الجمعة، 27 نوفمبر 2009

في الوقت الذي كان محمود عباس يمارس نزواته الجامحة في "شيطنة" حركة حماس من خلال بث الأكاذيب والافتراءات عبر فضاءات قناة البي بي سي -التي رفضت بث النداء الإنساني لإغاثة أهل غزة إبان العدوان الصهيوني الوحشي على غزة- كان مدير ديوان رئاسته رفيق الحسيني يمارس شذوذاً من نوع آخر بمصافحته مجرمة الحرب تسيبي ليفني قبيل حضوره للكلمة التي ألقتها في اليوم الثاني مما يدعى (منتدى «أيام الشرق الأوسط» الدولي لعام 2009) الذي عقد في مدينة طنجة بالمغرب الذي يحتضن المقر الدائم للجنة القدس العربية!!

مخلص يحيى برزق
22/11/2009

الخبر مرّ مرورا عابراً، ولم نسمع أو نقرأ شجباً واستنكاراً للمصافحة المحرمة التي وثقتها الكاميرات، حتى من وسائل إعلام حركة حماس.. ومرد ذلك –بالطبع- أن هذه الفئة الغريبة الشاذة عن شعبنا قد عودتنا –وللأسف- على صدور مثل هذه الممارسات الشاذة عن كل حس وطني أو حتى مجرد مشاعر إنسانية منهم..

إنهم نفر استمرؤوا السقوط في حمأة الرذائل على اختلاف أنواعها وأشكالها، وأصبح الوطن بنظرهم مجرد دكان يوفر لهم امتيازات كبيرة، لا يحصلون عليها إلا من خلال ممارسة التجارة المحرمة لأرضنا ومقدساتنا والتي لا يستطيعون التجول في أصقاع الدنيا لأجلها إلا من خلال حمل اسمه.

إنهم فئة تلوثت من أخمص قدمها إلى قمة رأسها بجريمة التمكين لعدونا المحتل من رقابنا واستلاب أرضنا، فهم الذين جعلوا اللقاء مع رموز العدو أمراً اعتيادياً لا يستحق الاستنكار أو الاستهجان. وليس بعيداً عنا –على سبيل المثال لا الحصر- جولات محمود عباس المكوكية التي قصد بها بيت مجرم الحرب يهود أولمرت مرات ومرات وفي أزمنة قياسية، مع حرصه الشديد على الظهور معه بمظهر الصديق الحميم ودون أن يساوره أدنى خجل من فعلته تلك، في ذات الوقت الذي كان فيه يرغي ويزبد ويسب ويشتم كل من يلوح له بلقاء أحد من القيادات الفلسطينية المنتمية لحركة حماس!!

لم تخرج مصافحة الحسيني لمجرمة الحرب ليفني عن إطار العلاقات المحرمة التي تورط بها عباس ومستشاريه والمحيطين به، خاصة مع ثلاثي الإجرام أولمرت-ليفني-باراك.. وهو ما يعزز القناعة بأن ما صرح به العديد من وزراء العدو وقادتهم حول تورط عباس والمحيطين به في دم غزة المسفوح، سواء من جهة فرض الحصار وتشديده وتحريض الصهاينة على إغلاق المعابر عنه، أو من جهة إلحاحه في الطلب باجتياح غزة وسحق حماس لم يكن مجرد أوهام وتخرصات، ولكنها تجلت كحقيقة كبرى لا تخفى على أحد. فإضافة إلى عدم صدور أي نفي لتلك التصريحات من عباس أو أي مسؤول من المحيطين به، فإن مجرد وجود مثل العلاقة الدافئة المستمرة والمتواصلة حتى يومنا هذا مع مجرمي تلك الحرب يدل على أنهم كانوا وما يزالون يشكلون فريق عمل منسجم في توجهاته وأفكاره، ولعل تحسر عباس على زمن أولمرت وأنه كاد أن يوقع معه اتفاقاً شاملاً يزيد من وضوح هذه الحقيقة الممضة.

لم يكن مستغرباً أن يكيل رئيس الكيان الصهيوني "شيمون بيريز" كل أوصاف المدح لأخيه وصديقه محمود عباس خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده مع الرئيس المصري في القاهرة عصر هذا اليوم، وكان لافتاً أن عباس حصل على شهادة "ثمينة" بشرعيته كرئيس للشعب الفلسطيني من "رئيس الكيان الصهيوني" مجرم قانا وغزة.. فهنيئاً له بشرعيته تلك وهنيئاً لحركة فتح التفافها حول ذلك الرئيس"الشرعي".

ترى أمام هذه اللوحة القبيحة المخزية، هل يمكن لكائن من كان يحترم عقله أن يصدق ما يردده عباس كلما لمح أمامه ميكرفوناً أو كاميرا محمولة على الكتف من أن حماس تسعى إلى إقامة دولة على حدود مؤقتة!! وأنها تقوم باتصالات من وراء ظهره مع الصهاينة رفاق دربه في التفاوض كي "يخرج من المولد بلا حمص" كما تخيفه اوهامه وخزعبلاته !!

