الأربعاء، 30 ديسمبر 2009

مقالة سياسية ل :عبد القادر حسين ياسين تحت عنوان أشعر بالخجل عندما يتحدث عباس عن الفلسطينيين ..

عبد القادر حسين ياسين
ترددتُ كثيراً قبل أن أكتب هذا المقال، وسبب ترددي أن البعض قد يفسر حديثي هذا وكأنه «رَدْح» على الطريقة المصرية، أو «انفلات» اللغة، وأن الناس «مقامات»، وبالتالي فإن من العيب أن أخاطب «الرئيس» بهذا الأسلوب. إن «العيب»، في رأيي المتواضع، ليس في وضع النقاط على الحروف؛ وإنما العيب كل العيب أن يصرح من «يمثل» الشعب الفلسطيني بهذا الموقف المخزي، من دون أن يرفّ له جفن. لست من المدافعين عن «حركة المقاومة الفلسطينية» (حماس)، فالحركة تملك المئات من الكوادر والكفآت الفلسطينية للدفاع عن مواقفها. ولا أزايد على أحد عندما أقول إنني لا أتفق مع البرنامج السياسي للحركة، لأنني أرفض أي نظام يقوم على الدين، ولأنني ضد استخدام الدين في السياسة ... ولكنني، رغم كل ذلك، مناصر للحركة لأنها تعبر بصدق عن طموحات شعبنا الفلسطيني وحقه في الحياة الحرة الكريمة . أجرت «هيئة الاذاعة البريطانية» BBC مقابلة مؤخراً مع رئيس «السلطة الوطنية الفلسطينية» محمود عباس كرَّرَ فيها مسلسل الأقاويل التي تعودنا أن يتحفنا بها بين الفينة والأخرى. فقد زعم عباس ان حركة المقاومة الإسلامية «تتفاوض الآن مع اسرائيل سراً» في جنيف على «دولة فلسطينية ذات حدود مؤقتة»، وأن قراره بعدم ترشيح نفسه للرئاسة «قرار نهائي» وأشار الى «احتمال إرجاء الانتخابات لعام او ما يقارب ذلك». وبرَّرَ ذلك بقوله إن الانتخابات «ستتأخر بسبب رفض حماس الموافقة على إجرائها»، وأخذته العزة بالإثم فأكد أن الانتخابات ستجرى في الضفة الغربية وفي قطاع غزة، اذ لا بد من ان تقوم القيادة الفلسطينية بأخذ إجراءات، فلا نريد فراغاً دستورياً بعد انتهاء ولاية (المجلس) التشريعي والرئاسة». وقال إن الدكتور عزيز الدويك، رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني، «لا يحق له ان يتولى الرئاسة ما دام الرئيس موجوداً ولم يستقل ولم يفقد أهليته»، مشيراً إلى أن هذا ليس من حقه، فـ «من جاء بانقلاب وخالف الدستور لا يحق له الحديث بالدستور» ...(كذا..!!) واتهم عباس حركة حماس بأنها «تمنع المقاومة في غزة وتتغنى بها»، وكرَّر أسطوانته المشروخة بأنه «رجل سلام ومع السلام»... وعلى الرغم من تصريحات صائب عريقات، مسؤول ملف المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، للعديد من الصحف والمجلات، بأن المفاوضات مع إسرائيل «لم تؤد إلى أية نتيجة»، فقد أكد عباس ان شعار المفاوضات «لم يسقط بعد». وقال إن السلطة الفلسطينية «لم تتنازل طوال مفاوضاتها مع اسرائيل عن اي حق من حقوق الشعب الفلسطيني» ....(كذا...!!) غني عن البيان أن هذه ليست المرة الأولى الذي يتحدث فيها «الرئيس» الفلسطيني بمثل هذه الطريقة، ففي لهجة لا تخلو من الاستهتار بتاريخ شعبنا الفلسطيني ومعاناته طوال ستين عاما، كال «الحاج» محمود عباس ذات يوم، وهو بملابس الحج في يوم التروية في مكة المكرمة، التهم لأبناء شعبه حيث وصفهم بـ «مشركي قريش» و«القرامطة»! كان ذلك بعد أسابيع من اتهامه حركة المقاومة الإسلامية بـ «إيواء» تنظيم «القاعدة»، في محاولة مستهجنة وغير مسبوقة لتحريض العالم ضد شعبه! لقد تملكني شعورٌ بالغضب لأن «الرئيس» الذي يفترَض أن يمثل عشرة ملايين فلسطيني وصل إلى هذا الدرك، وقال في شعبه ما لم يقله مالك في الخمرة... ولكن...«إذا عُرفَ السبب بطل العجب»... فعباس الذي يفترَض أنه يمثل شعباً مناضلاً، يتصرف وكأنه مدير علاقات عامة في أحد فنادق الخمسة نجوم ... هذا الرجل الذي لا يملك أي تاريخ نضالي ولم يتردد لحظة في أن يفاخر بأنه «لم يحمل مسدساً» في حياته، والذي أصبح بقدرة قادر الأمين العام لحركة التحرير الوطني الفلسطيني، «فتح»، رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، والقائد العام لقوات الثورة الفلسطينية. هذا الرجل يزايد على المناضلين و المجاهدين و يصفهم بالمهربين، ويصدر أوامره «الرئاسية» بإعفاء القادة والضباط الفلسطينيين من مناصبهم بحجة رفض أوامره بتوجيه أسلحتهم إلى صدور إخوتهم في النضال. ولا يترك فرصة تفوته لإطلاق عبارات الاستنكار والتنديد والشجب والإدانة لكل عمل مقاوم ضد العدو الصهيوني، بل وصلت به الوقاحة إلى أن يصف العملية الاستشهادية التي قامت بها «حماس» في تل أبيب بـ «العملية الحقيرة»، وصورايخ المقاومة الفلسطينية بـ«العبثية»... وأنها «تعطي المبررات لإسرائيل لاستهداف المدنيين». منذ أن أصبح «رئيساً» لم يكلف عباس نفسه ولو مرة واحدة عناء تقديم التعازي لعائلة شهيد، أو لزيارة عائلة جريح أو معتقل! بعد فضيحة تقرير القاضي السابق ريتشارد غولدستون حول الانتهاكات التي ارتكبت خلال الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة في شهر كانون الأول الماضي، سألني لارش أوهلي Lars Ohly ، زعيم “حزب اليسار السويدي” وأحد أبرز المؤيدين للنضال الفلسطيني في السويد: «هل من المعقول أن يصدر عن زعيم فلسطيني ما لم يعد يصدر عن كثير من زعماء الأحزاب اليمينية في أوروبا..؟ ماذا سنقول لكوادرنا ومناضلينا بعد كل ما حدث؟». لقد شعرت بالخجل الشديد عندما طلب مني رئيس تحرير مجلة « Folket i Bild»، أكبر الصحف اليسارية في السويد وأوسعها انتشاراً، أن أكتب مقالا «أفسر» فيه ما يحدث الآن في فلسطين... وشعرت برغبة دفينة في البكاء عندما قال لي انه لا يستطيع بعد اليوم أن يدافع عن الفلسطينيين، إذ «لا فرق بينكم، أنتم نخبة النخب العربية كما كنتَ تذكرني دائماً وبين قبائل البلوش في أفغانستان. ما الفرق بين عباس وكرزاي...؟!». لقد أصبح الدّم الفلسطيني ممتهناً رخيصاً، لأن عباس يريد أن يحتكر الحكم، والقيادة، والإمساك بالقرار السياسي... رغم كل ما يدّعيه عن «زهده» في الحكم. ومعاناة الفلسطينيين لا تعني شيئاً لمن يرى أن سلطته العتيدة تحظى برعاية باراك أوباما، وصداقة شمعون بيرس، ومباركة «خادم الحرمين». إن حق شعبنا الفلسطيني في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي حق كفلته المواثيق الدولية وميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي... وقد أثبت شعبنا الفلسطيني، من خلال قوافل الشهداء التي قدمها على مدى ستين عاماً، أنه لن يتنازل عن هذا الحق. لقد قرأت (وأعدت قراءة) تصريحات عباس منذ توليه السلطة وحتى اليوم، ولم أعثر في أي منها على كلمة «مقاومة»... باستثناء تلك التي زعم فيها أن «الحكومات في العالم كله لا تتبنى المقاومة» وأن «الحكومة يفترض أن لا تمارسها» وأن «كلمة المقاومة لا تصلح»... يتحدث عباس وكأن الفلسطيني مواطن في موناكو أو لشتنشتاين... وأن عليه بالتالي ـ ان يتحاور مع «العالم الحر» بأسلوب «حضاري» يليق بالمقام... في الانتخابات الأخيرة التي شهدتها هنغاريا، قدم رئيس الوزراء البرنامج السياسي لحزبه... وتبين، فيما بعد، أنه خدع الجماهير في برنامجه الانتخابي... وأقامت أجهزة الإعلام الهنغارية الدنيا ولم تقعدها، وانطلقت المظاهرات احتجاجاً على الخداع الذي تعرضت له الأمة. أما في السلطة الفلسطينية العتيدة فيخرج علينا ياسر عبد ربه ونبيل أبو ردينة، وغيرهما لتبرير كل تصريحات «الرئيس» وأفعاله... يقف شعبنا الفلسطيني أعزل إلا من إرادته وإيمانه بانتصار الحق والحياة، يحمل على كاهله تاريخه المجيد الذي يمتد مئة عام من النضال... وإن كان هذا التاريخ عبئاً على الكاهل لا يمكن إزاحته أو التخلي عنه، فإن شعبنا الصابر يعرف أن قدره التصدي في وجه هذه الغزوة مهما كلف الثمن ومهما غلت التضحيات . ليس ثمة شك في أن عباس يدرك جيداً أن لقمة الخبز التي سيجود بها الاتحاد الأوروبي لها ثمن فادح، وهو هدر ما تبقى من الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني، وكرامته الوطنية، ومسخ كل معاني الاستقلال الوطني. إن لقمة الخبز المغمسة بالدم التي يكدح الفلسطيني من أجلها تعني، أولا وقبل كل شيء الكبرياء والكرامة، ذلك أن العبيد والأذلاء أعجز من أن يحرروا وطناً... ولا يحتاج المرء إلى ذكاء خارق أو عبقرية فذة ليدرك أن «المساعدات» التي تقدمها الولايات المتحدة والدول الأوروبية لشعبنا الفلسطيني ليست سوى الثمن الذي تريد أن يدفعه الفلسطينيون بالتنازل عن حقوقهم التاريخية، وأن أقصى ما يمكن أن تجود به هذه الدول هو فتات تبقيهم على قيد الحياة، شريطة القبول بكل ما تمليه الولايات المتحدة وإسرائيل من شروط لا يقبلها إلا كل من تجرد من الإحساس بالكرامة الوطنية. إن أبسط ما يمكن أن يقال في تصريحات محمود عباس وبطانته أنه كلام رخيص لا يليق بقائد لشعب يناضل منذ أكثر من مئة عام، وكمواطن فلسطيني فإنني أشعر بالخجل من نفسي، وتصيبني قشعريرة كلما خطر ببالي أن عباس يتحدث باسم عشرة ملايين فلسطيني...

مقالة سياسية للدبلوماسي المصري د عبد الله الأشعل تحت عنوان جدار مصر الفولاذي فى نظر القانون الدولي


د. عبد الله الأشعل
أكد الأمريكيون والإسرائيليون على الأقل أن مصر تقيم بمساعدة شاملة من الجانب الأمريكي جداراً طوله عدة كيلو مترات وبعمق 18 متراً ومن الفولاذ.
من الجانب المصري لم يتأكد صراحة وإنما تأكد ضمناً، وأما أسباب بناء الجدار كما أوضحها المصريون فهي منع التهريب بين مصر وغزة. أما حق مصر في بناء الجدار داخل أراضيها فقد أوضحه السيد وزير الخارجية وأكد أنه قرار سيادي يعود إلى مصر وأمنها القومي. وأود في هذه المقالة أن أناقش بهدوء هذه الأقوال من وجهة نظر قانونية خالصة.
فمن حق أي دولة أن تفعل ما تشاء داخل حدودها لتأمين نفسها من جيرانها، ولكن القاعدة المستقرة في القانون الدولي هي أن حق هذه الدولة مقيد بالتزام عدم الإضرار بشكل غير مشروع بالدولة المجاورة أو الإقليم المجاور. وفي تحليل عن الجدار سوف أنحي تماماً المقولات والأوصاف التي تطلق من مصر أو صوب مصر حول التضامن العربي، أو أن فلسطين في كبد كل مصري أو أن الفلسطينيين مسلمون ويجب إنقاذهم، لأنها أوصاف لم تعد تلامس الواقع بل تستفز القارئ ولكي أركز فقط على حق مصر الذي أكدته في خطابها الذي باحت به حتى الآن بشأن الجدار.
عندما يتعلق الأمر بغزة التي يحدها شمالاً البحر المحاصر، وعلى طول حدودها الشرقية والجنوبية إسرائيل التي تحمل مشروعاً صهيونياً هدفه القضاء على الشعب الفلسطيني والتربص الدائم بغزة وإعلانه إقليماً معادياً تجيز فيه كل ما يحظره القانون الدولي، فإن الحد الغربي لغزة وهو مصر يصبح هو محط الأمل من الناحية النفسية ليس فقط لإنقاذ غزة من الوحش الصهيوني ولكن لإمداد غزة بكل مايلزم من ضرورات البقاء، وهي في الظروف العادية مسألة اقتصادية إذا حسنت النوايا وهي مصدر للربح بالنسبة للجانب المصري.
ولكن لأسباب كثيرة لا داعي لإقحامها في هذا السياق رأت مصر أن تقيم عازلاً صلباً بينها وبين هؤلاء 'الأعداء' الذين يتربصون بها الدوائر ويغيرون عليها من حين لآخر ويسببون لها الإحراج مع إسرائيل، ومصر تظن أن هذا القرار مصدره الشعور المصري الخالص دون إملاء من أحد بهذه المخاطر.
لكن على الجانب الآخر، فإنه لما كان القانون الدولي يعتبر غزة أرضاً محتلة وأن حصارها، من الجرائم ضد الإنسانية، وإبادة جماعية لسكانها، فضلاً عن كونه جرائم حرب بموجب اتفاقية جنيف الرابعة، فقد أوجب القانون الدولي على الدول أطراف المعاهدات التي تجرم هذا العمل أن تسعى إلى فك هذا الحصار وإنقاذ السكان وكفالة الحد الأدنى من الظروف الإنسانية لبقائهم. أما بالنسبة لمصر، وبسبب وضعها كمنفذ وحيد على الجانب الآخر لغزة فقد رتب القانون الدولي عليها التزامات أقسى وهي ضرورة فتح معبر رفح وكافة منافذ الحدود الأخرى لإنقاذ غزة من مخطط الإبادة الإسرائيلي. أما إحكام الحصار عن طريق إغلاق المعبر ورفض تمرير المؤن اللازمة، فقد أدى إلى إنشاء الأنفاق وهي منافذ للنجاة من هذا المخطط، فيكون إغلاقها هي الأخرى، ومنع الهواء من المرور إلى غزة عن طريق جدار فولاذي تفننت إسرائيل والولايات المتحدة في صناعته لينقل حدود إسرائيل مع غزة شرقاً وتحل محل حدود مصر مع غزة غرباً بأيدي مصرية وبأمن مصري، فهو عمل - بعيداً عن الأوصاف العاطفية التي لم يعد لها معنى مع مصر الرسمية في هذه المرحلة الخطيرة من حياة مصر - يجعل بناء الجدار جريمة مركبة بامتياز. فالهدف المعلن هو الإمعان في خنق سكان غزة، ومعاقبتهم لذنب لم يرتكبوه وإرهابهم إلى حد الموت لقاء تمسكهم بنظام أحبوه أو كرهوه، اختاروه أو فرض عليهم ليس لأحد التدخل فيه مهما كان رأيه فيه من الناحية السياسية. فالهدف السياسي لا قيمة له لأن القانون يعول على النية الإجرامية وهي إبادة السكان بقطع النظر عن الدوافع. كما أن الجدار نفسه يعني أن مصر تخلت عن التزاماتها القانونية الدولية لصالح سكان غزة المحاصرين، وتعاونت مع إسرائيل على إحكام الجريمة. وقد سبق للأستاذ ريتشارد فولك مقرر مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان للأراضي المحتلة أن أشار في تقريره حول محرقة غزة إلى جريمة حرمان أهل غزة من حق الفرار من الهلاك، فما بالنا وأن الجدار يجعل الهلاك محققاً ويزيل كل احتمال لتحقيقه.

إن مشاركة مصر مع إسرائيل والولايات المتحدة في إبادة سكان غزة مهما كانت مبرراته لدى كل هذه الأطراف يضع مصر تماماً في دائرة التجريم، ناهيك عن أن هذه المشاركة هي امتثال مصري لاتفاق أمريكي إسرائيلي سبق لمصر أن اعتبرته تدخلاً سافراً في شؤونها وغضبت لأنه ينفذ على أراضيها دون مشاركتها، ويبدو أن زوال بوش، ومشاركة مصر قد صحح هذا الموقف الذي لن يغفره التاريخ أبداً، كما أن له ما له يوم يقوم الحساب. لقد نظرت مصر إلى جانب واحد وغابت عنها أهم الجوانب، خاصة وأن هذه الجرائم لا تسقط بالتقادم.
تلك رؤية قانونية خالصة لا أثر فيها للجوانب الإنسانية أو القومية أو الدينية أو الأمن القومي الصحيح، ويكفي أنها أكبر خدمة تقدم للمشروع الصهيوني سيدفع ثمنها أجيال مصر في عصور لاحقة
.

مصر تنشر مواسير تضخ مياه البحر قبالة الجدار الفولاذي‏

بهدف إحداث تصدُّعات في الأنفاق لكي تتهاوى
مصادر: مصر تنشر مواسير تضخ مياه البحر قبالة "الجدار الفولاذي" لإغراق من يحاول حفر نفقٍ


24/12/2009

القاهرة - المركز الفلسطيني للإعلام

كشفت مصادرُ مطلعةٌ عن جزءٍ من خبايا المشروع الذي تقيمه مصر على حدودها مع قطاع غزة، والتي تشير إلى وجود "بريما" للحفر يتراوح طولها بين 7 - 8 أمتار لعمل ثقبٍ في الأرض بشكلٍ لولبيٍّ، ثم تقوم رافعة بإنزال ماسورة مثقبة باتجاه الجانب الفلسطيني بعمق 20 - 30 مترًا.

ويتولَّى العملَ على الآليات الموجودة هناك عمالٌ مصريون؛ أغلبهم يتبعون شركة "المقاولون العرب"، بالإضافة إلى وجود أجانب بسيارات "جي إم سي" في المكان.

ووفقًا لمصادرَ مطلعةً فإن ماسورةً رئيسيةً ضخمةً تمتد من البحر غربًا بطول عشرة كيلومترات باتجاه الشرق؛ يتفرَّع منها مواسير في باطن الأرض مثقبة باتجاه الجانب الفلسطيني؛ يفصل بين الماسورة والأخرى 30 أو 40 مترًا؛ حيث تضخ المياه في الماسورة الرئيسية من البحر مباشرة ثم إلى المواسير الفرعية في باطن الأرض، وكون المواسير مثقبة باتجاه الجانب الفلسطيني فإن المطلوب من هذه المواسير الفرعية إحداث تصدُّعات وانهيارات تؤثر في عمل الأنفاق على طول الحدود.

وأوضحت المصادر لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" أن مهمَّة تلك المواسير التي ستجري فيها المياه هي إغراق كل من يحاول النجاح في عمل نفقٍ؛ بسبب تدفُّق المياه منها إلى النفق، بالإضافة إلى إحداث تصدُّعات في النفق؛ ما يجعله يتهاوى في أية لحظة.

وأشارت المصادر إلى أن خلف شبكة المواسير هذه يتمدَّد في باطن الأرض جدرانٌ فولاذيةٌ بعمق 30 - 35 مترًا في باطن الأرض، وعلاوة على وظيفة هذا الجدار في كبح جماح الأنفاق إلى جانب أنابيب المياه، فإنه يحافظ على التربة باتجاه الجانب المصري وعلى تماسكها، في حين تكون الأضرار البيئية والانهيارات في الجانب الفلسطيني في الجهة الأمامية لهذه الجدران

الجمعة، 27 نوفمبر 2009

رأي الدكتور ابراهيم حمامي حول الجدال الجاري بسبب كرة القدم بين الجزائر ومصر


لست من هواة كرة القدم ولا من متابعيها، ولا أشجع طرف ضد طرف آخر، عندي الكل سواء (فخّار يكسّر بعضيه)، ولا يوجد وقت لمتابعة المباريات في ظل ما يجري حول العالم عموماً وفي فلسطين خصوصاً، لكن الأيام الماضية فاقت المعقول والعقلاني في الحرب المعلنة بين مصر والجزائر، ووصلت حد التفاهة المطلقة، التي تذكر بجاهلية العرب أيام داحس والغبراء، وناقة البسوس، لكن يومها كانت جاهلية، واليوم جاهلية وعصبية ومسخرة.
أيعقل أن توظف الأجهزة الرسمية الاعلامية وغيرها في حرب كروية، ليتها على الكأس، لكنها لمجرد الترشح، أو لنقل حرب مفتوحة، صحف تسمي نفسها بالقومية تدخل حلبة الصراع، وتكيل الشتائم لبلد بأكمله وتاريخه وشهدائه، وصحف مضادة تحرق الأخضر واليابس في هجومها المعاكس، رئيس يترك مشاكل بلده ويتفرغ وعائلته لملحمة الكرة العظيمة، والرئيس الآخر يعد بتسيير رحلات بطائرات النقل العسكرية لمشجعي بلده.
برامج تلفزية رسمية تقدح وتذم وتشكك في تاريخ هذا البلد أو ذاك، وآخر يطالب ب"التنكيد عليهم"، وصحيفة تصف أهل غزة بالفئران بعد مباراة القاهرة لأنهم فرحوا بفوز مصر، ومواقع أخرى في الطرف الآخر "تلعن أبو الجزائر" لأن شعارها الأخضر وهو شعار حماس، مهازل غير مسبوقة تلك التي شهدناها.
أما المشايخ ومن كل الأطراف فقد اضطروا للتدخل واصدار البيانات والتصريحات لتهدئة النفوس، ووأد الفتنة المستعرة، على ماذا؟ على كرة قدم لا تقدم ولا تؤخر.
ليت الأمر توقف هنا، بل وصل إلى ما يشبه حرب دبلوماسية، مصر تستدعي سفيرها في الجزائر، السودان يحتج لدى السفير المصري، والخارجية الجزائرية تحتج وتطلب الاعتذار، ولا نستبعد قطع العلاقات بين الدولتين المتحاربتين كروياً، وأيضاً بينها وبين كل من دعم الطرف الآخر، بالله عليكم أليست هذه قمة التفاهة؟
المشكلة أن تلك الحرب ازدادت بعد مباراة الحسم في الخرطوم، أبناء البلدين العربيين المسلمين لم يتركوا كلمة في قاموس الشتائم إلا استرجعوه في رسائل متبادلة، تشبه الصواريخ الموجهة، وعلى مواقع المحادثة، وعبر رسائل الايميل، والصحف الرسمية تصب الزيت على النار، وتذكّر: عقوبات على الجزائر من الفيفا لخشونة المشجعين، وترد الصحف الأخرى عقوبات من الفيفا على مصر الشهر القادم لاعتدائهم على حافلة المنتخب، ولا نهاية في الأفق لأسوأ مباراة عربية عربية.
لا تبرير لذلك إلا حالة الهزيمة والفشل المتأصلة في النفوس العربية التي باتت تبحث عن أي فوز وهمي حتى لو في ملعب الكرة، لتفرغ حنقها وغضبها من أوضاع بلادها البائسة على عدو وهمي حتى وان كان كروي، وتشجيع مبطن من أنظمة أكثر فشلاً لالهاء الناس والشعب بأمور جانبية تدغدغ العواطف الوطنية أو القومية كما يحلو للبعض تسميتها، ولا ندري عن أي قومية يتحدثون؟ أنظمة لا تستطيع أن تُقدم شيء لشعوبها، لكنها وبقدرة قادرة تصبح في خندق المواجهة الكروية مع الشعب وبين صفوفه، ومعها العائلة الكريمة وطابور الفنانين والصحفيين والاعلاميين والمهنئين بالفتح المبين.
مصر والجزائر خسرتا سوياً، خسرتا الأخلاق والذوق والأدب والمعاملة الحسنة، خسرتا أنفسهما، حتى وان فاز طرف على آخر، خسارة مشينة لكل الأطراف، يصعب معها أن نتقدم بالتهنئة لأي منهما، اللهم إلا السودان الذي استفاد من المباراة الفاصلة بتشغيل الطيران والفنادق والخدمات وبيع عشرات آلاف التذاكر، وحتى هذه حسدوه عليها فهاجمته الصحف "القومية" إياها.
الجاهلية والعصبية ما زالت موجودة وللأسف الشديد، وشعارات الاخوة والمصير الواحد والدم الواحد والوحدة وغيرها، تسقط وسقطت عند أول اختبار، ويا ليته كان اختباراً حقيقياً، بل جنوناً كروياً، وتفاهة ومهزلة ومن أعلى المستويات، وبدلاً من أن تكون الرياضة للمتعة والترفيه، أصبحت للتسعيير والتحشيد الأعمى لأناس لا نتردد في وصفهم بالغوغاء، من أكبر رأس فيهم إلى أصغره.
تُرى لو كانت المباراة عربية عربية على الكأس، وهذا من سابع المستحيلات في ظل تلك الأنظمة والعقلية، فهل كنا سنشهد حرباً فعلية بالمقاتلات والدبابات و الجيوش بين طرفي المباراة، لنتذكر حينها البسوس وداحس والغبراء ونقول: رحم الله تلك الأيام، كانت لسنوات وانتهت، أما حرب الكرة فلا نهاية لها.
ولا حول ولا قوة إلا بالله.
د. إبراهيم حمّامي
DrHamami@Hotmail.com
20/11/2009

قصيدتان من مصر العظيمة إن جازت تسمية الثانية بقصيدة وشتان بين من يستخدم عقله ومن يلغيه من أجل مباراة لا تقدم ولا تؤخر

الكبير والصغير


قصيدة الشاعر فاروق جويدة الجديدة سبقتها مقدمة نثرية للشاعر الكبير قال فيها "هذه صرخة الشهداء خرجت من سيناء وطافت بالجزائر تعلن العصيان على كل ما حدث بين شعبين شقيقين جمعتهما الدماء ولا ينبغى أن تفرق بينهما الصغائر".


شهيد علي صدر سيناء يبكيويدعو شهيدا بقلب الجزائـــرتعال إلي ففي القلب شكـــويوبين الجــــوانح حزن يكــــابرلماذا تهون دماء الرجــــــالويخبو مع القهر عزم الضمائر


دماء توارت كنبض القلوبليعلو عليها ضجيج الصغائــــرإذا الفجر أصبح طيفـا بعيــدا


تـباع الدماء بسوق الحناجـــــــرعلي أرض سيناء يعلو نــداء
يكبر للصبـــح فوق المنابـــــــر
وفي ظلمة الليل يغفو ضيـاءيجيء ويغدو.. كألعــاب ساحــــرلماذا نسيتــم دماء الرجــــــــالعلي وجه سينا.. وعين الجزائر؟!
علي أرض سينــاء يبدو شهيـديطوف حزينـا.. مع الراحليـــنويصرخ في النــاس: هذا حرام


دمانا تضيــــــع مع العابثيــــــنفهذي الملاعب عزف جميــــلوليســــت حروبا علي المعتدين


نحب من الخيل بعض الصهيلونعشـــــق فيها الجمال الضنينونطرب حين يغني الصغــــارعلي ضوء فجر شجي الحنيـــنفبعض الملاعب عشق الكبــــاروفيها نداعب حلــــم البنيــــــــن


لماذا نراها سيوفــــــا وحربـــــاتعالــــوا نراها كنـاي حزيــــــنفلا النصر يعني اقتتال الرفــــاقولا في الخســارة عار مشـــــين
علي أرض سيناء دم ونـــــــــاروفوق الجزائر تبكــي الهــــــممهنا كان بالأمس صوت الرجال


يهز الشـعــوب.. ويحيـي الأممشهيدان طافا بأرض العروبـةغني العـــراق بأغلي نغــــــــــم


شهيد يؤذن بيــــن الحجيـــــــجوآخر يصرخ فوق الهــــــــرملقد جمعتنا دمـاء القـلــــــــــوب


فكيف افترقـــــنا بهزل القــــــدم ؟!ومازال يصرخ بين الجمــوعقم اقــــرأ كتـابك وحـي القلــــــم


علي صدر سيناء وجه عنيــدشـــهيد يعانق طيـــــــف العلـــــــموفوق الجزائر نبض حزيـــنيداري الدمــوع ويخفي الألـــــــمتعالـوا لنجمع ما قد تبقــــــــيفشــر الخطــايا سفيـــــــــه حكــــــم


ولم يبق غير عويل الذئـــابيطـــــارد في الليل ركـــب الغنــــــــم!رضيتم مع الفقر بؤس الحياة


وذل الهــــــوان ويـــأس النـــــــدمففي كل وجه شظايا همــــــوموفي كل عيـــن يئن الســــــــــــــأم


إذا كان فيكم شموخ قديـــــــمفكيف ارتــــــضيتم حــياة الـــــــــرمم؟!تنامون حتي يموت الصبـــاحوتبكون حتي يثور العــــــــــدم
شهيد علي صدر سيناء يبكيوفوق الجزائر يسري الغضـبهنا جمعتنا دمـاء الرجـــــــال


فهل فرقتنا' غنــــــاوي' اللعـــبوبئس الزمـان إذا ما استكـــانتسـاوي الرخيص بحر الذهـــــب


هنا كان مجــد.. وأطلال ذكـــريوشـعب عـريق يسمـي العـــــربوياويلهــم.. بعــد ماض عــريـقيبيعون زيفـا بســــوق الكـــــــــــذبومنذ استكانوا لقهر الطغــــــاةهنا من تـواري.. هنا من هـربشعوب رأت في العويل انتصارافخاضت حروبا.. بسيف الخطب
علي آخر الدرب يبدو شهيــــــديعانــق بالدمــــــع كل الرفــــــاقأتـوا يحملون زمانــــــا قديمـــــالحلـــم غفا مرة.. واستفـــــــاقفوحد أرضا.. وأغني شعوبــــــاوأخرجها من جحـور الشـقـــــــاقفهذا أتي من عيون الخليـــــلوهذا أتي من نخيل العـــــــراق


وهذا يعانق أطـــلال غــــــزةيعلو نداء.. يطــول العنـــــــــاقفكيف تشرد حلم بــــــــريءلنحيـــا مـــرارة هذا السبـــــــاق؟وياويل أرض أذلـت شموخـالترفـــع بالزيــف وجه النفــاق
شهيد مع الفجر صلي.. وناديوصاح: أفيقوا كفـــــاكم فســــادالقد شردتكم همــوم الحيـــــاةوحين طغي القهر فيكم.. تماديوحين رضيتم سكـون القبــورشبعتم ضياعا.. وزادوا عناداوكم فارق الناس صبح عنيـــدوفي آخر الليل أغفي.. وعادا


وطال بنا النوم عمرا طويــــلاوما زادنا النـوم.. إلا سهــــادا




علي صدر سيناء يبكي شهيـــدوآخر يصرخ فـــوق الجزائـــرهنا كان بالأمس شعــب يثـــور


وأرض تضج.. ومجــــــد يفاخــــــرهنا كان بالأمس صوت الشهيديزلزل أرضا.. ويحمي المصائر


ينام الصغير علي نار حقــــــــدفمن أرضع الطفل هذي الكبائر ؟!ومن علم الشعب أن الحــــروب


' كـرات' تطير.. وشعب يقـامر ؟!ومن علم الأرض أن الدماءتراب يجف.. وحــزن يسافـــــــر


ومن علم الناس أن البطولـــــــةشعب يباع.. وحكم يتــــــاجر؟!وأن العروش.. عروش الطغاةبلاد تئن.. وقهر يجـــــــاهروكنا نـباهي بدم الشهيــــــــــــــدفصرنا نباهي بقصف الحناجر!


إذا ما التقينــــــا علي أي أرضفليس لنا غير صدق المشاعرسيبقي أخي رغم هذا الصـــراخ


يلملم في الليل وجهي المهاجرعدوي عدوي.. فلا تخــدعونيبوجه تخفـي بمليون ساتــــــرفخلـــف الحـــــــدود عـــدو لئيــمإذا ما غفونا تطل الخناجـــــرفلا تتـــركوا فتنـة العابثيـــــــــن


تشـوه عمرا نقي الضمائــــــرولا تغرسوا في قلــوب الصغــارخرابا وخوفا لتعمي البصــــائر


أنا من سنين أحـــب الجـــــزائـــرترابا وأرضا.. وشعبـــا يغامـــرأحب الدمــاء التي حررتــــــــــهأحب الشموخ.. ونبل السرائرومصر العريقة فوق العتـــــــابوأكبر من كل هذي الصغــــائر


أخي سوف تبقي ضميري وسيفيفصبر جميل.. فللــيـــل آخــرإذا كان في الكون شيء جميـــــلفأجمل ما فيه.. نيل.. وشاعر


وهذه الثانية!!


خسارة


خسارة يا متعب ومليون خسارة تغيب اللياقة وتخيب المهارة
وإيه يعني نخسر ف متش ونروح بلدنا الكبيرة وأحقِّ بجدارة
أنا مش بحرض وعاوز أفضفض ح أقول كلمة الحق لينا الصدارة
صدارة بأدبنا وأخلاء شبابنا وطيبة قلوبنا الدليل والإشارة
جزاير مطاوي وفتنة ومكاوي وصياعة وبلاوي وخيانة ودشارة
خسارة إنا مدينا ليهم إدينا عزانا العروبة يا مصر المنارة
عشان يا بلدنا سجدنا وحمدنا رمونا اللمامة بقزاز وحجارة
يا كابتن شحاتة بحبك وقلك ربحتم قلوبنا بطيابة وشطارة
ح نفضل نحبك يا أبو تريكة دايما بقول الحقيقة وفي جسمي الحرارة
عصام سد عالي يا حارس يا غالي يا نجم الليالي اللي والع شرارة
يا مصر العزيزة يا شبرا ويا جيزا تميزنا ميزة إنا أصل الحضارة
وأما البهايم جزاير رمايم شوية لمايم بيسووش غبارة
مفيش طب نسامح وننسى ونصافح ونفتح مسارح لصلحة وزيارة
مينفعش نسكت عليهم حقيقي ميكفيش نقفِّل مقرِّ السفارة
كرامة وكرامة يا مصر الكرامة جروح الكرامة دي كل الخسارة

في الوقت الذي كان محمود عباس يمارس نزواته الجامحة في "شيطنة" حركة حماس من خلال بث الأكاذيب والافتراءات عبر فضاءات قناة البي بي سي -التي رفضت بث النداء الإنساني لإغاثة أهل غزة إبان العدوان الصهيوني الوحشي على غزة- كان مدير ديوان رئاسته رفيق الحسيني يمارس شذوذاً من نوع آخر بمصافحته مجرمة الحرب تسيبي ليفني قبيل حضوره للكلمة التي ألقتها في اليوم الثاني مما يدعى (منتدى «أيام الشرق الأوسط» الدولي لعام 2009) الذي عقد في مدينة طنجة بالمغرب الذي يحتضن المقر الدائم للجنة القدس العربية!!

مخلص يحيى برزق
22/11/2009

الخبر مرّ مرورا عابراً، ولم نسمع أو نقرأ شجباً واستنكاراً للمصافحة المحرمة التي وثقتها الكاميرات، حتى من وسائل إعلام حركة حماس.. ومرد ذلك –بالطبع- أن هذه الفئة الغريبة الشاذة عن شعبنا قد عودتنا –وللأسف- على صدور مثل هذه الممارسات الشاذة عن كل حس وطني أو حتى مجرد مشاعر إنسانية منهم..

إنهم نفر استمرؤوا السقوط في حمأة الرذائل على اختلاف أنواعها وأشكالها، وأصبح الوطن بنظرهم مجرد دكان يوفر لهم امتيازات كبيرة، لا يحصلون عليها إلا من خلال ممارسة التجارة المحرمة لأرضنا ومقدساتنا والتي لا يستطيعون التجول في أصقاع الدنيا لأجلها إلا من خلال حمل اسمه.

إنهم فئة تلوثت من أخمص قدمها إلى قمة رأسها بجريمة التمكين لعدونا المحتل من رقابنا واستلاب أرضنا، فهم الذين جعلوا اللقاء مع رموز العدو أمراً اعتيادياً لا يستحق الاستنكار أو الاستهجان. وليس بعيداً عنا –على سبيل المثال لا الحصر- جولات محمود عباس المكوكية التي قصد بها بيت مجرم الحرب يهود أولمرت مرات ومرات وفي أزمنة قياسية، مع حرصه الشديد على الظهور معه بمظهر الصديق الحميم ودون أن يساوره أدنى خجل من فعلته تلك، في ذات الوقت الذي كان فيه يرغي ويزبد ويسب ويشتم كل من يلوح له بلقاء أحد من القيادات الفلسطينية المنتمية لحركة حماس!!

لم تخرج مصافحة الحسيني لمجرمة الحرب ليفني عن إطار العلاقات المحرمة التي تورط بها عباس ومستشاريه والمحيطين به، خاصة مع ثلاثي الإجرام أولمرت-ليفني-باراك.. وهو ما يعزز القناعة بأن ما صرح به العديد من وزراء العدو وقادتهم حول تورط عباس والمحيطين به في دم غزة المسفوح، سواء من جهة فرض الحصار وتشديده وتحريض الصهاينة على إغلاق المعابر عنه، أو من جهة إلحاحه في الطلب باجتياح غزة وسحق حماس لم يكن مجرد أوهام وتخرصات، ولكنها تجلت كحقيقة كبرى لا تخفى على أحد. فإضافة إلى عدم صدور أي نفي لتلك التصريحات من عباس أو أي مسؤول من المحيطين به، فإن مجرد وجود مثل العلاقة الدافئة المستمرة والمتواصلة حتى يومنا هذا مع مجرمي تلك الحرب يدل على أنهم كانوا وما يزالون يشكلون فريق عمل منسجم في توجهاته وأفكاره، ولعل تحسر عباس على زمن أولمرت وأنه كاد أن يوقع معه اتفاقاً شاملاً يزيد من وضوح هذه الحقيقة الممضة.

لم يكن مستغرباً أن يكيل رئيس الكيان الصهيوني "شيمون بيريز" كل أوصاف المدح لأخيه وصديقه محمود عباس خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده مع الرئيس المصري في القاهرة عصر هذا اليوم، وكان لافتاً أن عباس حصل على شهادة "ثمينة" بشرعيته كرئيس للشعب الفلسطيني من "رئيس الكيان الصهيوني" مجرم قانا وغزة.. فهنيئاً له بشرعيته تلك وهنيئاً لحركة فتح التفافها حول ذلك الرئيس"الشرعي".

ترى أمام هذه اللوحة القبيحة المخزية، هل يمكن لكائن من كان يحترم عقله أن يصدق ما يردده عباس كلما لمح أمامه ميكرفوناً أو كاميرا محمولة على الكتف من أن حماس تسعى إلى إقامة دولة على حدود مؤقتة!! وأنها تقوم باتصالات من وراء ظهره مع الصهاينة رفاق دربه في التفاوض كي "يخرج من المولد بلا حمص" كما تخيفه اوهامه وخزعبلاته !!

هل يمكن لفلسطيني يعتز بانتمائه لأرضه الطيبة المباركة ويفتخر بقدسه وأقصاه أن يقبل برئيس يزكيه له ساسة الإجرام الصهيوني، وتقوم أجهزته الأمنية بمجازر يندى لها الجبين بحق المئات من خيرة أبناء شعبنا على أرض الضفة المحتلة في سجونه التي لا يمتلك مفاتيح زنازينها بعد أن وهبها بكل طواعية واستسلام للجنرال دايتون كي يحصل على شهادة واعتراف بأنه طبق خارطة الطريق وزيادة.

وحتى لا يكون الكلام مجرد لعناً للظلام، الذي يشكله هنا وفي هذه الحالة وهذه المرحلة محمود عباس والمحيطين به مثل رفيق الحسيني وسلام فياض وعزام الأحمد ونمر حماد والضميري وتوفيق الطيراوي دون أن نغفل رأس الأفعى دحلان، وكافة أبواق السوء ورموز الفساد الذين تسند ظهورهم وتمنحهم شرعية بقائهم في مناصبهم دبابات الاحتلال وطائراته.. فالمطلوب من ضحايا العدوان وعائلاتهم وأهلنا الذين يتجرعون مرارة الحصار وآثار العدوان في غزة أن يرفعوا أصواتهم عالية لمحاكمة رفيق الحسيني ومن فوّضه للذهاب إلى ذلك المؤتمر مع علمهم بوجود مجرمة الحرب ليفني فيه.. وعلى كافة الفصائل والقوى اتخاذ موقف حاسم بمقاطعتهم وعدم التعامل معهم بأي صفة كانوا، كإجراء أولي لحين القبض عليهم وتطبيق عقوبة المحاكمة التي ستصدر بحقهم.. وعلى حركة حماس أن تضع قائمة سوداء لهم ولكل من يلتقي أو يصافح رمزاً من رموز الإجرام الصهيوني. وعليها اشتراط خلو أي وفد من وفود المصالحة والحوار من أفراد تلك القائمة الخبيثة.

على حركة فتح أن تعلن براءة لا لبس فيها منهم، ومن كل من يجري أي اتصالات مع رموز العدو الصهيوني ومجرميه في الداخل والخارج، سراً وجهراً، تحت مسميات التنسيق الأمني أو المفاوضات، أو غيرها من المصطلحات الكاذبة..

على ممثلي جمعيات الدفاع عن حقوق الإنسان والناشطين والمتضامنين مع غزة، الذين ظهر دورهم وتأثيرهم الإيجابي الذي ساهم في كشف جريمة عباس ومستشاريه التي حاولوا فيها تأجيل عرض تقرير غولدستون في الأمم المتحدة، أن يلاحقوا الحسيني وأمثاله ورؤسائه قضائياً بتهمة إفراغ تقرير غولدستون من مضمونه والتستر على مجرمي الحرب، وإفشال المساعي الرامية إلى عزلهم وتجريمهم من خلال الظهور العلني معهم ومصافحتهم، كي يقال بأننا لا يمكن أن نكون ملكيين أكثر من الملك.. لن نكون فلسطينيين أكثر ذلك الفلسطيني الذي يشغل منصب رئيس ديوان الرئاسة الفلسطينية!! ألا تعساً له ولرئيسه!!

على كل مسلم غيور على دماء الشهداء وآهات الجرحى وأنات الأسرى وبكاء أطفال البيوت المهدمة في غزة، أن يتقرب إلى الله في هذه الأيام المباركة من ذي الحجة التي لا يعدل العمل الصالح فيها شيء، ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بماله ونفسه ولم يرجع منها بشيء كما أخبر بذلك رسولنا المصطفى صلى الله عليه وسلم، أن يتقرب إلى الله بعمل صالح من أجل الأعمال وأنفعها: كلمة حق عند سلطة جائرة، وذلك بفضح ممارسات تلك الفئة الخبيثة التي تشوه صورة شعبنا وتطعن جهاده ونضاله طعنة نجلاء..

لم يعد مقبولاً أن يصمت الكتاب والشعراء والأدباء والمحللين السياسيين والإعلاميين وغيرهم عن البوح بعظيم الجريمة التي يرتكبها عباس و"شلته" والتي ترقى إلى درجة الخيانة العظمى.. تلك الكلمة التي يتخذها أولئك ذريعة كي ينعتوا مطلقها بأبشع الصفات ويكيلوا له أقذع التهم.. بأنه يطلقها على عواهنها، مع أن أفعالهم وتصرفاتهم تجعلها قليلة عليهم.

لم يعد مقبولاً أبداً من الدول التي تغار على فلسطين والقدس والأقصى أن تستقبل أولئك على أنهم ممثلين عن الشعب الفلسطيني أو أنهم – لا سمح الله- قادة له!!

حرام أن يفرش لهم سجاد، أو يحجز لهم مقعد في طائرة أو فندق، أو يسمح لهم بشغل أي مكان في محفل أو مؤتمر مخصص لأبناء فلسطين.. لأنهم ببساطة يستمدون شرعيتهم من بيريز وليفني وباراك، وعليه، فهم ليسوا إلا وكلاء معتمدين –وعلى رؤوس الأشهاد – من قادة الكيان الصهيوني ومكانهم الطبيعي والمنطقي محرقة التاريخ ثم مزبلته العامرة بأشباههم العفنة.

الخميس، 22 أكتوبر 2009

تدرك الأطراف جميعها فتح – جناح عباس ومعها الفصائل التي تدور في فلكها، حماس ومعها فصائل المقاومة، ومصر وباقي قوى "الاعتدال"، أن موضوع المصالحة الفلسطينية لا يمكن أن يحل بورقة تفرض على الأطراف توقّع في مهرجان بحضور وزير أو وزراء خارجية عرب وعجم، ولا يمكن أن تنجح حتى وان تم التوقيع عليها على رؤوس الأشهاد، لأنه وببساطة تتمترس الأطراف جميعها حول مواقفها، ولا تثق الأطراف ببعضها البعض، ولا يعني هذا بطبيعة الحال أن الأطراف متساوية، أو أن اللوم يتوزع بينها، لكنها حقيقة تعكسها المواقف المذكورة.


مصر الرسمية
لا عجب أن تكشّر مصر الرسمية – تمييزاً لها عن الشعب المصري الأصيل - عن أنيابها وأن تحاول الضغط وبكل الوسائل على فصائل المقاومة لفرض رؤيتها التي لم تتغير منذ بداية وساطتها غير المحايدة أو النزيهة في الملف الفلسطيني الفلسطيني، و لاعجب أن تكون اليوم أكثر وضوحاً في عدائها لقوى المقاومة التي تعتبرها خطراً استراتيجياً لها، ولنتذكر أن مواقف مصر الرسمية كانت دائماً تصب في مصلحة رام الله، ومنها:
· دعم محمود عبّاس في اختطافه للقرار السياسي والتعامل معه دائماً بأنه الرئيس الذي لا يشق له غبار
· منح محمود عبّاس الغطاء العربي للاستمرار في رئاسته للسلطة حتى بعد أن انتهت ولايته
· شن الحملات الاعلامية العنيفة ضد المقاومة ورموزها شخصيات وفصائل
· المشاركة المباشرة في حصار وخنق وقتل قطاع غزة
· محاربة الرئة التي تتنفس منها غزة أي الانفاق
· التعامل مع الشأن الفلسطيني من المنظور الأمني لا السياسي
· اعتقال الفلسطينيين من العابرين للأراضي المصرية حتى الجرحى منهم والتحقيق والتنكيل بهم للحصول على معلومات لصالح الاحتلال وأتباعه
· دعم المجموعات الهاربة من غزة ومنحها الملاذ الآمن أمنياً واعلامياً
· ربط ملف اعادة الاعمار بملف المصالحة وهو ما يشكل جريمة بحد ذاته
· التعامل بفوقية مقيتة مع الشأن الفلسطيني
لقد غضت مصر الرسمية الطرف عن كل ممارسات عبّاس وطغمته خلال أشهر في المماطلة والتسويف فلم تعلن مثلاً مسؤولية عبّاس عن عدم تطبيق ما اتفق عليه من اطلاق سراح المعتقلين السياسيين، ولم تنبس ببنت شفة يوم قتلت ميليشيات عبّاس الممقاومين في قلقيلية، ولم تعلن أنهم الطرف المعطل للحوار يوم أجلّوا وتهربوا تحت حجج واهية كعقد سيركهم في بيت لحم.
لقد أعادت مصر الرسمية تخريج ذات النقاط المرفوضة شعبياً وجماهيرياً وأخلاقياً، لتطرحها كورقة مصالحة وبذات الأسلوب "نفّذ ثم اعترض"، وفعلت وتفعل ذلك كل مرة انقاذاً لحليفها الاستراتيجي سلطة أوسلو البائسة، والقاريء للورقة المصرية الأخيرة لا يجد فيها إلا هدفين فقط:
· إعادة انتاج عبّاس المنتهي الصلاحية رئيساً لكل شيء: مرجعية اللجنة العليا، قائداً أعلى للقوات الأمن، رئيساً للسلطة والمنظمة، وحامي حمى القانون والمراسيم والقرارات
· تحديد موعد انتخابات تفصّل لاحقاً على مقاس فريق أوسلو
أما الأمور الباقية فترحّل إلى لجان لن يكتب لها النجاح، أو عبر ميثاق شرف لن يلزم من ليس لديه شرف، أو من خلال عبارات فضفاضة لا معنى لها، وبالتالي هو فخ جديد ينصب لقوى المقاومة، لكن بأسلوب ضاغط لا نتوانى عن وصفه بالوضيع.
مصر الرسمية تتمترس خلف مواقفها المعادية لخيارات الشعب الفلسطيني، وتدعم عبّاس وبقوة، ولا تريد مصالحة إلا من خلال رؤيتها فقط، وبقوة الديكتاتورية التي تملكها: ديكتاتورية الجغرافيا"، التي لولاها لقلنا مع القائلين ومنذ زمن بعيد "ارفعوا ايديكم عن غزة وعن فلسطين"، هذه الديكتاتورية التي ستزداد في الأيام القادمة عبر المزيد من الاذلال والاقفال لمعبر رفح.
عبّاس وباقي الطغمة
هؤلاء فقدوا كل شرعية نعرفها، فقدوا شرعيتهم الاخلاقية والسياسية والثورية بل حتى الآدمية، وتحولوا إلى دمى بدون احساس تنفذ ما يطلب منها وهي صاغرة، هؤلاء لم يحترموا أي اتفاق أو وثيقة، من اتفاق القاهرة عام 2005، إلى وثيقة السرى التي كاد عبّاس أن يستفتي عليها وتحولت لوثيقة وفاق عام 2006، إلى اتفاق مكة عام 2007 والذي كان أزلام الاحتلال يعدون العدة للانقلاب عليه بحسب خطة دايتون، ولا ننسى الانقلاب على نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة.
عبّاس ومعه باقي الطغمة ماطلوا ولأشهر في مسألة الحوار، رفضوا التوقيع، ولم ينفذوا ما اتفق عليه في موضوع المعتقلين السياسيين، قالوا كلاماً في القاهرة وبدلوه في رام الله، لأنهم وببساطة وكما وصفهم الكاتب عامر سعد:
1) الواقعية السياسية " التنازلية " .
2) التبعية والذوبان على المستوى السياسي وانتفاء الإرادة السياسية والقرار السياسي المستقل .
3) الارتهان الوظيفي لقوى دولية وإقليمية مما أدى إلى تحويلها لمجرد أداة وشرطي لا أكثر .
4) التقاطع مع أجندة خارجية – منها العدو الصهيوني ببديهة الحال – لإضعاف خصومها السياسيين .
5) سلخ المسار التفاوضي عن المنظومة الكفاحية وعدم اعتباره شكلا من أشكال المقاومة .
6) انتفاء وحدة الفكر والممارسة على صعيد الأبجديات والنظام الأساسي في مقابل السلوك المهجن لخدمة أجندة غير فتحاوية .
7) " حزب السلطة " أدى إلى اختزال فتح وقرارها بيد حفنة بيروقراطية تنزع لمنظومة مصلحية مشخصنة على حساب المصالح العليا لشعبنا – طبعا حتى بعد المؤتمر السادس للحركة وافرازاته – مما أدى لجملة خطايا انعكست سلبيا على واقع القضية ومفاعيل قواه الحية .
8) ثقافة البلطجة على كافة الصعد والتي أدت إلى تحويل النظام السياسي الديمقراطي افتراضا و " حبراً جافاً " لنظام أوتقراطي يحكم بالحديد والنار .
9) المال السياسي كأداة استراتيجية للحفاظ على وزن الحركة شعبياً ، و في رسم الهيكلية التنظيمية والشخوص الوازنة على صعيد الحركة .
وفي ضوء ذلك النهج فإن الحديث عن وجود نوايا صادقة تترجم لسلوك ايجابي لدى الحركة إزاء ملف المصالحة يعتبر هرطقةً و تخرصات لا أساس لها ، فحقيقة الموافقة الفتحاوية على الورقة " المصيدة " المصرية إذن جاءت كسلوك سياسي مصلحي بديهي – وبتواطؤ مصري - ينطوي عن جهود حثيثة للهروب إلى الأمام من لعنة سلوك سياسي سابق يرتدي طابع الخيانة والجريمة بحق الشعب الفلسطيني – تأجيل تقرير جولدستون – وصرف الأنظار عن تلك الجريمة وتفاعلاتها في الإعلام والخطاب السياسي لجهات عديدة .انتهى الاقتباس
لقد وصل الحال بهؤلاء للتآمر المباشر مع الاحتلال في حصار غزة، وفي العدوان على غزة، وفي أروقة الأمم المتحدة، وغيرها من المواقف التي لا حصر لها.
لكنهم اليوم يتباكون على المصالحة وسارعوا للموافقة على المقترح المصري القديم جداً والذي يصب في صالحهم، وتباكوا أيضاً أن الورقة المصرية أخذت برؤية حماس وظلكت فتح (جناح عبّاس)، يفعلون ذلك للتخلص من الضغط الجماهيري غير المسبوق بعد جريمتهم في جنيف، ولتحويل هذا الضغط نحو حماس باعتبارها المعرقل للمصالحة، طبعاً بدعم وتأييد وتشجيع الراعي غير النزيه – مصر الرسمية، لكنهم في قرارة أنفسهم وعلى ألسنتهم لا يريدون مصالحة مع "امارة ظلامية" ومع "انقلابيين".
حركة حماس
لا يختلف الحال هنا من ناحية الاستمرار في حوار تحول مع الزمن ل"عملية" حوار، لأن حماس تدرك تماماً أنه لا مجال للتوصل لأي نوع من البرنامج السياسي المشترك، بين من يعتبر "الحياة مفاوضات"، وبين من يتمسك بالحقوق والثوابت والخيارات، ولأن حماس تعرف قبل غيرها الهدف من الحوار والمصالحة.
لكنها مع ذلك تستمر في الحوار، وتعطي الاشارة تلو الاشارة أن التوقيع بات قاب قوسين أو أدنى، وربما اضطرت في نهاية المطاف للمشي ضد التيار الجماهيري الشعبي الرافض لانتشال عباس من مستنقعه ورمي طوق النجاة له بتوقيع مصالحة له.
حماس في رقبتها اليوم مليون ونصف فلسطيني تتخذهم مصر الرسمية وعبّاس رهائن لتمرير مواقفهم ومؤامراتهم، وبين يديها حصار جائر لا يُبقي ولا يذر، ومن أمامها وخلفها جماهير الشعب الفلسطيني والعربي يطالبها بالتمسك بالحقوق والثوابت وعدم التفريط بها.
وحماس أيضاً في موقف لا تُحسد عليه بعد وصفها لطغمة رام الله وعبّاس شخصياً بما هو فيهم، وموقف أكثر صعوبة قد تضطر فيه لمواجهة مفتوحة مباشرة مع النظام المصري الذي لا يتورع عن استخدام أبشع الأساليب لتحقيق مآربه.
لكن ورغم ذلك عليها أن تتخذ الموقف المنسجم مع مبادئها ومع ما يبقيها رأس الحربة في مواجهة مشروع البيع والتفريط والتنازل بلا حدود.


الخلاصة
الأطراف جميعها تعلم علم اليقين أن المصالحة وانهاء الحالة الفلسطينية المستعصية أمر شبه مستحيل – ان لم يكن مستحيلا – لكنها تراوغ وتناور كل لأسبابه، مع ملاحظة أن هناك طرف يتعرض للمؤامرات والضغوطات وألاعيب الأنظمة الرسمية وأجهزة الخابرات، وفخاخ الأوراق التي ترمى في وجهه للتوقيع لا النقاش.
التوقيع وان حدث لا يعني المصالحة، والتوقيع وان حدث سيؤجل الانفجار الجديد القادم لا محالة، والتوقيع هو تفريغ لعملية نفاق سياسي وفرض لديكتاتورية الجغرافيا، والتوقيع هو طوق نجاة لعبّاس وطغمته، وفخ يُنصب لقوى المقاومة.
لا نامت أعين الجبناء


د. إبراهيم حمّامي DrHamami@Hotmail.com
21/10/2009