الخميس، 8 أكتوبر 2009

لا حوار ولا لقاء مع الخونة والعملاء مقالة في الشأن الفلسطيني للكاتب الصحفي د ابراهيم حمامي



حماس وانقاذ عبّاس
فجأة أصبح مجرمو شعبنا من رموز أوسلو دعاة وحدة وطنية، وفجأة وبدون مقدمات أخذوا يتباكون على مصير الحوار في القاهرة، الذي عرقلوه وأعاقوه لأشهر متخذين من أهل غزة رهائن، وفجأة بات التوقيع بعد ثلاثة أسابيع على أعلى سلم أولوياتهم، وفجأة وبعد انكشاف خيانتهم وعمالتهم اعترفوا بجريمتهم الأخيرة التي أسموها خطأ أو خطيئة، لكنها وبرأيهم لا تستدعي التوقف عندها.
الحوار المنتظر والتوقيع القادم ان حدث – لا سمح الله – نعم نقولها بوضوح لا سمح الله، هو طوق النجاة الأخير لعصابة عبّاس المحتمية والمرتمية في أحضان الاحتلال، أملهم الأخير بتثبيتهم بعد الثورة الجماهيرية العارمة التي انفجرت في وجوههم حول العالم، وفي سبيل ذلك لا نستبعد أن تقبل فتح – جناح عبّاس التنازل عن أي شيء في سبيل التوقيع.
مصر هي الأخرى الراعي غير النزيه مطلقاً والمنحاز لعبّاس وعصابته ضمن ما يُسمى محور الاعتدال، تضغط وبقوة هذه المرة لانهاء الحوار والتوقيع بأي ثمن، هذا ما صرح به أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصري متذكراً كلمة (الثورة الفلسطينية)، ثورة؟ أي ثورة يا سيادة الوزير بعد خيانة جنيف وما سبقها من خيانات كنتم شهوداً عليها؟ وكذلك ما سربته وسائل الاعلام بتهديد عمر سليمان لحركة حماس بتحميلها مسؤولية فشل الحوار – ليفشل الحوار يا سيادة الوزير، بل تباً لحوار يبيع دماء الشهداء بثمن بخس استرضاء لشخص أو دولة.
حماس وفصائل المقاومة تتحمل اليوم مسؤولية اضافية ومضاعفة، إما أن تتمسك بموقفها الحالي بتحميل عصابة رام الله مسؤولية جرائمها، وبالتالي محاسبتهم وعزلهم، أو أن تخضع للضغوط انطلاقاً من حرصها المعلن والمستمر على انجاح الحوار ... لكن:
بعد أن ثبت ما ثبت، وبعد هذا الحراك غير المسبوق، والادانة التي جاءت من الجميع وليس من حماس كما يحاول دحلان وعبد ربه والطيب عبد الرحيم الايحاء، ادانة الخيانة جاءت من داخل أجنحة فتح المختلفة بما فيها جناح عبّاس، ومن كل الفصائل بلا استثناء – حتى من "فدا" تصوروا!- وجاءت من مئات المؤسسات المحلية والعربية والدولية، ومن آلاف الشخصيات، بعد كل ذلك لا يمكن القبول بشرعنة هؤلاء من جديد.
محاولات "التمسح" الأخيرة والمكشوفة من رموز عصابة أوسلو لدغدغة مشاعر المقاومة بالقول أن التقرير يحمل في طياته ادانة لحركة حماس كمجرمي حرب، كلام لا ينطلي على أحد، أولاً لأن هذه العصابة شاركت بشكل مباشر في العدوان على غزة للقضاء على حماس، وثانياً لأن التقرير لا يتحدث عن حركة حماس بل عن "المجموعات الفلسطينية المسلحة" بمن فيها كتائب شهداء الأقصى التابعة لفتح، وثالثاً لأن سيل الاتهامات للمقاومة الفلسطينية مردود عليها ويمكن اثبات بطلانه المطلق.
باختصار شديد، وبوضوح أشد، الفرقة والتمايز بين العملاء والشرفاء أفضل بألف مرة من وحدة وطنية ترقيعية تلفيقية تعطي الشرعية للخونة والجواسيس، ولولا ما حدث في صيف عام 2007 وما يسمونه انقلاب وانقسام لما انكشفت خيانة وتآمر هذه العصابة ومشاركتها مع الاحتلال في حصار وقتل شعبنا.
وعليه فإننا نتوجه لفصائل المقاومة وعلى رأسها حركة حماس برفض الجلوس والحوار مع هؤلاء مهما كانت الضغوط، فالضغوط عليهم – أي عصابة أوسلو- أكبر وأشد، ولأن المقاومة وفصائلها دائماً وأبداً تنحاز للشعب وخياراته، والشعب الفلسطيني اليوم ومعه كل شرفاء الأمة وأحرار العالم يقول وينادي:

لا حوار ولا لقاء مع الخونة والعملاء
لا تفريط في دماء الشهداء لانقاذ الجبناء
لا ترموا طوق النجاة لهم، لا تعيدوهم لصفوف شعبنا الذي أعلن رفضه لهم ولمخازيهم، اياكم أن تفعلوا ذلك فتقتلونا وتنقذوهم!
لا نامت أعين الجبناء
د.إبراهيم حمّامي
DrHamami@Hotmail.com
08/10/2009

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق