الثلاثاء، 13 أكتوبر 2009

نستحق من هم أسوأ من عبّاس وعصابته مقالة في الشأن الفلسطيني تفضح العميل عباس للكاتب الصحفي ابراهيم حمامي


نعم نستحق أسوأ وأقذر – ان وجد – من عصابة رام الله ، ببساطة لأننا قبلنا ولسنوات أن يتسمى هذا الخائن برئيس للشعب الفلسطيني، وقبلنا أن يكون العملاء في العلن من أمثال دحلان وعبد ربه وباقي الحثالات جزء من المنظومة السياسية، نستحق ذلك لأننا تعاملنا معهم وكانوا ولا زالوا قيادات في حركة ليس لها بعد اليوم من اسمها نصيب – لا تحرير ولا وطني، نستحق أن يخرج اليوم الخائن عبّاس ليزاود على المقاومة، لما لا وقد وصفها بالعبثية والكرتونية والحقيرة?، لما لا وقد كذب ومن معهم حتى ما عادوا يصدقون أنفسهم?، نعم نستحق أمثالهم.

لا يمكن تصور أن يكذب شخص مهزوم مهزوز في وضح النهار بهذه الصفاقة والوقاحة، ولا يمكن أن نصدق أن هناك من يصفه حتى اللحظة بالرئيس الفلسطيني ويكنيه بأبي مازن تقرباً وتودداً، ولايمكن أن نستوعب صمت الفصائل المسماة وطنية أو اسلامية المطبق على هذه الحثالات التي ملأت مخازيها الأفاق، حتى أن أصغر طفل في أقاصي الأرض يلعنهم ويبصق في وجوههم العفنة على ما اقترفوا من جرائم.
خرج عبّاس اليوم بعد الاعتراض الواضح للولايات المتحدة لتوقيع مصالحة لا يريدها أصلاً شرفاء شعبنا، خرج لينسف أي أمل بعد أن تباكى قبل يومين على المصالحة، انه عميل بامتياز، وخانع بذلة لأوامر أسياده، لا شرف ولا كرامة ولا عزة، بل خنوع وخضوع قبحه الله وأخزاه دنيا وآخرة.
لا يمكن بعد اليوم أن نعتبر عباس وعصابته جزء من الشعب الفلسطيني، بل هم صهاينة يتسمون بأسمائنا، هم العدو في داخلنا، ولا يمكن أن نسامح من يهادنهم كائناً من كان، لن نسامح حماس ان قبلت أن تلقي لهم بطوق النجاة وترضخ لضغوط مصر الرسمية المنحازة بالكامل للخونة، لن نسامح الاعلام ان تعامل معهم كشرفاء أوفياء، لن نسامح من يمنحهم أي غطاء من أي نوع.
ما يحدث اليوم ليس أمرأً جديداً، لكن الجديد هو أن يقف الداعرون ليزاودوا على شرفاء العالم وليس شعبنا فقط، أن يقف عهرة العصر ليكذّبوا الجميع دون أن يرف لهم جفن، الجديد أن تصبح الخيانة والعمالة موقفاً وطنياً شريفاً، ولكم قلنا وحذرنا، ولكم تحملنا من تهجم وتهديد ووصف ونعت لأن البعض كان وربما ما زال ينظر للحثالات من شعبنا بأنهم أبطال.
قبل ما يقرب من العامين وتحديداً في 18/01/2008 كتبنا ما ينطبق على ما يجري اليوم، نذكر أنفسنا ونذكركم به، حتى لا يبقى لموتور بعد اليوم حجة!
*******
قلنا وقالوا
مع استمرار العدوان الهمجي الاجرامي على شعبنا، ومع نهر الدماء الزكية لشهدائنا الأبرار، وفي ظل الحصار الجائر الداخلي والخارجي، يعجز اللسان وتغلي الدماء في العروق، وتدمى القلوب، وأيضاً يزداد المرء حنقاً وغضباً على من يُشارك الاحتلال هجمته وهمجيته,، ويبرر له، ويتبرع بايجاد المبررات، ويساهم بشكل مباشر وغير مباشر في زيادة معاناة شعبنا.
الاحتلال البغيض هو احتلال مجرم همجي بربري، لا نختلف في ذلك، ولا نسترسل في كشف وجهه القبيح، فكله قباحة، ولا نستنفذ وقتنا في سرد جرائمه، فكل أفعاله جرائم، لكننا نقف ونتفكر في مواقف من ينتمون لشعبنا، فقد قلنا واسترسلنا، فشهروا سيوفهم في وجوهنا، وقالوا ولم يردوا، وما زالوا يحاولون قلب الحقيقة، ويهاجمون وبشراسة من يحاول اماطة اللثام عنها.
قلنا هم لحديون يحمون الاحتلال، قالوا ويحكم أتتطاولون على أفراد الأمن ورجالاته؟ ونتساءل بعد أن حدد مستوزرهم اليحيي وقال بوضوح أنه ليس من مهام أجهزة الأمن مواجهة الاحتلال: لماذا هي اذن وممن تحمي مؤسسات الشعب؟ هل من الشعب نفسه؟
قلنا انهم باتوا للمحتل وكلاء حصريون ، قالوا بل نحن في التفاوض والسلام شركاء مخلصون، ونتساءل هل الشراكة تكون من طرف واحد يتلقى الاهانات والاذلال، وطرف آخر لا يعير لهم بال فيستمر في القتل والتشريد والاجتياح والتدمير؟
قلنا لقد سقطوا سياسياً وحادوا، قالوا أنسيتم ماضيهم النضالي، ونتساءل وهل الماضي مهما كان ملوناً ذريعة وحجة للانحراف والتفريط؟ وهل لو زنا الشيخ شفعت له عمامته؟
قلنا ما الفرق بينهم وبين العملاء، قالوا كفاكم تخويناً وتجريحاً، ونتساءل هل دورهم يقل عن دور أصغر عميل يتخابر وينسق ويتعاون مع المحتل؟
قلنا هم للمقاومة أعداء، قالوا بل نحن لها حاضنون أمناء، ونتساءل وهل التهجم على المقاومة وجمع سلاحها، وزج أفرادها في المعتقلات، وتسليم بعضهم للاحتلال حماية؟
قلنا لقد حقّروا شعبنا ومقاومته، قالوا نكرر هي حقيرة عبثية كارثية كرتونية تعطي الاحتلال الذريعة ، ونتساءل وهل الاحتلال ينتظر ذرائع؟ وهل في الضفة ما يستثير شركاء السلام؟ وهل يجرؤ أحدكم على وصف جرائم الاحتلال بالحقيرة؟
قلنا هذه ملفات الفساد، قالوا ليس هذا أوانها ولا وقتها، ونتساءل ومتى يكون بعد أن نهبتم الشعب وأغرقتموه في الديون، ألا تكفيكم أربعة قرون؟
قلنا يا قوم انهم من الفاسدين، قالوا أنتم للفتنة مسعرين، ونتساءل هل ربط السارقة بالسرقة فتنة؟ وهل يعني ذلك أن نسكت وللأبد عنهم؟
قلنا باعوا وفرطوا، قالوا ما بالكم تكفّرون وتجرّحون اننا للأمانة حافظون، ونتساءل وهل بقي لكم ما به تتسترون؟، بعتم الأرض وقلتم بادرة حسن نية، وبعتم البشر وقلتم عقلانية.
قلنا اسقطوا الحقوق والثوابت، قالوا ألم تسمعوا أن دورة مجلسنا المركزي كانت دورة الثوابت الوطنية؟ ونتساءل هل لكم أن تقولوا وتعلنوا وبالتحديد ما هي ثوابتكم التي تدعون؟
قلنا أقوالهم وأفعالهم لا توصف إلا بالخيانية، قالوا بل هي وجهات نظر وتكتيك، ونتساءل ألم يقلها قبلنا "أخشى أن تصبح الخيانة وجهة نظر".
قلنا يا ناس لقد فقدوا الشعور والاحساس، قالوا ألم تشبعوا من الردح، ونتساءل وهل "ردحنا" من أوقف رئيس المفاوضين قريع عارياً على الجسر وهو في طريقه للتفاوض؟ وهل تحركت شعرة من رأسه عندما قتلوا مرافقه الشخصي في بيته يوم 28/12/2007؟
قلنا تبلدوا وتَمسَحُوا فلا عادت تؤثر فيهم أشلاء أو دماء، قالوا ما هذا الافتراء؟ ألم نقدم العزاء؟ ونتساءل أي عزاء تقصدون؟ ربما عزاؤكم في جنود الاحتلال وتباكيكم على ذلك اليوم الأسود في تاريخنا الذي سقط فيه من الاحتلال "الشهداء"، ألم يعلن ذلك من عينتموه رئيساً للوزراء؟!
قلنا أوقفوا المفاوضات أنها عبثية، قالوا هي لنا أبدية لا ننتزعزع ولا نتوقف ولو سقط الشعب بأكمله ضحية، ونتساءل ماذا جنيتم من اللعبة التفاوضية؟
قلنا القادة في غزة يستشهد لهم الأبناء، قالوا على رسلكم انه خطأ مدفعي غير مقصود، ونتساءل هل لأي منكم أبناء يعيشون في فلسطين، لا في ثغورها بل حتى في قصورها؟ اذكروا لي أحدهم!
قلنا ربما لا تتوقفوا لأنكم لا تملكون من أمركم شيئاً؟ قالوا خسئتم بل نحن أصحاب القرار والسيادة، ونتساءل أكان ناطقكم أبو ردينة يكذب عندما قال أن الأمر ليس لكم بل بيد الأشقاء؟ أرونا ولو لمرة أن لكم قرار ولو بدخول المرحاض دون استئذان.
قلنا الحصار والاغلاق بيد الأشقاء والأصدقاء قبل الأعداء، قالوا كذب وادعاء، ونتساءل ألم نُقم عليكم الحجة بالدليل والبينة وبالرقم واالتاريخ؟ ألم تسمعوا مستوزركم المالكي وهو يؤكد ذلك ويحض على اغلاق المعابر وقطع الكهرباء؟
قلنا انقلبوا على كل شيء ونقضوا ما اتفق عليه، قالوا نحن الشرعية وما دوننا انقلاب، ونتساءل وهل الشرعية هي الديكتاتورية المطلقة بيد من لا يؤتمن ليقررويعزل ويعطل القانون ويقيل ويعين دون وجه حق؟
قلنا من فمكم ندينكم واعترافاتكم موثقة بالصوت والصورة، قالوا دبلجة وتركيب ومونتاج! ونتساءل أية دبلجة في جملة واضحة على لسان عاملكم تقر بأنكم من ألقى الناس من الأبراج؟
قلنا رئيسكم هذا كاذب لا يخجل، قالوا أتتجرأ على رمز الشرعية المنتخب؟ ونتساءل وهل الانتخاب ان افترضنا صحته يعطي صاحبه الحق في الكذب البواح الذي أثبتناه بالحجة؟ وهل لرئيسكم هذا أن يثبت كلمة مما يقول؟
قلنا هم لايريدون وفاق ولاحوار، قالوا فاتكم أن رئيسنا المبدع عرض فتح صفحة جديدة، ونتساءل ما الجديد فيها وهي بذات الشروط بل زاد عليها؟ وهل يا ترى طرح المبدع شروطاً على الأعداء؟ أم أن الاستئساد هو على من كانوا للوطن أبناء؟
قلنا لا أمل فيهم ولا شفاء، قالوا ظلمتم وحكمتم فهل عن قلوبهم شققتم؟ ونتساءل هل لأحد صغر أو كبر أن يذكر لهؤلاء حسنة تكون لهم شفاعة وشفيعة؟
قلنا ونقول، وأعدنا ونعيد، وكررنا ونزيد، لولاكم لما كان هناك حصار ولا ذريعة، فأنتم أشد خطراً من الاحتلال نفسه، وأنتم أذنابه التي تطعن في الظهر، وقد بلغ السيل الزبى، وما عاد هناك للمجاملة مكان، المجرم مجرم، والفاسد فاسد، والعميل عميل، والخائن خائن، وأنتم كل هؤلاء بلا استثناء.
قولوا ما تقولون، واشهروا سيوفكم كما تشاؤن، وجمّلوا وجوهكم الكالحة وحاولوا اخفاءها عن العيون، فلا ورب الكون، لن تكون كما تريدون، ولن نصفكم إلا بما تكونون، لن ترهبنا شعاراتكم ولا تهديداتكم، ولكم أن تقولوا زوراً وضعفاً وافلاساً، أننا لا نجيد إلا التجريح والتخوين، هذا لن يغير من حقيقتكم شيئا، فأنت أذلاء جبناء عملاء، وكل من يفاوض اليوم ويلتقي الأعداء، هو من الخونة بعلم أو بغباء، لا ورب السماء، لن تذهب سدى هذه الدماء الزكية والأشلاء.
رحم الله شهداء شعبنا الأبرار، وتقبلهم مع الأنبياء والصديقين، وخفف عن جرحانا آلامهم، وحرر أسرانا البواسل، وخلصنا من الاحتلال وأعوانه وأذنابه.
لا نامت أعين الجبناء.
د.إبراهيم حمّامي DrHamami@Hotmail.com
16/01/2008

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق