجدد تأشيراتهم و يستغرق ذلك عدة ايام وهم فى حجز المطار وحتى عندما تحصل على التأشيرة فيجب ان تستمر فى البقاء فى هذا الجحر حتى يحين موعد سفرك
In my group there was one American citizen, and apart from me, two British subjects, but no-one took any notice of them! Why?, because they were joint Palestine nationals, and thus 'Palestinians' as far as the Egyptians are concerned. The Brits contacted the Embassy, and were actually allowed to sit outside the dungeon in the sun 'because they had a small child', although I noticed that other mothers with small children did not manage to achieve this, so maybe being British does have its use.
كان معى امريكى و بريطانيان من ذوى الجنسية المزدوجة و لكن لم يلاحظهم احد لانهم كانوا فى نظر المصريين مجرد فلسطينيين. اتصل البريطانيين بسفارتهم و سمح لهم بالجلوس خارج الزنزانة "لان معهم طفل صغير" على الرغم من ملاحظتى امهات اخريات معهن اطفال صغار ولم يتمكنوا من الفوز بالجلوس خارج الزازانة فربما كان هناك فائدة من كونك بريطانيا.
They had already booked a flight - for Sunday, five days time, and they were to be detained until then. I asked why they booked so far ahead, and they answered that they had no idea how long their processing would be, and indeed, it had taken three days already, so taking a gamble on an earlier flight would have been foolhardy. They had rung the Embassy to try and get the flight re-arranged, but were not being allowed to go to the real transit lounge to do it by themselves. This means that they were under arrest, as far as I can see, by any meaningful definition.
وقد حجزوا للسفر بعد 5 ايام كاملة و عندما سألتهم لمذا كل هذا الوقت قالوا انهم لم يعرفوا ما مقدار الوقت الذى قد يستغرقونة فى انهاء اجرائاتهم و لم يريدوا المقامرة بالحجز مبكرا و عندما ارادوا تقديم الحجز لم يتمكنوا لانه غير مسموح لهم بالخروج من هنا للقيام بذلك بانفسهم وهذا يعنى حسب ما رأيت انهم محتجزين او مقبوض عليهم لانه لا يوجد تفسير للموقف غير ذلك.

I do not know by what rules a married couple with a child of 2 can be detained in a mixed sex prison for five days without beds, separate bathing, child facilities, rubbish disposal, daylight, privacy, or even food, unless they can afford the inflated prices charged by the runner who goes to the local cafe and brings food back. They are under arrest, not in any sense in transit, and their only crime, as usual, is that they are Palestinian -(even if they are British as well)
لا اعلم بأى حق وقانون يتم حتجز زوجان معهم طفل عمره سنتان فى سجن مشترك يضم نساء ورجال ولمدة 5 ايام بدون اسرة للنوم ولاحمامات منفصلة للجنسين ولا مرافق للاطفال، و لامكان لرمى القمامة ولا ضوء شمس ولاخصوصية او حتى طعام الا اذا كان لديهم المقدرة على الشراء بالاسعار الخيالية التى يشترى لهم بها احد السعاه من الكافيتريا. انهم مقبوض عليهم و محتجزين قصرا وليسوا فى ترانزيت" صالة انتظار" باى حال من الاحوال وجريمتهم الوحيدة كما هو المعتاد هى – كونهم فلسطينيين – حتى ولو كانوا ايضا بريطانيين
we were all taken under the supervision of a single policeman, to the real transit lounge. Getting my ticket was an interesting experience, but the main point was that I had no freedom of action. Sit here, stand there, bags here, go there, that's the flight and price, take it or leave it and go back to prison.
I was very sorry to leave my acquaintances there:
تم اصطحابنا جميعا مع ظابط واحد الى صالة الانتظار الحقيقية و الحصول على تذكرة السفر وكانت تجربة مشوقة بالنسبة لى ولكن الموضوع الاساسى انه لم يكن لدى حرية الحركة – قف هنا، اجلس هناك، الحقائب هنا، اذهب هناك، هذه رحلتك و سعرها اما ان تقبلها او تتركها و تذهب للسجن مرة اخرى.
Ali, the American citizen with an open ticket to Dallas, who had had to wait months for permission from the Egyptians to leave Gaza. The American Emabassy had efused to co-ordinate his exit throough Rafah, insisting that he go through Israel. He agreed and duly filled out an application for a crossing through Erez, he received an acknowledgement from the embassy that they were processing it, but in five months he had heard nothing else, so had made his own way to Rafah; Sahal, who had been working in Saudi for 30 years and who had not been able to make his annual visit to his parents and family in Gaza for two years before he gave up everything to go back nine months ago, for his daughter's wedding and because his father was 90. He realised that he risked never going back, and indeed his return was after a gap of nine months, and three attempts at the border; and Mahmoud, also a Saudi worker, also waiting for his renewed visa from the Saudia embassy, and the man in charge of the battered fragments of Bread and cheese that I was regaled with on arrival.

These men, sat disconsolately in a shallow side corridor, on their scraps of carpet, because they had staked out these quieter spots the day before. Along the end of the wall was a row of 'lifers', the long term residents who had been there for up to a month. One of these men had a family, the woman staying in a side room that had become women only, and joining him only when someone got some food. They had a girl of about 10 who carried things between them with a skip in her step.
عودة لحجز المطار- هؤلاء الرجال يجلسون بتعاسة فى الممر الضيق على سجادات الصلاة. على طول الممر حتى نهاية الجدار كان يجلس مجموعة من المسجونين مدى الحياة او الموجودين من مدة طويلة لمدة تقارب الشهر من هؤلاء من لديه عائلتة معه وزوجتة تجلس فى غرفة جانبية اتخذوها كغرفة للنساء وتأتى لتجلس معه عندما يأتى احد ما بطعام و لديهم بنت عمرها 10 سنوات تعمل كمرسال بينهم و تمشى ببعض العرج فى خطوتها
People saw me taking photographs and measuring the size of the room, and some at least rallied round and helped. All asked that I 'Tell the World About this", while many more were resigned and weary, but at least looked with a flutter of interest.
عندما رأنى الناس اصور و اقيس الغرفة اسرع البعض لمساعدتى وكلهم طلبوا منى ان "انقل للعالم ما يحدث هنا"، بينما كان اخرين لا يفعلون شئ و يبدو متعبين و لكنهم على الاقل بدوا مهتمين.

TELL THE WORLD ABOUT THIS. You know, I don't believe that at the time of the worst persecutions of Jews in Russia they were treated any worse than Palestinians are today. Perhaps we should have a declaration that to end the suffering of the Palestinians, we will give them a homeland in Palestine.
انقل للعالم ما يحدث هنا هل تعلمون انا لا اعتقد ان اسوأ الاوقات التى كان يضطهد فيها اليهود فى روسيا لم يكونوا يعاملوا اسوأ مما يعامل الفلسطينيين اليوم . ربما يجب علينا ان نقوم بعمل "وعد " يقول انه لكى ننهى معاناه الفلسطينيين فسوف نعطيهم وطنا قوميا فى فلسطين


نصب مجسم كبير للهيكل المزعوم قبالة المسجد الأقصى

















الانتخابات أهم وأولى من القدس والأقصى والمصيبة المسماة سلطة وقانونها الأساسي أقدس من المقدسات
قالت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" إن جماعات يهودية قامت، أمس الأربعاء، بنصب مجسم كبير للهيكل المزعوم قبالة المسجد الأقصى المبارك.وأضافت "مؤسسة الأقصى"، بيانٍ لها، أن هذه الجماعات اليهودية أقامت مراسيم إحتفالية لنصب المجسم، شارك فيها بعض الحاخامات" والتلاميذ في كنيس ومنظمة "إيش هتوراة – نار التوراة"، مشيرةً إلى أنه تم استعمال أدوات للرفع الثقيل لنصب هذا المجسم الكبير.وأوضحت أن المجسم نصب على ظهر البناء الجديد للكنيس والمركز التوراتي المسمّى بـ "المركز العالمي لنار التوراة"، والذي يقع على بعد أمتار عن المسجد الأقصى وحائط البراق من الجهة الغربية، قبالة المسجد الأقصى المبارك، بحيث يطلّ هذا المجسم على المسجد الأقصى بشكل بارز وواضح.وأشارت "مؤسسة الأقصى" أن هذا المجسم سيستعمل، من قبل اليهود، كمر كز للزوار والجذب الجماهيري لربطهم بما يسمونه بـ "الهيكل المزعوم".تسريع بناء الهيكل المزعوم:وأكدت "مؤسسة الأقصى" أن نصب هذا المجسم يأتي في إطار تسريع الجماعات اليهودية لخطواتها لبناء "الهيكل الثالث المزعوم" للمسجد الأقصى المبارك.وأشارت إلى تزايد النشاطات والإجراءات "الإسرائيلية" من قبل المؤسسة "الإسرائيلية" وأذرعها التنفيذية المختلفة وتحت مسمّيات ويافطات متعددة من أجل بناء "الهيكل المزعوم".وكانت "مؤسسة الأقصى" قد كشفت قبل عدة أشهر عن قيام جماعات يهودية أخرى بنصب "شمعدان الهيكل المزعوم"، قبالة المسجد الأقصى المبارك، في مكانٍ لا يبعد كثيرًا عن المكان الذي نصب فيه أمس مجسم "الهيكل المزعوم". الأقصى ما زال مشتعلاً:وأشارت "مؤسسة الأقصى" إلى تزامن نصب هذا المجسم مع إقتراب الذكرى الـ 40 لإحراق المسجد الأقصى على يدّ اليهودي "مايكل دينس روهان".وأكدت أن حريق المسجد الأقصى ما زال مشتعلًا على مدار أربعين عامًا وإن إختلفت أشكال النيران التي تستهدف المسجد الأقصى وتنتهك حرمته.وختمت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" بيانها بالدعوة إلى مزيد من شدّ الرحال للمسجد الأقصى المبارك والتحرك الفوري لإنقاذ الأقصى والقدس الشريف

محمود رضا عباس عباس لم يكن رئيساً حقيقياً للشعب الفلسطيني، أو ممثلاً لمصالحه وطموحاته


لم يكن يوماً محمود رضا عباس عباس رئيساً حقيقياً للشعب الفلسطيني، أو ممثلاً لمصالحه وطموحاته، حتى يحزن الشعب أو يأسف على رحيله القادم لا محالة، سواء بإعلان خادع كما فعل قبل أيام، أو بعزله وانتهائه حيث انتهى أمثاله، بل أن دوره في دعم الاحتلال والدفاع عنه وتبرير جرائمه، يجعل من رحيله بأي طريقة خبراً مفرحاً، يتمناه كل وطني حر غيور ولسان حاله يقول "غير مأسوف عليه".
لاشك أن لعباس أسبابه لذلك الاعلان الذي اعتبره البعض المنافق الممالق قلباً للطاولة، ولا ندري أي طاولة تلك التي يتحدثون عنها، ولا شك أن هذا البعض لديه الكثير ليخسره في حال نفذ عباس ما جاء في اعلانه اياه، ولا شك أن من جاء بعباس وفصل منصب رئاسة اوزراء على مقاسه أيام عرفات قد تخلى عنه بعد أن انتهت صلاحيته وفائدته، لكن علينا أولاً وقبل الولوج في تلك الأسباب الوقوف ولو على عجالة على ما ورد في ذلك الاعلان:
· رغم أن الجميع ركز على غضب عباس على الولايات المتحدة الأمريكية وشركائه الأبديين في عملية السلام أي الاحتلال، إلا أنه خصص وبدون سبب نصف خطابه للتهجم على حركة حماس والمقاومة بشكل عام
· ورغم اعلانه عن فشل نهجه العبثي التفريطي التنازلي الذي يصل حد الخيانة، إلا أنه تمسك به، ربما لأن "الحياة مفاوضات"!
· حدد عباس نقاط ثمانية اعتبرها مرجعيات وأسس لعملية السلام المزعوم، وهي في مجملها مزيد من التفريط والتنازل المجاني، والذي رغم ذلك لن يقبل بها الاحتلال
· لم يعلن عباس استقالته، ولم يعلن عدم ترشحه رسمياً، بل تحدث وبالنص عن "عدم رغبتي بترشيح نفسي لانتخابات الرئاسة القادمة"
الضجة المفتعلة، ومحاولة تحريك الرعاع في الضفة الغربية لاعلان تأييدهم للمرشح الواحد الأوحد، المنقذ والأمل الوحيد، وهي المهمة التي فشلت بجدارة لفرحة الناس بقرب التخلص من عباس ورفضهم المشاركة في مسيرات مفترضة لدعمه، وتحرك الأجهزة والمؤسسات الرسمية في الضفة في محاولة لتلميع وجه من يرفضه الشعب، رغم تقاعس وتآمر ذات المؤسسات عن دعم غزة ابان العدوان عليها، أو نصرة للأقصى والقدس، ومنع وقمع التظاهرات حينها والسماح بها لعيون عبّاس اليوم، هي في جلها ضجة تكمل المطلوب من الاعلان الوهمي لتحويل عباس إلى رجل وطني شهم، وهو أبعد ما يكون عن ذلك.
حتى لو افترضنا جدلاً أن عباس ترك منصب الرئاسة المزعومة لسلطة وهمية تابعة للاحتلال وفاقدة لكل ما يمت للوطنية بصلة، فإنه ومن خلال باقي المناصب التي اغتصبها سيبقى متحكماً فيما يريد التحكم به، ولنتذكر أنه استأثر لنفسه بالمناصب التالية:
· رئيس دولة فلسطين (الوهمية)
· رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية (اللا وطنية)
· القائد العام لحركة فتح (برفع الأيادي لمنصب لا وجود له)
· القائد العام للقوات المسلحة الفلسطينية (التابعة لدايتون وتحت وصاية الاحتلال)
· رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية (فاقدة الشرعية)
وما يهم هنا هو المنصب الأخير، الذي روج ويروج أركان أوسلو له باعتبار المنظمة هي مرجعية السلطة، والمخولة بادارة ملف المفاوضات، وهذا ما يعني عبّاس تحديداً، أي أنه حتى لو ترك موقع الرئاسة الذي يغتصبه منذ شهر يناير/كانون الثاني الماضي، فسيبقى على ادعائه بأنه يمثل الشعب الفلسطيني من خلال رئاسته للجنة فاقدة للشرعية والنصاب والقانونية، لمنظمة لا تمثل بشكلها الحالي أحد.
ولا نسبعد أن يقوم عباس بمناورة أخرى لتفريغ سلطته من نفسها، وتسليم المنظمة زمام الأمور بحجة عدم امكانية اجراء انتخابات، وتحت مسمى الفراغ الدستوري والقانوني، ليبقى هو إلى أبد الآبدين من يدير الأمور.
وحتى لو افترضنا أن ما سبق غير صحيح، وان عبّاس سيترك مناصبه التي استمات في تجميعها رغم انتقاده لسلفه على فعل ذات الشيء، وبأنه سيمارس هوايته المفضلة في السفر والتنقل خارج فلسطين حتى في ظل أعتى الظروف، فإن اراحة الشعب من شخص مثل عبّاس أمر لا يكفي، لأن المشكلة هي في نهج وتيار منحرف باع نفسه وضميره لصالح الاحتلال، ولن يعجز الاحتلال ومن يتبعه في ايجاد شخص أسوأ من عبّاس – ان وجد – ونعتقد أنهم يصطفون لهذا المنصب من داخل وخارج حركة فتح.
بقي عبّاس أو رحل غير مأسوف عليه، استقال أو اقيل، أراح أو استراح، لن يغير ذلك من الأمر في شيء، اللهم إلا كونه أكثر الناس حتى اللحظة على الأقل استعداداً للتفريط والتنازل، وبالتأكيد هناك متسع في مزابل التاريخ، والذي يغير في الأمر هو رفع المصيبة المسماة سلطة وطنية عن كاهل شعبنا، واستعادة مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية من براثن مختطفيها، وإعادة القضية لمكانها الطبيعي ضمن معادلة احتلال ومقاومة للاحتلال.
ضجة وضجيج، قيل وقال، تحليلات هنا وهناك، وكما يقول المثل: الجنازة حامية و.....

لا نامت أعين الجبناء

د. إبراهيم حمّامي
DrHamami@Hotmail.com

مقالة للدكتور ابراهيم حمامي تحت عنوان الفشل ملطشة

بعد الاعتراف "الكريستالي" لأركان أوسلو بفشل نهجهم طوال 18 عام، وبعد تمسكهم بهذا النهج رغم الاقرار بفشله، يحاولون اليوم اعادة استنساخ تجربة فاشلة أخرى في محاولة منهم للضغط، الأمر الذي يفتقدوه بعد اسقاطهم كل أوراق الضغط والقوة وعلى رأسها المقاومة المشروعة، وهنا نعني ما يسمى اعلان الدولة من طرف واحد.
الغريب أن هذا الحديث جاء ابان احتفالهم بما يسمونه "عيد الاستقلال" الذي يصادف اعلان دولة آخر وهمي ورقي لا أساس له عام 1988، ويأتي من قبل مؤسسات "دولة فلسطين" التي لها رئيس و"سفارات"!
التجربة الفاشلة المقصودة هنا، هي محاولة الراحل ياسر عرفات قبل عشر سنوات أي في العام 1999 اعلان الدولة الفلسطينية من طرف واحد، وهو الذي حاول وقتها حشد أكبر تأييد لها من خلال جولات مكوكية شملت العشرات من الدول حول العالم، وكان يومها متسلحاً بدعم كبير من الدول الآسيوية والأفريقية بل حتى الغربية فيما عُرف حينها ببيان برلين الصادر في 26/03/1999 الذي أيد موقف السلطة في اعلان الدولة لكنه تمنى عليها الانتظار ريثما تنجلي الأمور على الساحة الاسرائيلية.
فشلت التجربة حينها رغم هذا الدعم بسبب تخلي الأشقاء والأصدقاء عن دعمها، وتدخل الجيران وغيرهم لثني عرفات عن قراره، وكذلك بسبب التهديدات الصريحة والواضحة من أكثر من طرف.
كان هذا في بداية طريق أوسلو وقبل الاقرار "الكريستالي" بالفشل، وكان في ذروة قمع المقاومة من قبل السلطة الفلسطينية، وكان في مرحلة زار فيها عرفات البيت الأبيض أكثر من أي شخص آخر، وفي عهد كلينتون "المحب للسلام" كما يصفونه، وفي ظل سيطرة وهيمنة مطلقة على مفاصل القرار الفلسطيني، وتفرد لا ينازعه أحد لا في غزة "المنقلبة"، ولا رئيس وزراء ينازع الصلاحيات.
ما الذي تغير اليوم ليعيد فريق عبّاس استنساخ تلك التجربة، والتلويح مجدداً بدولة من طرف واحد؟ الشيء الوحيد الذي تغير هو أن عبّاس ومن معهم يقفون وحدهم بلا أوراق ضغط وبلا دعم يُذكر، وفي مواجهة ذات الشخوص والمواقف والتهديدات، كيف؟
· عام 1999 كان نتياهو نفسه رئيساً لوزراء حكومة الاحتلال، واتخذ ذات المواقف وهدد بأمور كثيرة منها:
- منع دخول نحو 120 ألف عامل فلسطيني يعملون في "إسرائيل".
- منع دخول نحو 40 ألف تاجر، ووكيل تجاري ورجل أعمال يدخلون كل يوم إلى "إسرائيل".
- منع إدخال بضائع فلسطينية إلى "إسرائيل".
- منع الإسرائيليين من الدخول إلى المناطق الفلسطينية التي ستعلن فيها الدولة.
- إغلاق المعابر، وفرض رقابة على المجال الجوي، وخطوات أخرى
وفي موقف مكرر بنسبة 100% مع فارق زمني عمره عشر سنوات، ذكرت الصحف العبرية ان نتنياهو ترأس حينها جلسة في ديوانه بمشاركة عدد من كبار المسؤولين تم خلالها مناقشة الطرق الممكنة للرد على اعلان اقامة الدولة الفلسطينية بما في ذلك احتمال ضم بعض المناطق في الضفة الغربية، مهدداً برد فعل شديد للغاية لدى اعلان محتمل احادي الجانب للدولة
· هيلاري كلينتون كانت حينها زوجة الرئيس الأمريكي، وهي اليوم وزيرة للخارجية الأمريكية، يومها تزعمت شخصياً حملة شرسة ضد السلطة وعرفات في الكونغرس الأمريكي لإصدار قرار يعاقب السلطة الفلسطينية ان هي أعلنت الدولة من طرف واحد، واعتبرت أن أي خطوة لإعلان الدولة الفلسطينية "خطوة غير مقبولة على الاطلاق"، وكانت العقوبات التي اقترحتها كلينتون تشمل:
- حظر تقديم أية مساعدات مالية للفلسطينيين من جانب الولايات المتحدة.
- حظر تقديم أية أموال تساهم في الاعتراف بدولة فلسطينية تعلن من جانب واحد.
- تفويض الرئيس الأمريكي في توجيه المندوب الأمريكي لدى الأمم المتحدة للاعتراض (الفيتو) على اعتراف الأمم المتحدة بدولة فلسطينية تعلن من جانب واحد.
وقد اتخذ بالفعل قرار في مجلس السيوخ الأمريكي بأغلبية 98 صوتاً ومعارضة صوت واحد هو السيناتور روبرت بيرد، يعتبر أن ينبغي للرئيس الأمريكي أن يؤكد بشكل لا لبس فيه معارضة الولايات المتحدة لاعلان الدولة الفلسطينية من جانب واحد، وأن الولايات المتحدة لن تعترف بهذه الدولة المعلنة!
· في تلك الفترة ألف محمود عباس عنها كتاباً كاملاً أسماه "سقوط حكومة نتنياهو" من اصدار المركز الفلسطيني للدراسات الاقليمية عام 1999، يقول فيه " مازن أن نتنياهو كان يترقب ماذا ستفعل السلطة الفلسطينية ازاء اعلان الدولة، وقد أعد لكل موقف تتخذه السلطة رداً سريعاً يجيره لصالح حملته الانتخابية يرفعه شعاراً يسيء فيه إليها. فاذا قام المجلس المركزي باعلان الدولة، سيقول بأن هؤلاء لا يستحقون التعامل معهم لأنهم يقومون بأعمال أحادية الجانب قبل التوصل إلى اتفاق، أما في حال تراجعت السلطة عن الاعلان عن الدولة، فسيقول بأن ذلك يعود إلى صلابة الموقف الإسرائيلي وحزمه تجاه الفلسطينيين الذين لا يفهمون الا لغة التشدد والقوة"، أي أن محمود عباس يعرف مخاطر اتخاذ خطوة لا يستطيع اتمامها، فلماذا يعيد التجربة مرة أخرى، وهو "يلاعب" ذات القوى والأشخاص، وفي موقف أضعف بكثير من موقف سلفه الذي حاول ثلاث مرات 04/05/1999، و13/09/1999 و 13/09/2000 ولم ينجح في أي منها؟
الحقيقة أن الفشل هو العنوان لكل ما تقوم به هذه المجموعة التي تعتبر أن الحياة مفاوضات، وتعتبر أن ما يلي فشل المفاوضات هو المزيد من المفاوضات، لأن لا خيار آخر أمامهم كما سبق وصرح محمود عباس نفسه، ولا تملك زمام المبادرة، ولا خطة لديها للتعامل مع الأحداث سوى تقديم المزيد من التنازلات، خاصة بعد أن سلخت نفسها عن الشعب الفلسطيني وقضيته، وفقدت كل مصداقية.
لم يعد لديهم ما يخسرونه بعد أن سقطت ورقة التوت وتعروا تماماً، وباتوا "ملطشة" لمن هب ودب، "ملطشة" يستلذ المجرم ليبرمان بها، ويوجه لهم الاهانات والادعاءات المتكررة بأنهم تآمروا وشاركوا في قتل شعبهم، دون أن يجرؤ أحد منهم على نفي ما يقول، "ملطشة" تحولت لضغط متكرر على الطرف المستعد للتنازل، "ملطشة" تستخدمها حتى الدول الكبرى في التنصل من وعودها، "ملطشة" لأنهم بالفعل كذلك، وبدلاً من الشعار البائس "الحياة مفاوضات"، عليهم رفع شعار "الفشل ملطشة".
لو تبقى ذرة واحدة بسيطة من كرامة لدى أحد منهم لأراح واستراح، ولما رأيناه بعد اليوم في أي مكان، خزياً وعاراً مما فعلوا وأجرموا، لكن هيهات هيهات، فقد استمرأوا الفشل والمهانة و"الملطشة".
لن يجرؤ عباس أو غيره أن يعلنوا دولة من أي نوع لا من طرف واحد ولا من أطراف عدة، ولن تمنح لهم دولة لا بمجلس أمن ولا بغيره، ولن يحصلوا إلا ما زرعوا الخيبة والفشل.
الحقوق لا تمنح منّة وهبة، بل تنتزع، الحقوق لا تعطى، لكنها تؤخذ غلابا، والضعيف لا يحترمه أحد، إن كان محترماً في الأساس.
فشل يتلوه فشل، واهانة تتلوها اهانات، وخنوع يتلوه اذلال، ثم يحدثونك عن دولة ورئيس وسلطة.
تباً لهم من تعساء!
ولا نامت أعين الجبناء.

د. إبراهيم حمّامي
DrHamami@Hotmail.com
17/11/2009

بالفولاذ !! هل يُخنق الفلسطينيون بأيدي مصرية؟

حصار يمتد لباطن الأرض
علي عبدالعال – صحفي مصري
حالة من التخبط باتت تسود المشهد الإعلامي (العربي والإسلامي) بشأن المعلومات المتضاربة حول الجدار الفولاذي الذي قالت صحف ووكالات أنباء أجنبية أن مصر تقيمه على الشريط الحدودي بينها وبين غزة في إطار جهودها لمنع دخول البضائع عبر الأنفاق إلى القطاع المحاصر منذ أكثر من أربع سنوات.فبينما تؤكد المصادر الأجنبية، ويعضد كلامها سكان المناطق الحدودية، فضلا عن النشاط والحركة غير المعتادة وما يتعلق بعمليات نقل وحفر وتقليع للأشجار باستخدام عدد من المجسات والحفارات والرافعات الضخمة، تنفي الجهات الرسمية، في حين تتحفظ المصادر ذات المصداقية والموثوقة لأنها لا تملك الدليل القاطع على أن ما يجري على الحدود تجهيزًا للجدار الفولاذي الذي سيغوص في باطن الأرض لعمق قرابة 30 مترًا حتى لا يستطيع الغزيون حفر أنفاقهم.
كلام الرسميين لا ثقة فيه، ولا يمكن الركون إلى صحته، خاصة وأن تصريحاتهم باتت تدور حول محور أمني (فقط) يجري إقامته بعدما حصلت القاهرة على أجهزة مراقبة إلكترونية دقيقة من الأوروبيين والأمريكان، والصحف الأجنبية سواء غربية أو صهيونية كثيرًا ما أتتنا بالخبر اليقين، رغم أهدافها المبطنة من هذه المصداقية المجانية.
الخبر بحجم كارثة، وهي جديرة بأن تنضم ـ إن صح ـ إلى أخواتها من الكوارث التي دأب النظام الحاكم على أن يتحفنا بها من آن لآخر.. ومن ثم فهي حيرة حقيقية وليست مفتعلة، غير أنه يصعب معها الانتظار حتى يُرى الفولاذي قائما بالفعل، وحقيقة ماثلة يستحيل اقتلاعها بعد أن يكون قد أخذ مكانه من باطن الأرض واستقر مقامه. خاصة وقد نقلت صحيفة قاهرية مستقلة عن مسؤول قالت انه رفيه المستوى قوله: "أيا كان ما نقوم به على الحدود المصرية فهو شأن مصري بحت يرتبط بممارسة حقوق السيادة الوطنية"، هذه السيادة التي لا يستدعيها المسؤولون إلا إذا تعلقت بطرف عربي، لكن هذه السيادة باستطاعتهم أيضا تغيبها في خبر كان إذا كان من يدوسونها بأقدامهم وينتهكون حرماتها من الأمريكان أو الصهاينة.يبدو أننا أمام نظام يمعن في الانبطاح، دون أن يخبرنا بحقيقة "الثمن" أو "المقابل"، اللهم إلا إجراءات يدلل من خلالها لأولياء النعمة من الصهاينة والأمريكان على أنه الأمين على مصالحهم ومشاريعهم، الضامن لأمنهم وأمانهم.. فالمعلومات المتوفرة تقول أن الجدار الفولاذي هو واحد فقط من سلسلة تدابير تتخذها القاهرة بالتعاون مع الولايات المتحدة ضد الأنفاق التي تنقل بعض حاجيات أكثر من 5و1 مليون محاصر، وسوف تُستخدم فيه ألواح عملاقة من الفولاذ الصلب، صُنعت خصيصا لهذه المهمة في الولايات المتحدة، وجرى أو ربما ما يزال يجري نقلها عبر أحد الموانئ المصرية، بعد أن تم اختبار مقاومتها للقنابل على عين الأمريكيين بحيث تأكد انه لا يمكن قطعها أو اختراقها أو حتى تذويبها، سيتم دق هذه الألواح عبر آلات ضخمة تحدد مقاييسها بالليزر، من خلال فنيين أمريكيين موجودين على الحدود، وأن الحاجز الجديد سيجري دفنه بالقرب من الجدار الأسمنتي الحالي، بمعنى إخفاؤه لأنه من المقرر ألا يبدو ظاهرا للعيان، لأن الهدف منه من هم في باطن الأرض بعد أن توكل بمن على ظهرها جدران وأسلحة وأجهزة مراقبة ومجسات وقوات مدججة.معلومات مفجعة وإن كانت غير مؤكدة، غير أن سوابق لها لا تجلعك تطمئن بحال، وهي تطرح تساؤلات لا حد لها، ليس أقلها "لماذا؟"، ولا "لحساب من؟"، و"ما الفائدة؟"، وهل نحن أمام مسلسل جديد لا تراعى فيه الدولة مشاعرنا ولا مشاعر مئات الملايين من العرب والمسلمين من حولنا، وهل صغرت مصر، وتقزم دورها الحضاري والثقافي والديني، واختُصر تاريخها، وتلاشى ثقلها الاستراتيجي، إلى الحد الذي تتحول فيه إلى حارس لأمن إسرائيل، بغض النظر عما تتضمنه هذه الحراسة، التي لا يعلم ثمنها، من معاناة للفلسطينيين، ونسيان لأخوتهم، وتجاهل لعدالة قضيتهم وحقوقهم، بل لأبسط حقوقهم.
أوهل عدمت مصر الوسائل التي تمكنها من حماية حدودها مع كل هذه الحواجز العسكرية والأمكانات المادية والبشرية؟، وهي التي لا تكف من وقت لآخر عن الكشف عن عدد من الأنفاق تقوم بتدميرها، أو تقوم بملئها بالغاز، فضلا عن الدوريات الأمنية المشتركة لها مع الأمريكيين والأوروبيين في المنطقة للغرض ذاته، بغض النظر عن كون هذه الأنفاق هي المتنفس الوحيد لشعب بأكمله في ظل الحصار البري والبحري والجوي المطبق عليه من قبل عصابات الاحتلال الصهيوني، المسكوت عنه عربيا وإسلاميا ودوليا، حتى لم يبق لها سوى حصاره في باطن الأرض.ولأنني ـ ككثيرين غيري ـ لا أجد ما يدفعني لتصديق تصريحات الرسميين، أتساءل: كيف يمكن لأي صاحب قرار أن يعتقد أن الكذب على الشعوب يمكنه أن ينطلي أو يدوم؟، خاصة في ظل هذه الثورة المعلوماتية؟، ربما كان ذلك ممكننا في السابق، وقت لم يكن فيه أمام المواطن غير قناتي التلفزيون الرسمي (الأولى والثانية) إلى جانب (الأخبار والأهرام والجمهورية) أما وقد جرى ما جرى مع وجود (الفضائيات والإنترنت والمحمول) فهيهات هيهات، فالأمور لم تعد على حالها، والناس لم يعودوا على استسلامهم لكل ما يلقى عليهم.

رسم كاريكاتوري ليليفني والعربان‏



هاته المجرمة التي أعلنت عن ضربها لقطاع غزة العزة من عاصمة عربية ومن أمام وزير خارجية مصر دون أن يحرك ساكنا


جدار العار.. سيئ الصيت والسمعة

مصطفى الصواف

[وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينٍٍٍٍَ] هذه آية من كتاب الله عز وجل تصدق في أولئك النفر من الأمريكان الذين فشلوا حتى هذه اللحظة في تمرير مخططاتهم الهادفة إلى كسر إرادة الشعب الفلسطيني، وجعله يرفع الراية البيضاء مستسلما للمشروع الصهيوني من خلال التنازل عن حقه في فلسطين كل فلسطين وكنس المحتل عن دياره.

لقد فرضت إسرائيل ومن خلفها أمريكا وأوروبا وشاركها في ذلك أطرافا عربية وفلسطينية في حصار الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وتحويل القطاع إلى سجن كبير يضم بين جدرانه مليون ونصف مليون فلسطيني لا ذنب لهم إلا أن قالوا ربنا الله، وأرضنا فلسطين كل فلسطين، وإستراتيجيتنا المقاومة لطرد الاحتلال وعودة الأرض، فالمكر الصهيوني الصليبي ضد الفلسطينيين لم يقف عند حد السجن والاعتقال وهذا المقصود في قوله تعالى( ليثبتوك)، وفشلوا في قتل الشعب الفلسطيني على مدي عشرات السنوات التي مارسوا فيها إرهابهم بحقه، والتي كان آخرها المحرقة التي ارتكبت في قطاع غزة، وفشلوا في طرد كل الشعب الفلسطيني عن أرضه تحقيقا لمقولة الإرهابية جولدا مائير، إن فلسطين أرض بلا شعب، لشعب بلا أرض، وثبت الشعب الفلسطيني واستعصى على الاقتلاع ولا زال يقاوم.

وبدأت أمريكا أمام هذا التحدي الفلسطيني والصمود والتمسك بالحق بالبحث عن مزيد من الخنق والمزيد من الحصار على الشعب الفلسطيني، وآخر هذه الخطوات الأمريكية مشروع الجدار الفولاذي المراد إقامته على طول الحدود في الجانب المصري مع قطاع غزة، والذي تصفه كارين أبو زيد بأنه أشبه بخط بارليف من حيث المتانة والقوة، والمراد هو زرع هذا الجدار على طول الحدود مع قطاع غزة بعمق ما بين 20الى 30 متر في باطن الأرض بهدف تشديد الحصار ومنع حفر الأنفاق لوقف إدخال المواد الغذائية والوقود، وغيرها من المواد التي شكلت متنفس للفلسطينيين، ووسيلة لكسر حصار الموت أو الاستسلام على قطاع غزة.

جدار العار هذا الذي ينفذ مع الأسف بأيدي مصرية هو جريمة بحق الشعب المصري قبل أن يكون جريمة بحق الشعب الفلسطيني، وهو جدار سيء السمعة والصيت والذي لا يشرف الشعب المصري الحر ويضر بسمعة مصر وكرامتها بشكل كبير، ولا يوجد ما يبرر قيام مصر بهذه الخطوة، ولكن يبدو أن الإملاءات الأمريكية والإسرائيلية أصبحت مقبولة على الحكومة المصرية والاستجابة لها فيها حفظ لكرامتها أو يعيدها إلى مكانتها وريادتها للمنطقة الإقليمية.

هذه الأنفاق الحجة المصرية لإقامة هذا الجدار الفولاذي، ليست هدفا لدى الفلسطينيين الذين يعانون منها الموت والدمار؛ ولكنها خطوة تكتيكية من أجل إيجاد متنفس لكسر الحصار، وقد اضطر لها الفلسطينيون بعد الحصار الخانق وإغلاق معبر رفح الحدودي في غالب أيام السنة إلا من أوقات استثنائية بين الحين والآخر، بالأمس فقط توفي ثلاثة شبان من عائلة واحدة نتيجة انهيار واحد من هذه الأنفاق بفعل عوامل مختلفة لا داعي لذكرها.

إن الاستجابة المصرية للمشروع الأمريكي الهادف إلى تشديد الحصار والخناق على قطاع غزة له وجه سياسي وله علاقة بقضايا المصالحة والحوار ورفض حماس الاستجابة للطلب المصري بالتوقيع على الورقة المصرية دون نقاش أو تعديل، وهو درس لحماس حتى تنصاع للرغبات المصرية التي لا تتوافق مع مصالح الشعب الفلسطيني في ورقة المصالحة التي جاءت استجابة لموقف أمريكي.

والسؤال لماذا الصمت على الإجراءات المصرية حتى الآن، وكل الأدلة والبراهين والتصريحات وشهود العيان تؤكد أن هناك جدارا فولاذيا يقام على الحدود يهدف إلى خنق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، لماذا لا تتحرك الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة؟، لماذا لا تتحرك الجماهير الفلسطينية للتعبير عن رفضها لهذا الإجراء الأمريكي المصري؟، لماذا لا نسمع صوتا للمؤسسات الإنسانية والحقوقية؟، لماذا لا يثار هذا الموضوع في الأوساط الشعبية العربية والمصرية تحديدا؟، حتى يوضع حد لجدار العار هذه سيئ السمعة والصيت؟
أوقفوا بناء الجدار كرامة لمصر وشعب مصر وحفاظا على العلاقات الأخوية والدينية وعلاقات الجوار والنسب، ولا تكونوا الحبل الذي يُخنق به الشعب الفلسطيني، أو السوط الذي يلهب ظهره ويركعه، واليد التي تجبره على التنازل عن ثوابته وحقوقه.

مقالة سياسية ل :عبد القادر حسين ياسين تحت عنوان أشعر بالخجل عندما يتحدث عباس عن الفلسطينيين ..

عبد القادر حسين ياسين
ترددتُ كثيراً قبل أن أكتب هذا المقال، وسبب ترددي أن البعض قد يفسر حديثي هذا وكأنه «رَدْح» على الطريقة المصرية، أو «انفلات» اللغة، وأن الناس «مقامات»، وبالتالي فإن من العيب أن أخاطب «الرئيس» بهذا الأسلوب. إن «العيب»، في رأيي المتواضع، ليس في وضع النقاط على الحروف؛ وإنما العيب كل العيب أن يصرح من «يمثل» الشعب الفلسطيني بهذا الموقف المخزي، من دون أن يرفّ له جفن. لست من المدافعين عن «حركة المقاومة الفلسطينية» (حماس)، فالحركة تملك المئات من الكوادر والكفآت الفلسطينية للدفاع عن مواقفها. ولا أزايد على أحد عندما أقول إنني لا أتفق مع البرنامج السياسي للحركة، لأنني أرفض أي نظام يقوم على الدين، ولأنني ضد استخدام الدين في السياسة ... ولكنني، رغم كل ذلك، مناصر للحركة لأنها تعبر بصدق عن طموحات شعبنا الفلسطيني وحقه في الحياة الحرة الكريمة . أجرت «هيئة الاذاعة البريطانية» BBC مقابلة مؤخراً مع رئيس «السلطة الوطنية الفلسطينية» محمود عباس كرَّرَ فيها مسلسل الأقاويل التي تعودنا أن يتحفنا بها بين الفينة والأخرى. فقد زعم عباس ان حركة المقاومة الإسلامية «تتفاوض الآن مع اسرائيل سراً» في جنيف على «دولة فلسطينية ذات حدود مؤقتة»، وأن قراره بعدم ترشيح نفسه للرئاسة «قرار نهائي» وأشار الى «احتمال إرجاء الانتخابات لعام او ما يقارب ذلك». وبرَّرَ ذلك بقوله إن الانتخابات «ستتأخر بسبب رفض حماس الموافقة على إجرائها»، وأخذته العزة بالإثم فأكد أن الانتخابات ستجرى في الضفة الغربية وفي قطاع غزة، اذ لا بد من ان تقوم القيادة الفلسطينية بأخذ إجراءات، فلا نريد فراغاً دستورياً بعد انتهاء ولاية (المجلس) التشريعي والرئاسة». وقال إن الدكتور عزيز الدويك، رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني، «لا يحق له ان يتولى الرئاسة ما دام الرئيس موجوداً ولم يستقل ولم يفقد أهليته»، مشيراً إلى أن هذا ليس من حقه، فـ «من جاء بانقلاب وخالف الدستور لا يحق له الحديث بالدستور» ...(كذا..!!) واتهم عباس حركة حماس بأنها «تمنع المقاومة في غزة وتتغنى بها»، وكرَّر أسطوانته المشروخة بأنه «رجل سلام ومع السلام»... وعلى الرغم من تصريحات صائب عريقات، مسؤول ملف المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، للعديد من الصحف والمجلات، بأن المفاوضات مع إسرائيل «لم تؤد إلى أية نتيجة»، فقد أكد عباس ان شعار المفاوضات «لم يسقط بعد». وقال إن السلطة الفلسطينية «لم تتنازل طوال مفاوضاتها مع اسرائيل عن اي حق من حقوق الشعب الفلسطيني» ....(كذا...!!) غني عن البيان أن هذه ليست المرة الأولى الذي يتحدث فيها «الرئيس» الفلسطيني بمثل هذه الطريقة، ففي لهجة لا تخلو من الاستهتار بتاريخ شعبنا الفلسطيني ومعاناته طوال ستين عاما، كال «الحاج» محمود عباس ذات يوم، وهو بملابس الحج في يوم التروية في مكة المكرمة، التهم لأبناء شعبه حيث وصفهم بـ «مشركي قريش» و«القرامطة»! كان ذلك بعد أسابيع من اتهامه حركة المقاومة الإسلامية بـ «إيواء» تنظيم «القاعدة»، في محاولة مستهجنة وغير مسبوقة لتحريض العالم ضد شعبه! لقد تملكني شعورٌ بالغضب لأن «الرئيس» الذي يفترَض أن يمثل عشرة ملايين فلسطيني وصل إلى هذا الدرك، وقال في شعبه ما لم يقله مالك في الخمرة... ولكن...«إذا عُرفَ السبب بطل العجب»... فعباس الذي يفترَض أنه يمثل شعباً مناضلاً، يتصرف وكأنه مدير علاقات عامة في أحد فنادق الخمسة نجوم ... هذا الرجل الذي لا يملك أي تاريخ نضالي ولم يتردد لحظة في أن يفاخر بأنه «لم يحمل مسدساً» في حياته، والذي أصبح بقدرة قادر الأمين العام لحركة التحرير الوطني الفلسطيني، «فتح»، رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، والقائد العام لقوات الثورة الفلسطينية. هذا الرجل يزايد على المناضلين و المجاهدين و يصفهم بالمهربين، ويصدر أوامره «الرئاسية» بإعفاء القادة والضباط الفلسطينيين من مناصبهم بحجة رفض أوامره بتوجيه أسلحتهم إلى صدور إخوتهم في النضال. ولا يترك فرصة تفوته لإطلاق عبارات الاستنكار والتنديد والشجب والإدانة لكل عمل مقاوم ضد العدو الصهيوني، بل وصلت به الوقاحة إلى أن يصف العملية الاستشهادية التي قامت بها «حماس» في تل أبيب بـ «العملية الحقيرة»، وصورايخ المقاومة الفلسطينية بـ«العبثية»... وأنها «تعطي المبررات لإسرائيل لاستهداف المدنيين». منذ أن أصبح «رئيساً» لم يكلف عباس نفسه ولو مرة واحدة عناء تقديم التعازي لعائلة شهيد، أو لزيارة عائلة جريح أو معتقل! بعد فضيحة تقرير القاضي السابق ريتشارد غولدستون حول الانتهاكات التي ارتكبت خلال الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة في شهر كانون الأول الماضي، سألني لارش أوهلي Lars Ohly ، زعيم “حزب اليسار السويدي” وأحد أبرز المؤيدين للنضال الفلسطيني في السويد: «هل من المعقول أن يصدر عن زعيم فلسطيني ما لم يعد يصدر عن كثير من زعماء الأحزاب اليمينية في أوروبا..؟ ماذا سنقول لكوادرنا ومناضلينا بعد كل ما حدث؟». لقد شعرت بالخجل الشديد عندما طلب مني رئيس تحرير مجلة « Folket i Bild»، أكبر الصحف اليسارية في السويد وأوسعها انتشاراً، أن أكتب مقالا «أفسر» فيه ما يحدث الآن في فلسطين... وشعرت برغبة دفينة في البكاء عندما قال لي انه لا يستطيع بعد اليوم أن يدافع عن الفلسطينيين، إذ «لا فرق بينكم، أنتم نخبة النخب العربية كما كنتَ تذكرني دائماً وبين قبائل البلوش في أفغانستان. ما الفرق بين عباس وكرزاي...؟!». لقد أصبح الدّم الفلسطيني ممتهناً رخيصاً، لأن عباس يريد أن يحتكر الحكم، والقيادة، والإمساك بالقرار السياسي... رغم كل ما يدّعيه عن «زهده» في الحكم. ومعاناة الفلسطينيين لا تعني شيئاً لمن يرى أن سلطته العتيدة تحظى برعاية باراك أوباما، وصداقة شمعون بيرس، ومباركة «خادم الحرمين». إن حق شعبنا الفلسطيني في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي حق كفلته المواثيق الدولية وميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي... وقد أثبت شعبنا الفلسطيني، من خلال قوافل الشهداء التي قدمها على مدى ستين عاماً، أنه لن يتنازل عن هذا الحق. لقد قرأت (وأعدت قراءة) تصريحات عباس منذ توليه السلطة وحتى اليوم، ولم أعثر في أي منها على كلمة «مقاومة»... باستثناء تلك التي زعم فيها أن «الحكومات في العالم كله لا تتبنى المقاومة» وأن «الحكومة يفترض أن لا تمارسها» وأن «كلمة المقاومة لا تصلح»... يتحدث عباس وكأن الفلسطيني مواطن في موناكو أو لشتنشتاين... وأن عليه بالتالي ـ ان يتحاور مع «العالم الحر» بأسلوب «حضاري» يليق بالمقام... في الانتخابات الأخيرة التي شهدتها هنغاريا، قدم رئيس الوزراء البرنامج السياسي لحزبه... وتبين، فيما بعد، أنه خدع الجماهير في برنامجه الانتخابي... وأقامت أجهزة الإعلام الهنغارية الدنيا ولم تقعدها، وانطلقت المظاهرات احتجاجاً على الخداع الذي تعرضت له الأمة. أما في السلطة الفلسطينية العتيدة فيخرج علينا ياسر عبد ربه ونبيل أبو ردينة، وغيرهما لتبرير كل تصريحات «الرئيس» وأفعاله... يقف شعبنا الفلسطيني أعزل إلا من إرادته وإيمانه بانتصار الحق والحياة، يحمل على كاهله تاريخه المجيد الذي يمتد مئة عام من النضال... وإن كان هذا التاريخ عبئاً على الكاهل لا يمكن إزاحته أو التخلي عنه، فإن شعبنا الصابر يعرف أن قدره التصدي في وجه هذه الغزوة مهما كلف الثمن ومهما غلت التضحيات . ليس ثمة شك في أن عباس يدرك جيداً أن لقمة الخبز التي سيجود بها الاتحاد الأوروبي لها ثمن فادح، وهو هدر ما تبقى من الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني، وكرامته الوطنية، ومسخ كل معاني الاستقلال الوطني. إن لقمة الخبز المغمسة بالدم التي يكدح الفلسطيني من أجلها تعني، أولا وقبل كل شيء الكبرياء والكرامة، ذلك أن العبيد والأذلاء أعجز من أن يحرروا وطناً... ولا يحتاج المرء إلى ذكاء خارق أو عبقرية فذة ليدرك أن «المساعدات» التي تقدمها الولايات المتحدة والدول الأوروبية لشعبنا الفلسطيني ليست سوى الثمن الذي تريد أن يدفعه الفلسطينيون بالتنازل عن حقوقهم التاريخية، وأن أقصى ما يمكن أن تجود به هذه الدول هو فتات تبقيهم على قيد الحياة، شريطة القبول بكل ما تمليه الولايات المتحدة وإسرائيل من شروط لا يقبلها إلا كل من تجرد من الإحساس بالكرامة الوطنية. إن أبسط ما يمكن أن يقال في تصريحات محمود عباس وبطانته أنه كلام رخيص لا يليق بقائد لشعب يناضل منذ أكثر من مئة عام، وكمواطن فلسطيني فإنني أشعر بالخجل من نفسي، وتصيبني قشعريرة كلما خطر ببالي أن عباس يتحدث باسم عشرة ملايين فلسطيني...

مقالة سياسية للدبلوماسي المصري د عبد الله الأشعل تحت عنوان جدار مصر الفولاذي فى نظر القانون الدولي


د. عبد الله الأشعل
أكد الأمريكيون والإسرائيليون على الأقل أن مصر تقيم بمساعدة شاملة من الجانب الأمريكي جداراً طوله عدة كيلو مترات وبعمق 18 متراً ومن الفولاذ.
من الجانب المصري لم يتأكد صراحة وإنما تأكد ضمناً، وأما أسباب بناء الجدار كما أوضحها المصريون فهي منع التهريب بين مصر وغزة. أما حق مصر في بناء الجدار داخل أراضيها فقد أوضحه السيد وزير الخارجية وأكد أنه قرار سيادي يعود إلى مصر وأمنها القومي. وأود في هذه المقالة أن أناقش بهدوء هذه الأقوال من وجهة نظر قانونية خالصة.
فمن حق أي دولة أن تفعل ما تشاء داخل حدودها لتأمين نفسها من جيرانها، ولكن القاعدة المستقرة في القانون الدولي هي أن حق هذه الدولة مقيد بالتزام عدم الإضرار بشكل غير مشروع بالدولة المجاورة أو الإقليم المجاور. وفي تحليل عن الجدار سوف أنحي تماماً المقولات والأوصاف التي تطلق من مصر أو صوب مصر حول التضامن العربي، أو أن فلسطين في كبد كل مصري أو أن الفلسطينيين مسلمون ويجب إنقاذهم، لأنها أوصاف لم تعد تلامس الواقع بل تستفز القارئ ولكي أركز فقط على حق مصر الذي أكدته في خطابها الذي باحت به حتى الآن بشأن الجدار.
عندما يتعلق الأمر بغزة التي يحدها شمالاً البحر المحاصر، وعلى طول حدودها الشرقية والجنوبية إسرائيل التي تحمل مشروعاً صهيونياً هدفه القضاء على الشعب الفلسطيني والتربص الدائم بغزة وإعلانه إقليماً معادياً تجيز فيه كل ما يحظره القانون الدولي، فإن الحد الغربي لغزة وهو مصر يصبح هو محط الأمل من الناحية النفسية ليس فقط لإنقاذ غزة من الوحش الصهيوني ولكن لإمداد غزة بكل مايلزم من ضرورات البقاء، وهي في الظروف العادية مسألة اقتصادية إذا حسنت النوايا وهي مصدر للربح بالنسبة للجانب المصري.
ولكن لأسباب كثيرة لا داعي لإقحامها في هذا السياق رأت مصر أن تقيم عازلاً صلباً بينها وبين هؤلاء 'الأعداء' الذين يتربصون بها الدوائر ويغيرون عليها من حين لآخر ويسببون لها الإحراج مع إسرائيل، ومصر تظن أن هذا القرار مصدره الشعور المصري الخالص دون إملاء من أحد بهذه المخاطر.
لكن على الجانب الآخر، فإنه لما كان القانون الدولي يعتبر غزة أرضاً محتلة وأن حصارها، من الجرائم ضد الإنسانية، وإبادة جماعية لسكانها، فضلاً عن كونه جرائم حرب بموجب اتفاقية جنيف الرابعة، فقد أوجب القانون الدولي على الدول أطراف المعاهدات التي تجرم هذا العمل أن تسعى إلى فك هذا الحصار وإنقاذ السكان وكفالة الحد الأدنى من الظروف الإنسانية لبقائهم. أما بالنسبة لمصر، وبسبب وضعها كمنفذ وحيد على الجانب الآخر لغزة فقد رتب القانون الدولي عليها التزامات أقسى وهي ضرورة فتح معبر رفح وكافة منافذ الحدود الأخرى لإنقاذ غزة من مخطط الإبادة الإسرائيلي. أما إحكام الحصار عن طريق إغلاق المعبر ورفض تمرير المؤن اللازمة، فقد أدى إلى إنشاء الأنفاق وهي منافذ للنجاة من هذا المخطط، فيكون إغلاقها هي الأخرى، ومنع الهواء من المرور إلى غزة عن طريق جدار فولاذي تفننت إسرائيل والولايات المتحدة في صناعته لينقل حدود إسرائيل مع غزة شرقاً وتحل محل حدود مصر مع غزة غرباً بأيدي مصرية وبأمن مصري، فهو عمل - بعيداً عن الأوصاف العاطفية التي لم يعد لها معنى مع مصر الرسمية في هذه المرحلة الخطيرة من حياة مصر - يجعل بناء الجدار جريمة مركبة بامتياز. فالهدف المعلن هو الإمعان في خنق سكان غزة، ومعاقبتهم لذنب لم يرتكبوه وإرهابهم إلى حد الموت لقاء تمسكهم بنظام أحبوه أو كرهوه، اختاروه أو فرض عليهم ليس لأحد التدخل فيه مهما كان رأيه فيه من الناحية السياسية. فالهدف السياسي لا قيمة له لأن القانون يعول على النية الإجرامية وهي إبادة السكان بقطع النظر عن الدوافع. كما أن الجدار نفسه يعني أن مصر تخلت عن التزاماتها القانونية الدولية لصالح سكان غزة المحاصرين، وتعاونت مع إسرائيل على إحكام الجريمة. وقد سبق للأستاذ ريتشارد فولك مقرر مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان للأراضي المحتلة أن أشار في تقريره حول محرقة غزة إلى جريمة حرمان أهل غزة من حق الفرار من الهلاك، فما بالنا وأن الجدار يجعل الهلاك محققاً ويزيل كل احتمال لتحقيقه.

إن مشاركة مصر مع إسرائيل والولايات المتحدة في إبادة سكان غزة مهما كانت مبرراته لدى كل هذه الأطراف يضع مصر تماماً في دائرة التجريم، ناهيك عن أن هذه المشاركة هي امتثال مصري لاتفاق أمريكي إسرائيلي سبق لمصر أن اعتبرته تدخلاً سافراً في شؤونها وغضبت لأنه ينفذ على أراضيها دون مشاركتها، ويبدو أن زوال بوش، ومشاركة مصر قد صحح هذا الموقف الذي لن يغفره التاريخ أبداً، كما أن له ما له يوم يقوم الحساب. لقد نظرت مصر إلى جانب واحد وغابت عنها أهم الجوانب، خاصة وأن هذه الجرائم لا تسقط بالتقادم.
تلك رؤية قانونية خالصة لا أثر فيها للجوانب الإنسانية أو القومية أو الدينية أو الأمن القومي الصحيح، ويكفي أنها أكبر خدمة تقدم للمشروع الصهيوني سيدفع ثمنها أجيال مصر في عصور لاحقة
.

مصر تنشر مواسير تضخ مياه البحر قبالة الجدار الفولاذي‏

بهدف إحداث تصدُّعات في الأنفاق لكي تتهاوى
مصادر: مصر تنشر مواسير تضخ مياه البحر قبالة "الجدار الفولاذي" لإغراق من يحاول حفر نفقٍ


24/12/2009

القاهرة - المركز الفلسطيني للإعلام

كشفت مصادرُ مطلعةٌ عن جزءٍ من خبايا المشروع الذي تقيمه مصر على حدودها مع قطاع غزة، والتي تشير إلى وجود "بريما" للحفر يتراوح طولها بين 7 - 8 أمتار لعمل ثقبٍ في الأرض بشكلٍ لولبيٍّ، ثم تقوم رافعة بإنزال ماسورة مثقبة باتجاه الجانب الفلسطيني بعمق 20 - 30 مترًا.

ويتولَّى العملَ على الآليات الموجودة هناك عمالٌ مصريون؛ أغلبهم يتبعون شركة "المقاولون العرب"، بالإضافة إلى وجود أجانب بسيارات "جي إم سي" في المكان.

ووفقًا لمصادرَ مطلعةً فإن ماسورةً رئيسيةً ضخمةً تمتد من البحر غربًا بطول عشرة كيلومترات باتجاه الشرق؛ يتفرَّع منها مواسير في باطن الأرض مثقبة باتجاه الجانب الفلسطيني؛ يفصل بين الماسورة والأخرى 30 أو 40 مترًا؛ حيث تضخ المياه في الماسورة الرئيسية من البحر مباشرة ثم إلى المواسير الفرعية في باطن الأرض، وكون المواسير مثقبة باتجاه الجانب الفلسطيني فإن المطلوب من هذه المواسير الفرعية إحداث تصدُّعات وانهيارات تؤثر في عمل الأنفاق على طول الحدود.

وأوضحت المصادر لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" أن مهمَّة تلك المواسير التي ستجري فيها المياه هي إغراق كل من يحاول النجاح في عمل نفقٍ؛ بسبب تدفُّق المياه منها إلى النفق، بالإضافة إلى إحداث تصدُّعات في النفق؛ ما يجعله يتهاوى في أية لحظة.

وأشارت المصادر إلى أن خلف شبكة المواسير هذه يتمدَّد في باطن الأرض جدرانٌ فولاذيةٌ بعمق 30 - 35 مترًا في باطن الأرض، وعلاوة على وظيفة هذا الجدار في كبح جماح الأنفاق إلى جانب أنابيب المياه، فإنه يحافظ على التربة باتجاه الجانب المصري وعلى تماسكها، في حين تكون الأضرار البيئية والانهيارات في الجانب الفلسطيني في الجهة الأمامية لهذه الجدران