السبت، 20 مارس 2010

ميليشيات عباس تساهم في وحدات المستعربين

فلسطين الحرة – الاربعاء 17-03-2010
فيما يبدو أنه تطور نوعي في التنسيق الأمني بين قوات الاحتلال وميليشيات عباس رشحت معلومات من داخل القدس المحتلة عن مشاركة عناصر أمنية فلسطينية في قوات المستعربين التي اعتقلت العشرات من الشبان المقدسيين أمس خلال المواجهات مع قوات الاحتلال مما يفسر هذا العدد الكبير من المعتقلين وعدم انفضاح أمر المستعربين بعد تدخلهم أول مرة والحذر منهم من قبل المقدسيين.
ويُعتقد على نطاق واسع أنها ليست المرة الأولى التي تشارك فيها عناصر أمنية فلسطينية مع قوات الاحتلال في تنفيذ مهام مشتركة في ظل التنسيق الأمني والاشراف الأمريكي على الفلسطينيين الجدد لكنها المرة الأولى التي تثار فيها شكوك حول المشاركة المباشرة في وحدات المستعربين.
وكانت قوات الاحتلال قد اتبعت تكتيكاً مشابهاً في جنوب لبنان حيث استعانت بعناصر من جيش لبنان الجنوبي العميل للتعرف على المقاومين واعتقالهم لمعرفتهم بدقائق الأمور في القرى والبلدات المستهدفة
وبي العميل للتعرف على المقاومين واعتقالهم لمعرفتهم بدقائق الأمور في القرى والبلدات المستهدفة وللتغلب على العديد من العوائق والمشاكل التي واجهتها وحدات المستعربين.
ومن المعروف أن قوات الاحتلال تعتمد بشكل كبير على شبكة من العملاء والمخبرين في تنفيذ المهمات الخاصة داخل التجمعات السكانية الفلسطينية لكن السنوات الأخيرة شهدت تطوراً نوعياً في التنسيق الأمني بينها وبين ميليشيات عباس وتبادل واضح للأدوار خاصة في مجل ما يسمونه محاربة الارهاب وتفكيك بنيته طبقاً لخارطة الطريق والمقصود بها سحق المقاومة وسط اعتماد متزايد على العناصر الأمنية الفلسطينية في تنفيذ ما يطلب منها.
هذا وقد ساهمت ميليشيات عباس بشكل مباشر في قمع أي تحرك لأبناء الضفة الغربية نصرة للقدس والأقصى وأعلنت حالة الطواريء والاستنفار تحسباً واستعداداً لمواجهة أي تحركات جماهيرية تنفيذاً لوعد سابق أطلقه عباس شخصياً بمنع قيام انتفاضة ثالثة طالما بقي رئيساً للسلطة.

المستعربون".. فرق الموت الإسرائيلية

فكري عابدين 13-10-2009

عربية هي ملامحهم، وملابسهم، وعاداتهم وتقاليدهم، وحتى لغتهم.. بين الفلسطينيين يندسون ربما لدقائق أو ساعات أو أيام قد تمتد لشهور.. وما إن تحين الفرصة على فريستهم ينقضون.. والنهاية في معظم الأحوال: جمع معلومات، أو اعتقال شخصيات، أو تصفية مقاومين، أو تفريق متظاهرين.
إنهم "المستعرفيم".. وهي كلمة عبرية تعني "المستعربون"، وهم إسرائيليون يعملون في وحدات أمنية إسرائيلية تسمى "وحدات المستعربين"، ولعل أحدثها ما كشفت عنها صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية الثلاثاء 13-10-2009
فقد أطلقت شرطة الاحتلال مؤخرا "وحدة مستعربين سرية جديدة" بين العرب داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948؛ بغية بناء بنية تحتية استخباراتية تمكن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية من التعامل مع العرب داخل الخط الأخضر.
ونسبت الصحيفة إلى المفتش العام للشرطة الجنرال دودي كوهين قوله: إننا نعاني من نقص في المعلومات، لذا تواجهنا صعوبات جمة في العمل داخل المناطق ذات الأغلبية العربية، مثل مدينة أم الفحم، أو حي الجواريش في الرملة، مضيفا أن الوحدة الجديدة آخذة في التوسع للتغلب على نقص المعلومات.
وإضافة إلى هذه الوحدة، ثمة وحدة أخرى تابعة للشرطة تعمل منذ عدة سنوات في مدينة القدس الشرقية المحتلة والقرى المحيطة بها؛ بدعوى محاولة إحباط أي أنشطة إرهابية بين عرب 48، وقد تم لاحقا توسيع رقعة أنشطة هذه الوحدة إلى مناطق ذات أغلبية عربية أخرى.
[
شمشون ودوفدوفان

ولا يقتصر عمل "وحدات المستعربين" على الداخل (الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48)؛ إذ نفذ أفراد هذه الوحدات عمليات في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة.
وتفيد المعلومات المتوفرة بوجود "وحدة مستعربين" تسمى "شمشون" تعمل في غزة، وأخرى تدعى "دوفدوفان" (كريز) في الضفة، وقد أسسها إيهود باراك، بالإضافة إلى ثالثة تسمى "يمام"، وهي تابعة لحرس الحدود.
وخلال انتفاضة الأقصى، التي تفجرت في سبتمبر 2000، نفذت وحدات "المستعربين" عمليات اختطاف واغتيال للعشرات من نشطاء حركتي المقاومة الإسلامية (حماس)، والتحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، وجماعة الجهاد الإسلامي، وفصائل مقاومة أخرى.
ولا تتوافر أرقام دقيقة حول ضحايا وحدات "المستعربين"، لكن بحسب كتاب "المستعربون فرق الموت الإسرائيلية" لمؤلفه "غسان دوعر"، فقد قتلت أفراد تلك الوحدات 422 فلسطينيا ما بين عامي 1988 و2004.

صحفيون وأطباء
أما أساليب "المستعربين" في الاندساس بين العرب فتتنوع باختلاف المهام المطلوب منهم إنجازها، وطبيعة مسرح الأحداث:
- ففي أكتوبر 2005 أقر جيش الاحتلال بزرع "مستعربين" بين المتظاهرين ضد جدار الفصل العنصري في بلدة بلعين غرب مدينة رام الله في الضفة، هذا الإقرار جاء بعد أن كشف المتظاهرون عددا من "المستعربين" الذين حرضوا بعض الشباب على رشق جنود الاحتلال بالحجارة، بل وقاموا هم بإلقاء الحجارة بأنفسهم على الجنود؛ لتسخين الأجواء بشكل متعمد؛ ما يوفر مبررا للجنود كي يهاجموا المحتجين بوحشية.
وجاء الكشف عن هؤلاء المستعربين بعد أن طلب منهم بعض المتظاهرين الكشف عن بطاقات هوياتهم الشخصية، وعندما تبين أنهم لا يحملون البطاقات، وأن بحوزتهم مسدسات، تدخل جنود الاحتلال بسرعة وسحبوا هؤلاء "المستعربين".
· خلال محاولات الجماعات اليهودية المتطرفة قبل أيام اقتحام المسجد الأقصى المبارك، تنكر "مستعربون" في لباس رجال صحافة يحملون كاميرات ومعدات صحفية أخرى، وانخرطوا وسط الشباب المقدسي المحتج على محاولات اقتحام الأقصى خلال احتفال اليهود بموسم الأعياد.
· لا يتورع "المستعربون" عن انتحال صفة طواقم طبية، ويكونون مجهزين بالأدوات الطبية المعتادة لتسهيل مهماتهم في اعتقال ما تعتبرهم إسرائيل "مطلوبين أمنيين"، وفقا لما كشفت عنه قبل يومين صحيفة "معاريف" الإسرائيلية.
· حتى داخل سجون الاحتلال يوجد "مستعربون"؛ فثمة وحدة تسمى "متسادا" تابعة لمصلحة السجون مهمتها الأصلية هي السيطرة على أي محتجزي رهائن داخل السجون القابع فيها أسرى فلسطينيون، وقمع أي اضطرابات "معقدة" من جانب الأسرى، إلا أن هذه الوحدة تنفذ أحيانا مهمات خارج السجون، وخاصة في الضفة وغزة.
· انتحال صفة بدو فلسطينيين.. فبينما كان زكريا الزبيدي أحد قادة كتائب شهداء الأقصى، الجناح المسلح لفتح، يقوم بواجب العزاء في أحد شهداء الكتائب بمخيم جنين في يوليو 2006، اشتبه في وجوه غير مألوفة تدخل بيت العزاء، وعلى الفور أطلق النيران من بندقيته؛ ما أربك "المستعربين" ومكنه من النجاة.

"الهاجاناه"

وإلى الثلاثينيات من القرن الماضي تعود بداية ظهور "المستعربين"، عندما قامت عصابة "الهاجاناه" الصهيونية بتشكيل وحدة من أعضائها للقيام بمهام استخباراتية، وتنفيذ عمليات تصفية جسدية، وتشريد للأسر الفلسطينية.
ثم انقطع استخدام "المستعربين" خلال العقود الأربعة الأولى بعد قيام دولة إسرائيل عام 1948، إلى أن تجدد في نهاية ثمانينيات القرن الماضي، وتحديدا عند انطلاق الانتفاضة الأولى في الضفة وغزة عام 1987، لكن أصبح "المستعربون" تحت إدارة وتوجيه جيش الاحتلال الإسرائيلي.
ويبذل الفلسطينيون جهودا كبيرة للكشف عن "المستعربين"، إلا أنهم يجدون صعوبة بالغة في ذلك؛ فهؤلاء "المستعربون" يجيدون اللهجة الفلسطينية تماما، ويحملون هويات فلسطينية مزيفة، ويستخدمون سيارات عربية مسروقة لتنفيذ مهماتهم بمساندة قوات الاحتلال من دوريات، أو قوارب، أو طيران حربي.
وبالرغم من أنشطتهم المتنوعة ما بين الاعتداءات الجسدية، والاختطاف، والاغتيال، وغيرها الكثير من أنواع الجرائم، فإن المسئولين الإسرائيليين يصفون دور "المستعربين" بالدفاعي.
ولا عجب في ذلك؛ إذ إن جيش الاحتلال الذي يتبنى إستراتيجية هجومية يسمي نفسه "جيش الدفاع"؛ حيث أطلق الإسرائيليون صفة "الدفاع" على جيشهم للتحايل على التعاليم اليهودية التي تمنعهم من تنفيذ هجمات أيام السبت.

مقالة للدكتور إبراهيم حمّامي عن الوضع الفلسطيني بعنوان : انزلاق الرئيس

حملت لنا الأنباء اليوم خبر سقوط أو انزلاق عباس في غرفة نومه، وحاجته للعلاج والراحة بضعة أيام، طبعاً نتحدث هنا عن انزلاق وسقوط جسدي عضوي، لا عن السقوط الأخلاقي والسياسي والوطني ومن سنوات طوال، هو ومن معه من رهط المقاطعة السوداء في رام الله المحتلة.
يحق لنا ومن خلال الأسلوب الذي صيغ فيه الخبر والتعليق الرسمي من أبو ردينة، ومع مغادرة عباس إلى عمان للنقاهة والراحة كما جاء في الخبر، إلا أن نتوجس ريبة ونشكك في التوقيت والصياغة، لأن الأمر لا يحتاج لبيانات وتصريحات وتأكيدات إن كان فعلاً انزلاق وسقوط لمن سقط منذ زمن، خاصة أننا تعودنا على "المصايب" في فلسطين المحتلة وقت وجود "سيادته" خارج الوطن!
ما نخشاه أن هناك أمر يدبر بالخفاء، ربما يصل حد جريمة عدوانية احتلالية جديدة، وأن غياب عباس "للنقاهة" هو لاعفائه من اتخاذ القرار بحجة المرض، تماماً كما كان المرض والغياب للعلاج والنقاهة والعلاج الطبيعي عذر دحلان ابان أحداث غزة عام 2007.
لنتذكر أن كل الأحداث الجسام التي مرت بها الضفة وغزة خلال السنوات الأخيرة كان عبّاس خارج فلسطين المحتلة، ولم يقطع زياراته، وان فعل فتحت وطأة الضغط وبشكل متأخر، جريمة سجن أريحا وتقرير غولدستون والعدوان على غزة أمثلة على ذلك.
بدأت التهكمات على "زحلقة" الرئيس، بين مستغرب من عدم تحميل أبو ردينة مسؤولية "الزحلقة" للانقلابيين في غزة، وبين متضرع أن تكون "الوقعة" قد سببت ارتجاجاً تصحيحياً في دماغه، وبين متسائل عن طبيعة "السقوط" وان كان أخلاقياً أو سياسياً أو وطنياً، ولم يصلني ما يفيد بقلق أو خوف من أحد على صحة سيادته.
لا يهمنا في هذا الشأن الانزلاق "الرئاسي" أو السقوط "العباسي" في غرفة النوم، لكن ما يهمنا ما قد يكون وراء هذا السقوط الجسدي، من سقوط جديد سياسي يضاف إلى سقطات "سيادته"، لأن مرضه أو انزلاقه أو حتى وفاته لا تقدم ولا تؤخر، فهو كغيره من منظومة أوسلو البائدة عاجلاً أم آجلاً، موظف لدى الاحتلال، وخادم مطيع لا يملك من أمره شيئاً.
لا نصدق بياناتهم ولا تصريحاتهم، فحتى لحظة أسلم عرفات الروح كانوا يصرون أنها "انفلونزا"، ولا نصدق خبراً أو تعليقاً لهم، لأنهم عودونا على الكذب الصريح البواح، من كبيرهم عبّاس وحتى أصغر تابع عندهم، وما الاعلان إلا لغاية في نفس يعقوب خاصة أن الأمور كانت تسير بدون شائعات أو تأكيدات، وجاء اعلان أبو ردينة مفاجئاً لا معنى له، خاصة أن عبّاس تعود على الغياب الطويل عن الأحداث مكاناً وزماناً.
ننتظر ونراقب
لا نامت أعين الجبناء
براهيم حمامى
2010/03/19

الأحد، 7 مارس 2010

من هنا وهناك مقالة للدكتور إبراهيم حمّامي عن الوضع الفلسطيني


(1)
سوسو الوحش وفوفو البطل

بين عباس وفياض – لا بارك الله في كليهما – يجري سباق محموم وتنافس مذموم في اثبات انهم " رجل المرحلة"، وفي استرضاء "الراعي" لعملية السلام المزعوم.

الوحش عبّاس يطوف العالم ويصرح أنه ضد المقاومة ولن يسمح بانتفاضة جديدة وبأن الكفاح المسلح "خرب بيتنا" ويهاجم تاريخ الشعب الفلسطيني ونضاله، ولا يفتأ يذكر بمواقفه المخزية من السلام المزعوم، ولا يفوته التلويح بالاستقالة والتنحي – ليته يفعل – إن لم تحقق العملية اياها المطلوب، وفي سبيل ذلك يقدم التنازل تلو التنازل عن مواقفه التي طلبها بنفسه، معلناً استعداده للعودة إلى طاولة التنازلات حتى لو "تكرّم" عليه نتن ياهو بوقف مؤقت للاستيطان!

أما البطل فيّاض فقد اخترق حصون العدو وذهب لعقر دارهم التي يرسمون فيها سياساتهم الأمنية ليقول أنهم مع السلام والدولة وغيرها من الشعارات البالية، وليصرّح تصريحات "بطولية" نارية بأن الأغوار مثل القدس، وبأن كذا خط أحمر وآخر خط أصفر، وليفتتح مشاريع (..) على طريق بناء الدولة التي بشر العام الماضي أنها ستكون خلال عامين.

وبين سوسو الوحش وفوفو البطل يتغنى المطبلين والمزمرين والمبررين لكل جريمة وخيانة، لم يعد لدى هؤلاء خطوط حمراء ولا صفراء، عبّاس أبو الوطنية وفيّاض بن غوريون "تاعنا"، وكل فعل أو قول منهما يلقى القبول والتمجيد .. ألا شاهت الوجوه.

(2)
بين التمثيل والتدجيل

قبل يومين اجتمع أعضاء المنظمة البالية مع بعضهم البعض، وأجروا انتخابات داخلية ليفوزوا على أنفسهم فيما يسمونها نقابة الصحفيين الفلسطينيين!

طبلت احدى الوكالات المستقلة جداً "معهم" وأفردت الصفحات والتقارير، لتعلن فوز قائمة منظمة التحرير "اياها" على قائمة المستقلين، إلى هنا والخبر المضحك جداً عادي وتعودنا عليه من الوكالة المستقلة جداً.

لكن رئيس التحرير ومدير التحرير وغيرهم لم يخبرونا كيف أن قائمة منظمة التحرير الفلسطينية العظيمة والتي تدعي تمثيلها الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني – وهذا ليس صحيح – نافست فلسطينياً آخر مستقل " ليس حماس أو جهاد بالمناسبة، وفازت عليه أو على قائمته وهو بحسب زعمهم و"غصباً عنه" تحت مظلة المنظمة وتمثيلها المزعوم؟

أليس غريباً أن الممثل الشرعي والوحيد حسب ادعائه يقف في وجه من يتبع له كما يدعون ويتنافس معه ويفوز عليه؟ أم أنه في سبيل شرعنة الانتخابات "المسخرة" لا بأس من تنحية الشرعية عن المنظمة، وبتآمر لا نتوانى عن وصفه بالمهين من قوى اليسار والمستأجرة من قبل من يختطف قرار المنظمة وفتح، لكن "معلش" راتب آخر الشهر "بيطير" لو لم يتم "تطيير" قائمة المنظمة وتمريرها.

أما الصحافة والصحفيين، فعندهم الخبر اليقين عن حقيقة التمثيل والتدجيل.

(3)
كذبوا الكذبة وصدقوها

يخرج علينا بين الفينة والأخرى "ناطق" من ناطقي حركة فتح المختطفة، من الذين عينهم دحلان – ما غيرو- بعد أن استلم ملف الاعلام لحركة فتح المختطفة، يخرجون تباعاً ليكرروا رفضهم وادانتهم وتنديدهم واستنكارهم لمواقف أطراف فلسطينية أخرى، من قبيل رفضهم للدولة المؤقتة التي تطرحها حماس (كررها عباس أكثر من مرة)، أو الطلب من حكومة غزة التأسي بالقدوة الحسنة لحكومة فياض في الضفة وسجلها في الحريات العامة (تصريح جمال نزال)، أو قمع المقاومين في غزة وملاحقتهم (دحلان وآخرين)، وغيرها من الأكاذيب التي يطلقونها ويكررونها حتى تصبح من المسلمات لديهم.

الغريب أنهم هم أنفسهم يمارسون ما يتهمون الغير به، لكنهم يتحدثون بمنطق الشريف العفيف الحريص على مصلحة الشعب الفلسطيني وقضيته، تماماً كنشرهم لصور الشيخ الجليل يوسف القرضاوي وهو يُصافح يهوداً لا يؤيدون دولة الاحتلال، تلك الصور التي تنشر في رام الله وعاى لوحات اعلانها، وعند سؤال "مسؤوليهم" يقولون أنه لا علم لهم بها، أو في أحسن الأحوال لا علاقة لهم بها.

يكذبون الكذبة على غيرهم، لكنها حقيقة واقعة ومعاشة يومياً عندهم، ربما لهذا السبب عندما يكذبون يظنون أنهم يصدقون، نقول ربما!

(4)
كنافة وكوفية

دخلنا موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية ولله الحمد، بجهود وبركة حكومة صاحب الرفعة والشأن ملك العصر والزمان، محقق تنمية الضفة والأمان، كيف لا وبعد "سدر" الكنافة الأكبر في تاريخ مدينة نابلس والعالم، ها نحن على موعد مع أكبر كوفية في التاريخ، وعيش يا شعب على انجازات السلطة العظيمة.

نابلس التي كانت العاصمة الاقتصادية للضفة، والتي نُكبت بعد دخول "التوانسة" إليها في تسعينيات القرن الماضي، وتحولت إلى ما يشبه بقايا اقتصاد مدينة، عليها اليوم أن تفاخر بدخول غينيس، حتى وان كان الاحتلال يستبيحها ليل نهار، وحتى وان كانت أحذية الاحتلال تكمل دور الاحتلال.

حتى لا نتهم بأننا ضد الثقافة والحضارة والتراث، نقول أن أصحاب الفكرة ومنفذيها لهم كل الاحترام والتقدير على محاولاتهم الناجحة سابقاً، واللاحقة أيضاً، لكن أن تُفاخر عصابة المقاطعة السوداء بتلك الانجازات وهي تغرق الضفة بعفنها وفسادها وقمعها وخرقها لكل المحرمات، فهو ما لا يمكن تقبله.

شعبنا لا يسعى لأمن اقتصادي ورفاهية فقط كما يصور فيّاض ومطبلوه الجدد، لكنه يسعى لحريته أولاً وقبل كل شيء، حريته من الاحتلال وأمثال عباس وفياض، وإلا لكانت أيام الازدهار الاقتصادي قبل وصول أزلام السلطة البائسة وفي ظل الاحتلال أقصى ما يتمناه شعبنا، وهذا غير صحيح.

(5)
لجنة وتقرير

ما زلنا ننتظر وبعد أشهر وليس أسابيع نتائج تحقيق اللجنة التي شكلها عبّاس، لجنة لم نشك للحظة أنها تقررت فقط لذر الرماد في العيون، ولاطفاء الثورة العارمة في وجه عبّاس ومن معه، بعد جريمتهم في جنيف بتأجيل تقرير غولدستون.

طبعاً وقاحة عبّاس المعهودة لم تمنعه من المزاودة على الجميع في موضوع التقرير، ليصرّح أنه الوحيد الذي يتابع التقرير، وبأن موقفه كان الأسلم والأصوب يومها، رغم كل أدلة الادانة ضده وضد رهطه.

عبّاس قال في حينها أنه سيتحمل المسؤولية كاملة إن أدانته اللجنة، وأنه سيتعامل بشفافية كاملة مع نتائج تحقيقها، معلناً أنه منحها الصلاحيات الكاملة، هكذا قال في حينها!

رئيس اللجنة حنا عميرة وعضوها عزمي الشعيبي أكدوا في تصريحات واضحة لا تقبل اللبس والتأويل، أن عبّاس ونمر حمّاد يتحملان مسؤولية تأجيل التقرير وأن الدول العربية والاسلامية تبنت مشروع السلطة في هذا الشأن، خلافاً لما سبق وأعلنه عباس أن الدول العربية والاسلامية هي من يتحمل المسؤولية.

عبّاس اليوم وبعد انفضاح أمره وأمر كذبه "يغطرش" على اللجنة وتقريرها، تماماً كما فعل مع لجان تحقيق أخرى، وبعد كل هذا يدعي الشرف والنزاهة والشفافية!
لا نامت أعين الجبناء

د. إبراهيم حمّامي
DrHamami@Hotmail.com
9/2/2010

مقالة للدكتور إبراهيم حمّامي عن الوضع الفلسطيني تحت عنوان : ظاهرة اليسار الصوتية


الجمعة الماضي وعلى الهواء مباشرة أعلن السيد رمزي رباح من الجبهة الديمقراطية أن تنفيذية منظمة التحرير سيكون لها صولة وجولة ضد قرار عباس الدخول في مفاوضات "غير" مباشرة مع الاحتلال. بعد اعلانه هذا قلت وفي البرنامج الذي جمعنا – بانوراما فلسطينية – فضائية الحوار – 05/03/2010 - وبوضوح أنهم - أي اليسار الفلسطيني - ظاهرة صوتية وأنني وبتحدٍ سأذكره وأذكرهم ان احيانا الله سبحانه وتعالى بقرار التنفيذية عند تمريره واعلانه تحديداً من قبل ياسر عبد ربه، وهذا ما كان اليوم من مصادقة أعلن عنها عبد ربه.
بالأمس وفي لقاء آخر مع فضائية تتسمى بفلسطين وفلسطين منها براء قالت السيدة خالدة جرار عضو التشريعي عن الجبهة الشعبية إن "القيادة الفلسطينية" لا تصارح شعبها، ولا تستشيره ولا تخضع لعمل مؤسساتي سليم، حيث خرجت القيادة عن قرارات المجلس المركزي واللجنة التنفيذية ولجأت للحصول على غطاء عربي للولوج في مفاوضات غير مباشرة"، مشيرةً إلى أن عودة سلطة رام الله إلى المسار التفاوضي يعدّ "خضوعاً للضغوطات "الإسرائيلية"، ويشكّل غطاءً عملياً لاستمرار سياسة الاستيطان والتهويد مستنكرة موقف عباس "الذي يسقط خيار المقاومة ويغيبها من أجندته، بل ويذهب لطلب غطاء لمفاوضات غير مباشرة في الوقت الذي يتوجه فيه "رئيس الوزراء" الفلسطيني إلى "هرتسليا" للمشاركة في مؤتمر تتم صياغته من الأمن القومي الإسرائيلي, مضيفة نريد قيادة فلسطينية قادرة على توحيد الشعب الفلسطيني وألا ترتجف عند كل الضغوط"، مشددةّ على ضرورة "محاسبة القيادة الفلسطينية الحالية لقبولها بالعودة للمفاوضات غير المباشرة".
الجبهة الشعبية وبعد يوم واحد من ذلك التصريح شكلت الغطاء المطلوب لعباس في تلك المفاوضات غير المباشرة بتمرير ما يريد في التنفيذية، رغم ما اُعلن عن اعتراض وتحفظ "البعض"، لأن ما يهم هو صدور القرار بعد بصم الجميع عليه ومنح عباس ما يريد من غطاء، مذكرين في الوقت نفسه بموقف السيدة جرار من الدعوة لعقد جلسة طارئة للتشريعي لمناقشة ما تتعرض له مدينة القدس، وتمسك الجبهة يومها بزعامة وقيادة عباس ورفضها الاجتماع الا بدعوة منه، وهو نفسه من تريد محاسبته بالأمس، ليهرول اليسار الفلسطيني برمته اليوم نحو تنفيذية البصم التابعة لمنظمة التمرير – عفوا التحرير – الفلسطينية.
عند تشكيل حكومة الوحدة الوحدة الوطنية عقب اتفاق مكة رفض اليسار الانضمام لها لأنها تحترم قرارات منظمة التحرير وقاطعوا تلك الحكومة، لكنهم هم أنفسهم من يبصمون على تلك القرارات ويمررونها ويغطونها ويشاركون فيها، ولا يقاطعون الاجتماعات أو الأشخاص، يرفضون أوسلو وفي نفس الوقت يمنحونها الشرعية عبر المنظمة اياها، لا يُشاركون في حكومة تحترم القرارات ولا تلتزم بها، ويُشاركون في اصدار تلك القرارات ويحمونها!
حزب الشعب الفلسطيني سجل اليوم ملاحظة على القرار بتمرير المفاوضات غير المباشرة، ملاحظته تؤكد أن اتخاذ القرار شأن فلسطيني مع التقدير للأشقاء العرب، مزاودة أخرى لم ترفض القرار بل اعترضت على من يتخذه، بعبارة أخرى مسخرة لتسجيل المواقف، ولاضفاء شرعية زائفة على مواقف عباس المخزية، واظهار أن هناك معارضة، لكنها ليست معارضة للقرار على أي حال، لأن القرار ى رأي لهم فيه إلا "البصم".
لقد بلغ اليسار الفلسطيني – إلا من رحم ربي – مستوى غير مسبوق من النفاق والمزاودة الوطنية، ليتحول وبجدارة إلى ديكور عباسي بغيض، ليتحول إلى ظاهرة صوتية منكرة، يعتمد عليها عباس ورهطه.
تحدٍ آخر نضيفه لتحدينا للسيد رمزي رباح قبل يومين، لكن هذه المرة لكل اليسار في الداخل الفلسطيني المرتبط "سُرّياً" مع عباس: هل تستطيع أي من فصائل المنظمة اياها – وما اكثرها – أن تعلن وبشكل واضح عن تجميد عضويتها مثلا في تلك المنظمة؟
الاجابة دون شك هي "لا" كبيرة، ربما قالوا وصرحوا وهاجوا وماجوا، لكن في نهاية المطاف سيتم البصم والتصديق والتمرير، لأن الراتب والتمويل هو المتحكم بالقرار، مهما حاولوا أن ينفوا ذلك أو أن يتظاهروا بأنهم شرفاء مكة، ولذلك نتفهم تمسكهم بالتمثيل النسبي الكامل في اي انتخابات قادمة وبنسبة حسم لا تزيد عن 2%، لأن هذا حجمهم وأكثر، ولأنهم يعلمون أن أي نظام انتخابي آخر لن يحصلوا فيه حتى على المقعدين لثلاث فصائل، فقد انكشف أمرهم وفرط عقدهم.
ما نود قوله دون مواربة أنه لولا اليسار وما يُسمى بفصائل المنظمة لما استطاع عباس أو غيره أن يمرر المخازي والجرائم المتكررة، تارة عبر اللجنة التنفيذية، وتارة أخرى عبر المجلس المركزي، والمشترك بين هذا وذاك هو غطاء اليسار والفصائل – اياها.
طبعاً سنجد من يُشمّر عن ساعديه ليهاجم العبد لله وكأنه أس المشكلة، متجاهلين عن عمد واضح أصل الموضوع ولبه، لأنهم ببساطة لا يوجد لديهم ما يردون به، اللهم إلا اجترار "انجازات" الماضي، وتكرار الشعارات "الثورية"، التي تسقط عند أول "بصمة" لصالح عباس في لجنته أو مركزيته.
لا نامت أعين الجبناء
د. إبراهيم حمّامي
DrHamami@Hotmail.com
07/03/2010

الاثنين، 22 فبراير 2010

مقالة للدكتور إبراهيم حمّامي عن العملية الجبانة لإغتيال البطل الشهيد محمود المبحوح تحت عنوان : حماس وتسييس الجريمة




ما زالت تفاعلات قضية اغتيال القيادي في حركة حماس محمود المبحوح تتفاعل وعلى كافة الأصعدة، ودخلت في مرحلة تسييس واضحة ومن كل الأطراف، ورغم وضوح المستفيد المنفذ، لم توجه له اتهامات رسمية بعد، بل يحاول الجميع ايجاد مخارج لقضية لا يُعرف إلى أين تتجه.
تسييس القضية بدأ من خلال تورط البعض في قضية الجوازات المزورة أو الصحيحة، ودخول أطراف اقليمية ودولية على خط التحقيقات، والخروج في الوقت ذاته لشرطة دبي عن المتعارف عليه أمنياً وجنائياً في مثل هذه الحالات من حيث الالتزام بالتحقيق الجنائي، والتحدث عن حاجة الشعب الفلسطيني للانتفاض على حركتي فتح وحماس وايجاد قيادة بديلة، وهو الأمر الذي لا علاقة له بتحقيق أو جريمة أو أمن بل تدخل سياسي مباشر غير موفق لا يعرف القصد منه.
في ذات الوقت لم تستطع حركة حماس حتى اللحظة في التعاطي مع تلك التطورات بشكل واضح وبطريقة منتظمة، وهنا نسجل بعض الملاحظات:
· تضارب تصريحات الناطقين باسم حركة حماس من حيث توجيه الاتهامات لأطراف فلسطينية بعينها بالمشاركة في عملية الاغتيال من عدمها
· التهديدات العاطفية بنقل المواجهة مع الاحتلال للخارج وهو ما ينعكس سلباً وبالكامل مع أي تعاطف أو تطور في العلاقات، ويهدد الوجود الفلسطيني بكليّته في الشتات، ويصب في ملعب الاحتلال الذي يحاول جاهداً نقل أزمته لساحات أخرى.
· محاولة ايجاد مبررات لنفي الاختراق الأمني الداخلي الذي تلعب عليه بعض الأطراف للتخفيف من ورطتها، وصل حد لوم الضحية بالتخلي عن الحرص الأمني والحديث لعائلته عن الزيارة وموعدها ومكان نزوله (أي فندق).
· هذا التبرير يتجاوز حتى التحقيقات التي تثبت أن الفريق المنفذ للجريمة لم يكن على علم بالفندق الذي سيقيم فيه الشهيد المبحوح
· عدم وجود مرجعية واحدة للتعامل مع القضية، ولا مصدر واحد لاستقاء المعلومات والموقف الرسمي لحماس، كما جرت العادة بالتمسك بالبيانات الرسمية لكتائب القسام مثلاً فيما يتعلق بالامور العسكرية
· التعامل مع الحدث بطريقة ردة الفعل، والرد والتفنيد كما حدث في اتهام نهرو مسعود في دمشق
· عدم وجود رواية رسمية لحركة حماس توازي الرواية الرسمية للتحقيقات، وفي هذه الجزئية الهامة جداً نسجل التالي:

- المغدور بدأت رحلته الأخيرة من دمشق، وبالتالي خيوط الجريمة بدأت قبل تنفيذها مكاناً وزماناً
- لا يعني ذلك بالضرورة وجود عميل أو اختراق كما يصور البعض، رغم امكانية ذلك كحقيقة تحتاج لتحقيق فوري مطلوب دون تباطؤ
- المغدور سبق وان تعرّض لعمليات اغتيال وملاحقة من دبي إلى الصين، أي أنه ملاحق وعن كثب في كل خطوة ونفس ومن مدة طويلة
- أي أنه كان مرصوداً وبعناية، ومع التقنيات الحديثة ووجود العملاء، يمكن التتبع والتنصت ومعرفة كافة التحركات
- بحسب تحقيقات شرطة دبي فقد سبق للمغدور أن دخل دبي وكانت ذات المجموعة هناك تنتظره وسافرت معه إلى الصين بحسب التحقيقات، وهو ما يثبت أن الأمر ليس وليد ليلة قبل السفر، ويثبت أيضاً أن دبي تحديداً كانت مرتعاً لعمل هؤلاء ولفترة طويلة
- الاحتمال الأكبر أن المغدور يستخدم ذات الفندق أو الفنادق خلال مروره بدبي، ولذلك تم رصد تلك المجموعة الفندقية وتتبع المغدور من المطار لمعرفة وتحديد الفندق المطلوب
- حقيقة أن الحجز تم قبل يوم واحد، لا يعني ن هناك من بلّغ عن موعد الوصول، لأن الشهيد حجز باسمه الصحيح وبنفس جواز السفر الذي استخدمه سابقاً
- كلنا يعلم أن الحجز على شركات الطيران لا يتم إلا باستخدام الاسم كما هو في جواز السفر
- بالتالي فإن الحجز يُسجل تلقائياً في قوائم المسافرين، التي تشترك فيها معظم شركات الطيران، ودبي تحديداً جزء من منظومة عالمية تشترك في تبادل المعلومات، ومن أوائل الدول التي اعتمدت أحدث التقنيات مثل بصمة العين
- معلومات الحجز هي معلومات أمنية تصل لأجهزة المخابرات دون أدنى عناء أو تعب، أي أن موعد وزمن الرحلة الذي يستند إليه البعض في ترويج نظرية الاختراق، من الممكن لأي جهاز مخابرات أن يعرفه بضغطة زر على جهاز حاسوب من أي بقعة في العالم
- أجهزة المخابرات تلك والدول التي تتبعها، لم تعترض على الجريمة واختراق سيادة دولة هي الامارات العربية المتحدة، بل أزعجها استخدام جوازات سفر تابعة لها
- بمعنى أنه لو لم يتم استخدام تلك الجوازات فلا مشكلة مع الجريمة التي لم تدينها أي دولة لا عربية ولا أجنبية
- الوحيد في كل القضية الذي لم يدخل بجواز مزور وباسمه الصحيح – حسب الرواية القائمة للآن – هو المغدور محمود المبحوح رحمه الله
- لا يتصور عاقل ومتابع أن العملية الجريمة تمت بمجرد التبليغ عن موعد الرحلة، لأن العمليات الشبيهة تحتاج لأشهر ان لم يكن سنوات لتنفيذها
- حقيقة وجود متورطين فلسطينيين باتت ثابتة، والاختراق أسهل في حال تورط أبناء جلدتنا، تماماً كما وصلوا لبحيى عياش بعد اشهر من قدوم السلطة رغم فشلهم لسنوات في الوصول اليه
- السلطة تلك لم تفتح تحقيقاً رسمياً بالأمر رغم أن المغدور فلسطيني وبعض المشتبه بهم من أجهزتها الأمنية، ولا ندري ان كانوا ما زالوا يتقاضون مرتبا منها، وهو السؤال الذي نطرحه اليوم
بطبيعة الحال وبعد انكشاف أمر جهات فلسطينية معروفة صرّحت سابقاً أن الموقوفين من حماس وفي تصريح علني لمسؤول أمني، وبعد تصريحات أحد ناطقي فتح بأن مفتاح اللغز مع نهرو مسعود، ووسط روايات خيالية خالية من أي حقيقة، بعد كل هذا تتلقف تلك الجهات ومعها بعض المواقع المستقلة جدا جدا جملة في تصريح لضاحي خلفان لتصر على مواقفها التي سقطت.
لم تكشف دبي حتى الآن عن كل ما بحوزتها من معلومات، وترفض التصريح عن أسماء الموقوفين الفلسطينيين، وتركت الأمر لصحيفة هآرتس للافصاح عن الأسماء دون أي تعليق، وتُصّر في الوقت ذاته، دون تقديم دليل على نظرية الاختراق الأمني، تلك النظرية التي أوقعت حماس في التخبط المذكور، وترفض في الوقت ذاته شرطة دبي أي تعاون مع حركة حماس في التحقيق، في الوقت الذي تعلن فيه عن تعاونها مع أجهزة أمنية أوروبية، رغم أهمية ذلك التعاون الذي سيكشف على الأقل تحركات المغدور قبل وصوله لدبي واتصالاته وغيرها من الأمور التي ستسد ثغرات ما زالت غامضة.
بلا شك أن امارة دبي قد سجلت نجاحاً أمنياً باهراً يستحق التنويه والتحية، ينقصه برأينا المتواضع الكياسة السياسية، التي أدخلتهم في متاهات الشأن الفلسطيني بقصد أو بدونه، وكذلك بعض الثغرات فيما عرض، كعدم تسجيل لحظة دخول وخروج المجرمين لتنفيذ جريمتهم الساعة 08:25 يوم 19/01/2010، وهو الأمر الذي يبقى دون تفسير، خاصة أن هذا هو دليل الادانة الحقيقي أمام ما عرض من تسجيلات لا تثبت إلا وجود مجموعة تتحرك في المطار والفنادق.
ليست هذه المرة الأولى التي يحدث فيها مثل هذا التخبط في مواجهة اعلام موجه ومركز ومعادي، ما يعكس اشكالية اعلامية بحاجة لاعادة نظر، خاصة أن الأطراف الأخرى لا تتعامل بأخلاق أو مهنية، وترتبط بعلاقات وثيقة مع قوى اقليمية أخرى، تنتظر لحظة الانقضاض على كل من هو خارج مشروع التسوية.
بصراحة شديدة نقول أننا لا نتوقع أن تسفر القضية عن اعتقالات أو خبطات أمنية كبيرة، رغم أن الزمن الذي كان يرتع فيه مجرمو الاحتلال وينفذون عملياتهم دون رقيب أو حسيب قد ولّى إلى غير رجعة، لكن الحسابات السياسية التي أصبحت بصماتها واضحة في سيرالقضية والتصريحات حولها وأسلوب التعامل معها، ستطيح بأي امكانية لتحقيق انجاز أمني رفيع المستوى وغير مسبوق، خاصة وأن التدخلات والضغوطات الدولية والغربية تحديداً ستبلغ مداها دفاعاً طفلهم المدلل والخارج عن القانون المسمى "اسرائيل"، دون الانتقاص مما تحقق من انجازات أمنية حتى الآن يسجل لصالح شرطة دبي وقيادتها.
وقفة جرد وحساب واعادة تقييم مطلوبة اليوم وأكثر من أي وقت مضى، لأن الهجمة شرسة، وتخطت الحدود والخطوط.
د. إبراهيم حمّامي
DrHamami@Hotmail.com11/2/2010

الخميس، 18 فبراير 2010

مقالة للدكتور إبراهيم حمّامي عن سلطة العار وضمير الضميري



ما أن أعلنت امارة دبي عن توقيف متهمين فلسطينيين اثنين في قضية اغتيال القيادي في حركة حماس محمود المبحوح رحمه الله، وتصريحات قائد شرطة دبي ضاحي خلفان بعلاقتهما بالسلطة، حتى سارع عدنان الضميري الناطق باسم أجهزة القمع التابعة لعباس/فياض في الضفة الغربية المحتلة ازدواجياً باتهام حماس وحكومتها و"سلطتها" بأنها هي المقصودة بالتصريحات، وقال في تصريحاته العنترية التي حاول الظهور فيها بمظهر العارف "الفهمان" بأنهما من قطاع غزة ومن أجهزة أمن حماس بل زاد أن أحدهما بتهمة رائد، متحدياً حماس بشكل مباشر ودبي بشكل غير مباشر بالافصاح عن اسميهما.
في حينها خرجت المواقع "الفتحاوية" والصحف "السلطوية" والوكالات "المستقلة جداً جداً" بتشكيك وتفسير أن شرطة دبي لم تحدد من المقصود بالسلطة هل هي رام الله أم غزة، ويومها قلنا سبحان الله الآن أصبحت وكالة معاً على سبيل المثال تعتبر حكومة غزة الشرعية سلطة وتشكك في حكومة رام الله الللاشرعية، كلها كانت محاولات بائسة للتغطية على فضيحة وجريمة أخرى كانت تلوح في الأفق، وزاد من الغموض موقف حماس الرسمي غير الواضح بالنسبة للمشتبه بهما.
اليوم حملت التقارير الصحفية اسمي المتهمين وعرّفتهما بأنهما من أجهزة مخابرات سلطة القمع في رام الله، بل زادت التقارير ووصفت الحملات المسعورة التي بذلتها "قيادات" في السلطة لاطلاق سراحهما، وفصلت في علاقتهما بهارب من غزة ومتنفذ من غزة من مسؤولي فتح، والتفاصيل موجودة لمن يرغب بمجرد بحث بسيط على أي محرك بحث، أو مراجعة مواقع وصحف عادة ما تميل نحو روايات السلطة كموقع ايلاف وصحيفة الحياة اللندنية.
نتساءل اليوم، أين الضميري ليعيد على أسماعنا ويطربنا بتحديه اياه، وليكشف لنا ما توصلت اليه مخابراته العتيدة – صاحبة بطولات بوركينا فاسو أيام الطيراوي الذي طار – وليعلن على الملأ وبذات النفس العنتري أسماء المتورطين والمشتبه بهم، وليبرأ سلطته العميلة المجرمة من كل قول وتصريح وتلميح، وكما يقول المثل الشعبي "أموت وأشوف وجهك يا ضميري وأنت تُسأل عن تصريحاتك"، مع التحفظ هنا أننا لا نستبعد أن ينفي الضميري تصريحاته السابقة المسجلة صوتاً وصورة كما فعله غيره من رموز أوسلو البائسة أكثر من مرة!
طبعاً لا نستبعد أيضاً أن يخرج غيره ليبرر ويتنصل ويجمَل، وربما نقرأ تقريراً نقلاً عن وكالة "نعنع" المعتمدة لدى البعض المستقل جداً كمصدر وحيد لبطولات السلطة البائدة كما فعلوا ابان جريمة تأجيل تقرير غولدستون.
سلطة العار تعيش اليوم مرحلة احتضار بكل ما تحمله الكلمة من معنى، والمطلوب ليس وجوه جديدة أكثر كلاحة بدلاً من الوجوه الحالية الكالحة، ولا استبدال عباس بفياض، ولا اسقاط فلان لصالح علان، لكن المطلوب هو التخلص النهائي من سلطة العفن والعار، وانهاء هذا العبأ التاريخي الذي أورثته ايانا أوسلو ومن صنعها ووقع عليها – عليهم جميعاً من الله ما يستحقون.
لا ضمير ولا أخلاق ولا مباديء ولا احساس لدى رموز وعصابة أوسلو، ولا نتوقع منهم إلا ما يتصرفون به، ورغم ضربات وصفعات الاحتلال المتتالية لعبيدها الذين انتهت صلاحياتهم، وكُشفت عوراتهم، وباتت سيرهم على كل لسان، لم يتعلم هؤلاء الدروس ممن سبقهم، وبأن الاحتلال سيرمي بهم عند أول فرصة بعد أن انتهت صلاحيتهم، ويصرون على استكمال دورهم حتى النهاية، التي لن تكون إلا مزابل التاريخ.
لا نامت أعين الجبناء.
د. إبراهيم حمّامي
DrHamami@Hotmail.com 18/2/2010

الثلاثاء، 19 يناير 2010

مقالة بقلم د. محمد العوضي في جريدة الرأي العام الكويتية بعنوانالدين المعامله


" الملتحون" عرف عنهم التشدد، وحرص الإعلام الغربي وفي مقدمه الإعلام الأميركي على التأكيد أنهم شريرون، أما الشقراء فهي صحافية انكليزية الأصل والفصل... باختصار إنها (ايفون رايلي) التي اعتقلها نظام طالبان قبيل القصف الأميركي على أفغانستان

بأيام والتي زارتنا في الكويت
الأسبوع الماضي بدعوة من مركز «الوعي» للعلاقات العربية الغربية، الذي يهدف إلى فتح الحوار مع الغرب، ويدعو إلى التعرف على حقيقة ما عندنا لا من خلال الإعلام وإنما من خلال التواصل والحوار، ورغم أن عمر هذا المركز لم يتجاوز سنتين إلا انه بذل جهوداً إيجابية وأعلن أكثر من 90 فردا إسلامهم من خلاله.

الصحافية الانكليزية ايفون رايلي التي خطفت الأضواء أيام الحرب الأميركية على الأفغان ألقت محاضرة ممتعة الأسبوع الماضي في المركز تحكي فيها قصة إعتقالها من البداية إلى النهاية، وماذا خرجت من هذه التجربة من مفاهيم وانطباعات,,, عن أشياء كثيرة بما فيها مهمة الإعلام والإعلاميين ما شكل لها إنقلابا وثورة على كثير مما يجري في عالم السياسة والاقتصاد والدين وحقوق الإنسان والدعاية المسيسة للجماهير وتضليل الشعوب,,, الخ..
أطالت رايلي الحديث عن المعاملة الغريبة والحسنة والمبهرة لحركة طالبان تجاهها، مدة الأيام العشرة التي اعتقلت فيها، لقد ذكرت جرأتها عليهم وشتمها لهم وسخريتها منهم وتحديها لهم، وأخيرا ألبصقة القوية التي قذفتها في وجه أحد محاوريها,,, كل هذا وغيره من الإهانات والتحدي لم يكن له اثر على رجال الطالبان الذين استمروا في حسن معاملتها. قالت: حتى عندما اكتشفوا من أول لحظة أنني انكليزية متخفية في لباس أفغانية بعد أن سقطت مني الكاميرا وفضحتني على الحدود,,, لم يفتشوني شخصيا بل استدعوا امرأة قامت بتفتيشي بعيدا عن أعين الرجال,,,

عندما عرفوا من التحقيق معها أنها ليست عدوا وعدوها بإطلاق سراحها ووعدتهم هي بدورها أن تقرأ القرآن مصدر الأخلاق الإسلامية. تقول الشقراء الانكليزية ايفون رايلي التي أخفت شقار وجهها بحجابها بعد إسلامها: بعد إطلاق سراحي إجتمع مئات الصحافيين ينتظرون قنبلة تصريحاتي ضد الطالبان، فكان جوابي: لقد أحسنوا معاملتي فصدموا وخيم عليهم الصمت! ووفيت بوعدي وقرأت ترجمة القرآن، وتعرفت على الإسلام، ثم أسلمت وختمت محاضرتها بخاتمة تقولها في كل بلد وفي كل لقاء، قالت:
إنني ألقي محاضرتي عليكم باللبس الشرعي الإسلامي الذي أعطاني إياه نظام طالبان في السجن هناك.. وأحمد الله أنني سجنت في نظام طالبان الذي يصفونه بالشرير، ولم أسجن في معتقل غوانتانامو أو أبوغريب للنظام الأميركي الديمقراطي كيلا يغطوا رأسي بكيس ويلبسوني مريولا برتقاليا، ويربطوا رقبتي بحزام ويجروني على الأرض بعد أن يعروني!! ".