هل يمكن لفلسطيني يعتز بانتمائه لأرضه الطيبة المباركة ويفتخر بقدسه وأقصاه أن يقبل برئيس يزكيه له ساسة الإجرام الصهيوني، وتقوم أجهزته الأمنية بمجازر يندى لها الجبين بحق المئات من خيرة أبناء شعبنا على أرض الضفة المحتلة في سجونه التي لا يمتلك مفاتيح زنازينها بعد أن وهبها بكل طواعية واستسلام للجنرال دايتون كي يحصل على شهادة واعتراف بأنه طبق خارطة الطريق وزيادة.

وحتى لا يكون الكلام مجرد لعناً للظلام، الذي يشكله هنا وفي هذه الحالة وهذه المرحلة محمود عباس والمحيطين به مثل رفيق الحسيني وسلام فياض وعزام الأحمد ونمر حماد والضميري وتوفيق الطيراوي دون أن نغفل رأس الأفعى دحلان، وكافة أبواق السوء ورموز الفساد الذين تسند ظهورهم وتمنحهم شرعية بقائهم في مناصبهم دبابات الاحتلال وطائراته.. فالمطلوب من ضحايا العدوان وعائلاتهم وأهلنا الذين يتجرعون مرارة الحصار وآثار العدوان في غزة أن يرفعوا أصواتهم عالية لمحاكمة رفيق الحسيني ومن فوّضه للذهاب إلى ذلك المؤتمر مع علمهم بوجود مجرمة الحرب ليفني فيه.. وعلى كافة الفصائل والقوى اتخاذ موقف حاسم بمقاطعتهم وعدم التعامل معهم بأي صفة كانوا، كإجراء أولي لحين القبض عليهم وتطبيق عقوبة المحاكمة التي ستصدر بحقهم.. وعلى حركة حماس أن تضع قائمة سوداء لهم ولكل من يلتقي أو يصافح رمزاً من رموز الإجرام الصهيوني. وعليها اشتراط خلو أي وفد من وفود المصالحة والحوار من أفراد تلك القائمة الخبيثة.

على حركة فتح أن تعلن براءة لا لبس فيها منهم، ومن كل من يجري أي اتصالات مع رموز العدو الصهيوني ومجرميه في الداخل والخارج، سراً وجهراً، تحت مسميات التنسيق الأمني أو المفاوضات، أو غيرها من المصطلحات الكاذبة..

على ممثلي جمعيات الدفاع عن حقوق الإنسان والناشطين والمتضامنين مع غزة، الذين ظهر دورهم وتأثيرهم الإيجابي الذي ساهم في كشف جريمة عباس ومستشاريه التي حاولوا فيها تأجيل عرض تقرير غولدستون في الأمم المتحدة، أن يلاحقوا الحسيني وأمثاله ورؤسائه قضائياً بتهمة إفراغ تقرير غولدستون من مضمونه والتستر على مجرمي الحرب، وإفشال المساعي الرامية إلى عزلهم وتجريمهم من خلال الظهور العلني معهم ومصافحتهم، كي يقال بأننا لا يمكن أن نكون ملكيين أكثر من الملك.. لن نكون فلسطينيين أكثر ذلك الفلسطيني الذي يشغل منصب رئيس ديوان الرئاسة الفلسطينية!! ألا تعساً له ولرئيسه!!

على كل مسلم غيور على دماء الشهداء وآهات الجرحى وأنات الأسرى وبكاء أطفال البيوت المهدمة في غزة، أن يتقرب إلى الله في هذه الأيام المباركة من ذي الحجة التي لا يعدل العمل الصالح فيها شيء، ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بماله ونفسه ولم يرجع منها بشيء كما أخبر بذلك رسولنا المصطفى صلى الله عليه وسلم، أن يتقرب إلى الله بعمل صالح من أجل الأعمال وأنفعها: كلمة حق عند سلطة جائرة، وذلك بفضح ممارسات تلك الفئة الخبيثة التي تشوه صورة شعبنا وتطعن جهاده ونضاله طعنة نجلاء..

لم يعد مقبولاً أن يصمت الكتاب والشعراء والأدباء والمحللين السياسيين والإعلاميين وغيرهم عن البوح بعظيم الجريمة التي يرتكبها عباس و"شلته" والتي ترقى إلى درجة الخيانة العظمى.. تلك الكلمة التي يتخذها أولئك ذريعة كي ينعتوا مطلقها بأبشع الصفات ويكيلوا له أقذع التهم.. بأنه يطلقها على عواهنها، مع أن أفعالهم وتصرفاتهم تجعلها قليلة عليهم.

لم يعد مقبولاً أبداً من الدول التي تغار على فلسطين والقدس والأقصى أن تستقبل أولئك على أنهم ممثلين عن الشعب الفلسطيني أو أنهم – لا سمح الله- قادة له!!

حرام أن يفرش لهم سجاد، أو يحجز لهم مقعد في طائرة أو فندق، أو يسمح لهم بشغل أي مكان في محفل أو مؤتمر مخصص لأبناء فلسطين.. لأنهم ببساطة يستمدون شرعيتهم من بيريز وليفني وباراك، وعليه، فهم ليسوا إلا وكلاء معتمدين –وعلى رؤوس الأشهاد – من قادة الكيان الصهيوني ومكانهم الطبيعي والمنطقي محرقة التاريخ ثم مزبلته العامرة بأشباههم العفنة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق