الخميس، 18 فبراير 2010

مقالة للدكتور إبراهيم حمّامي عن سلطة العار وضمير الضميري



ما أن أعلنت امارة دبي عن توقيف متهمين فلسطينيين اثنين في قضية اغتيال القيادي في حركة حماس محمود المبحوح رحمه الله، وتصريحات قائد شرطة دبي ضاحي خلفان بعلاقتهما بالسلطة، حتى سارع عدنان الضميري الناطق باسم أجهزة القمع التابعة لعباس/فياض في الضفة الغربية المحتلة ازدواجياً باتهام حماس وحكومتها و"سلطتها" بأنها هي المقصودة بالتصريحات، وقال في تصريحاته العنترية التي حاول الظهور فيها بمظهر العارف "الفهمان" بأنهما من قطاع غزة ومن أجهزة أمن حماس بل زاد أن أحدهما بتهمة رائد، متحدياً حماس بشكل مباشر ودبي بشكل غير مباشر بالافصاح عن اسميهما.
في حينها خرجت المواقع "الفتحاوية" والصحف "السلطوية" والوكالات "المستقلة جداً جداً" بتشكيك وتفسير أن شرطة دبي لم تحدد من المقصود بالسلطة هل هي رام الله أم غزة، ويومها قلنا سبحان الله الآن أصبحت وكالة معاً على سبيل المثال تعتبر حكومة غزة الشرعية سلطة وتشكك في حكومة رام الله الللاشرعية، كلها كانت محاولات بائسة للتغطية على فضيحة وجريمة أخرى كانت تلوح في الأفق، وزاد من الغموض موقف حماس الرسمي غير الواضح بالنسبة للمشتبه بهما.
اليوم حملت التقارير الصحفية اسمي المتهمين وعرّفتهما بأنهما من أجهزة مخابرات سلطة القمع في رام الله، بل زادت التقارير ووصفت الحملات المسعورة التي بذلتها "قيادات" في السلطة لاطلاق سراحهما، وفصلت في علاقتهما بهارب من غزة ومتنفذ من غزة من مسؤولي فتح، والتفاصيل موجودة لمن يرغب بمجرد بحث بسيط على أي محرك بحث، أو مراجعة مواقع وصحف عادة ما تميل نحو روايات السلطة كموقع ايلاف وصحيفة الحياة اللندنية.
نتساءل اليوم، أين الضميري ليعيد على أسماعنا ويطربنا بتحديه اياه، وليكشف لنا ما توصلت اليه مخابراته العتيدة – صاحبة بطولات بوركينا فاسو أيام الطيراوي الذي طار – وليعلن على الملأ وبذات النفس العنتري أسماء المتورطين والمشتبه بهم، وليبرأ سلطته العميلة المجرمة من كل قول وتصريح وتلميح، وكما يقول المثل الشعبي "أموت وأشوف وجهك يا ضميري وأنت تُسأل عن تصريحاتك"، مع التحفظ هنا أننا لا نستبعد أن ينفي الضميري تصريحاته السابقة المسجلة صوتاً وصورة كما فعله غيره من رموز أوسلو البائسة أكثر من مرة!
طبعاً لا نستبعد أيضاً أن يخرج غيره ليبرر ويتنصل ويجمَل، وربما نقرأ تقريراً نقلاً عن وكالة "نعنع" المعتمدة لدى البعض المستقل جداً كمصدر وحيد لبطولات السلطة البائدة كما فعلوا ابان جريمة تأجيل تقرير غولدستون.
سلطة العار تعيش اليوم مرحلة احتضار بكل ما تحمله الكلمة من معنى، والمطلوب ليس وجوه جديدة أكثر كلاحة بدلاً من الوجوه الحالية الكالحة، ولا استبدال عباس بفياض، ولا اسقاط فلان لصالح علان، لكن المطلوب هو التخلص النهائي من سلطة العفن والعار، وانهاء هذا العبأ التاريخي الذي أورثته ايانا أوسلو ومن صنعها ووقع عليها – عليهم جميعاً من الله ما يستحقون.
لا ضمير ولا أخلاق ولا مباديء ولا احساس لدى رموز وعصابة أوسلو، ولا نتوقع منهم إلا ما يتصرفون به، ورغم ضربات وصفعات الاحتلال المتتالية لعبيدها الذين انتهت صلاحياتهم، وكُشفت عوراتهم، وباتت سيرهم على كل لسان، لم يتعلم هؤلاء الدروس ممن سبقهم، وبأن الاحتلال سيرمي بهم عند أول فرصة بعد أن انتهت صلاحيتهم، ويصرون على استكمال دورهم حتى النهاية، التي لن تكون إلا مزابل التاريخ.
لا نامت أعين الجبناء.
د. إبراهيم حمّامي
DrHamami@Hotmail.com 18/2/2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق