الثلاثاء، 6 أكتوبر 2009

عكاريت» رام الله. دحلان أنمودجا. و«فرسان» الاقصى

يعترف القيادي الفتحاوي محمد دحلان بأنه "عكروت" في تصريحاته لصحيفة "أيدعوت احرونوت" الاسرائيلية.. ويقول: "لو لم أكن عكروتا لمتّ قبل مدة طويلة"... يضيف دحلان "هذا العالم بحاجة للعكاريت".
قبل ذلك بيومين تعفي سلطة "رام الله" اسرائيل من عبء مذابح غزة، فتطلب عبر مندوبها في جنيف أن يؤجل النقاش حول تقرير "غولدستون" الواقع في اربعمائة صفحة، حول مذابح غزة، الذي برغم التحفظات عليه، يبقى دليلا ساطعا على ادانة اسرائيل حول المذابح التي تم ارتكابها.
فلسطينيو السلطة يساعدون القاتل بالخروج من محنته، فيما حركة "حماس" المحاصرة والمسجونة، والمأسورة في غزة، تتمكن من الافراج عن عشرين فلسطينية. المحاصر والمسجون والمأسور يصنع حرية عشرين سيدة، وغير المحاصر وغير المسجون يتنازل عن حق الشعب الفلسطيني في تقرير "غولدستون" الذي يدين اسرائيل في كثير من فصوله.
بين "العكروت" و"العكاريت" من جهة، وسلوك السلطة بشأن التقرير خط واصل. وفي المقابل تهجم اسرائيل على المسجد الاقصى، تؤذي وتجرح العشرات الذين دافعوا عن المسجد الاقصى امس الاحد. الذين ناموا في المسجد الاقصى ليلة السبت على الاحد لم يكونوا من "العكاريت" والذين حوصروا في المسجد الاقصى لم يكونوا ايضا من "العكاريت". هم عباد الله وجنده. هم حراس المسجد الاقصى. لا يخافون موتا ولا جرحا. هؤلاء من يفيدون المسجد الاقصى، اما العكاريت وفقا لرواية دحلان، فلا فائدة منهم. قد يسلم دحلان بحياته. غير ان حياته لاقيمة لها، امام حياة الشعب الفلسطيني، وامام حياة المسجد الاقصى. ما نفع "العكرته" اذن بهذه الطريقة؟ هل يريد الله "عكاريتا" ام يريد فرسانا يدافعون عن المسجد الاقصى، ويحررون وهم اسرى.. عشرين اسيرة.
المسجد الاقصى قبلة المسلمين الاولى، مهدد بكل ما في الكلمة من معنى، وعرب الجاهلية يتفرجون ببلاهة او يطلقون بيانات صفراء في وجه العاصفة. الاف المليارات المكدسة لا يتم دفع قرش منها لسراج في المسجد الاقصى، وبدل غرامة بدلا من هدم بيت في القدس، وبدل ضريبة على متجر في البلدة القديمة، وبدل حياة لمن يتعطلون عن العمل كل يوم في القدس. ما رأي العكاريت في هذا الوضع؟. هل يقترحون ان يتحول "اهل القدس" الى عكاريت، حتى يعيشوا وحتى يمروا عبر الحواجز، وحتى يعلموا اطفالهم. هل يمكن تدريس علم "العكرته" كعلم جديد في المعاهد السياسية والعسكرية في العالم العربي، او تأسيس نقابة للعكاريت تقرر بيع غطاء رؤوس امهاتنا للعدو ، وما هي مواصفات العكروت والعكاريت، حتى نميز بين العكروت الجديد، والعكروت الاصيل.
عذرا ايها الاقصى. فقد عشنا حتى رأينا من يريد ان يجعل "العكروت" بديلا عن "الفارس". دحلان صدق حين قال ان هناك عكاريت كثرا، لكنه نسي ان يسألنا عن رأينا فيما يفعله العكاريت بنا.
اللهم لا تمتنا وقد بقيت هذه الهزائم مدفونة في مهد عيوننا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق