الأحد، 17 يونيو 2012

أهم أقوال الأستاذ فتح الله كولن





شهر رمضان الأبرك
إن أيام رمضان في كل أرجاء العالم ولا سيما في البلدان الإسلامية وبين المسلمين، وبالأخص في دنيانا وفي جونا وعالمنا تكون مركزاً لكل الاهتمامات، وميداناً لجميع الأذواق الروحية، ومسرحا لجميع العواطف الجياشة، وعمودا حلزونيا من النور للتسامي، وفرصة لتطوير كل الخصائص الإنسانية وتوسعتها وتطوير مزاياها.

مولانا الإمام / فتح الله كولن

دعاء قول يلازمه دعاء فعل

"لو أن المرء طلب الإخلاص واليقين في اليوم مائة مرة فما هو من المكثرين. لكن كيف ينبغي أن يكون الطلب؟ دعاءَ قول أم دعاء فعل؟ أرى أن دعاء الفعل هو الأصل، لكنه لا يمنع من دعاء القول. أما الأفضل فدعاء قول يلازمه دعاء فعل. وإذا كان لنصيحتي مكانة عندكم، فنصيحتي الأولى والأخيرة هي أن تطلبوا مرضلى الله تعالى. فقد تنسون طلب الجنة في دعواتكم أو الاستجارة من النار، لكن حذارِ أن تنسوا طلب الإخلاص واليقين بإلحاح؛ لأن الأمر لا يحتمل النسيان. إذا تلاشى الإخلاص وضاع اليقين لدى الفرد فقد تدحرج في فراغ مخيف؛ إذ أقواله لا تتجاوز حنجرته، وأفعاله لا تعبر عن معنى نبيل"

السياحة الدائمة

نحن خرجنا إلى سياحة دائمة لا تنتهي نحو ذلك الذات الأقدس الذي ستر ذاته عن العيون وتجلى بآثاره... هدفنا أن نكون دائماً في الطريق الموصل إليه، وندخل من الأبواب المتفتحة عليه... نحن في رحلة أبدية نحوه... فما دام هذا العالم موجوداً فرحالنا مشدودة دوماً إليه وقلوبنا تتغنى بحبه... كيف لا ولم نأت إلى هذا العالم إلا لكي نعرفه! ولا نعرف وظيفة أعظم وأجلّ من هذه الوظيفة... نحن جميعاً ظل من ظلال وجوده... أما هو فمصدر ومنبع ومرجع كل شيء.

مولانا فتح الله كولن 

انسلاخ الروح


كلما انسلخ الروح من هذا العالم المادي المليء بالضوضاء وانغمر في أعماق "عالم الوحدانية" شاهد التجليات الإلهية المشرقة بشكل أوضح، فيكاد يغيب عن وعيه.
هؤلاء الذين سموا إلى الوصال الإلهي مثل هذا السمو وتركوا أنفسهم بين أمواج المد والجزر للوجد الإلهي واستغرقوا فيه، يرون في المناظر الصامتة للسهول الوحيدة الممتدة على مد البصر، وفي الحياة الزاخرة في أعماق المحيطات، وفي الوقفة الوقورة للجبال الشاهقة التي تناطح السحاب، وفي ظلام المساء الذي يداعب السفوح الخضراء، وفي الروائح العطرة المسكرة للزهور الساحرة المنتشرة في الحدائق، وفي منظر قطرات الندى وهي تبتسم فوق الزهور الصغيرة وتهتز مع النسيم فتسحر الألباب وتشرح القلوب... يرون في هذه المناظر تجليات وانعكاسات من جماله هو.


مولانا فتح الله كولن 

التأمل
الذين يتأملون قوانين الطبيعة وقوانين الحياة بعمق ويعرفون قيمتها يرون في ألوان الزهور وفي حركة الأغصان وفي هدير الرعود وفي تغريد الطيور جمالاً لا يمكن وصفه، ويرون في كل صوت تقديساً وتسبيحاً لصاحب القدرة اللانهائية. ويرون في الضوء والحرارة والجاذبية والعلاقات الكيميائية وفي القوانين التي تحكم الأحياء وتسوقهم آثار تجليات إلهية.

مولانا فتح الله كولن 



سياحة الأنسان

الإنسان سائح، والكون معرض للمشاهد الملونة، ومكتبة زاخرة مطروحة لنظره وتأمله وسياحته. وهذا السائح أُرسل إلى هذا العالم لكي يقرأ هذه الكتب ويزيد من معرفته. هذه السياحة الممتعة لا تتيسر للإنسان إلاّ مرة واحدة. وهذه السياحة الوحيدة تكفي بالنسبة لصاحب العقل الرشيد والقلب اليقظان لإنشاء جنات كجنات عدن وكجنات إرم ذات العماد، أما بالنسبة للذين يعيشون مغمضي العيون فلا تكون سوى لحظة عابرة تأتي ثم تمضي بسرعة.

مولانا فتح الله كولن



استناد العلم للهداية


العلم مرشد مهم للهداية، فإن استند إلى الوحي وتغذى به وصل إلى أبعاد تتجاوز الأرض والسماء، وحاز على قيمة لا تقدر بثمن.

من كتاب "الموازين أو أضواء على الطريق"
مولانا فتح الله كولن



"جيل الفكر"

إذا سمحتم سأتوقف هنا قليلاً لأفسح المجال للشاعر محمد عاكف في أبياته الشعرية التي تُفتّت القلوب في وصف الحالة المأساوية للعالم الإسلامي:

.............
"منذ عصور تعطلت عضلات الإسلام وعقله
يقولون لي: "ماذا رأيتَ وقد سحْتَ كثيراً في الشرق؟"
ما رأيتُه: مدن خربة، بيوت مهجورة، أمة دون زعامة
جسور مهدمة، قنوات خربة، طرق دون مسافرين
وجوه متغضنة، جباه دون عرق، أيدٍ مشلولة
ظهورٌ منحنية، أعناق ضامرة، دماء لا حرارة فيها
رؤوس لا تفكر، قلوب لا تبالي، ظمائر صدئة
استبداد، أسر، طغيان، مذلّة
رياء، ابتلاءات، أمراض وعلل
.....
أئمّة دون جماعة، وجوه باسرة، جباه لا تسجد
إخوان يقتلون إخوانهم في الدين باسم "الجهاد"
مساكن خاوية، قرى فارغة، أسطح مهدمة
بكيت عندما مررتُ، بكيت عندما وقفتُ
لا أحد يُسمع، لا أحد يتكلم، وطن يُرثى لحاله
........
صراخ مئات الآلاف من الأعماق
الأفاق طوق أحمر العنق الذليل للإسلام
.....
إلهي!!... أهذا العالم الذي أراه هو مهد الإنسانية؟
هل انبثقت الحضارة في التاريخ من هذه الصحارى؟
أكانت هذه البراري وطن التوحيد؟
أمن فوق هذه الرمال -يا رب- ظهر الأنبياء؟!"..

صحيح إن هناك من لم يفقد عزمه وأمله في هذه الديار الحزينة، فهناك أعداد لا بأس بها من عشّاق الحقيقة ومحبّي العلم، ورجال نذَروا أنفسهم لخدمة الإيمان من الذين نستطيع إطلاق اسم "جيل الفكر" عليهم. ولكن من المؤسف أن نرى أنّ أصواتهم تطغى على أفعالهم، وضجيجهم أقوى من أنشطتهم. فصراخهم -وهم يقومون بأنشطتهم وفعالياتهم- يؤدي أحياناً إلى شر أكثر مما يؤدي إلى الخير، وإلى زيادة مخاوف الذين أحاطت بهم الأوهام والمخاوف، وإلى فزع الملحدين، ويدفع بـ"كارهي الإسلام والنافرين منه" إلى النشاط ضده.. فإذا بالأصوات الصاخبة ترتفع من كل جانب، ثم تَتَتابع الهمهمات والشكاوى، ثم يأتي وقت تتحرك فيه المخابرات الأجنبية، وكتائب الجنود الأجانب. وفي النتيجة يتم تدمير كل ما بُني في السابق، وتُقطع الطرق، وتهدم الجسور، ويرجع كل شيء القهقرى إلى الوراء، وتتم تصفية كل تلك النشاطات والخدمات على مذبح الحقد والكراهية وطغيان العداء الأعمى... هذا هو ما جرى حتى الآن، فقد تشكلت معسكرات مختلفة في المجتمع نفسه، وحدثت نزاعات ومناوشات بين هذه المعسكرات، وجاء زمان تحولت فيه المناوشات والمبارزات الفكرية إلى مناوشات بالأيدي حتى اختلطت جميع الأوراق.

كيفية النهوض بالامة

إن أمة ترزح تحت الذلّ والهوان لا يمكن بحال أن تتمثل الحقائق السامية، فكيف لها أن تعرض هذه الحقائق إلى غيرها؟ وأنّى لغيرها أن تتقبل منها وهي تعاني الذل والهوان. لذا ينبغي أن نثبت قوتنا وطاقتنا على أعلى مستوى في جميع مرافق الحياة الأساسية التي توقف الأمة على قدميها قوية عزيزة. فجيشنا لا بد أن يزود بأحدث الأسلحة. ومرافق التربية والتعليم يجب أن تكون مهداً لأحدث الاكتشافات والعلوم. وقوى الأمن فينا يجب أن تكون لها من القوة ما يلقي الرعب في قلوب الإرهابيّين والفوضويين في العالم كله حتى تستنجد بنا الدول الأخرى لدفع ما يعجزون عن دفعه من الفوضى والاضطرابات عندهم. وأن يبلغ اقتصادنا شأناً نوزع من فضائله هدايا ومنحاً للأمم. نعم فلأجل أن نكون أهلاً لتحقيق الحقائق السامية ونتمثلها حقًّا ينبغي أن نكون حاكمين على الأرض وهذا شرط آخر لا يتحقق إلاّ بالجهاد.
فتح الله كولن


نحتاج أول ما نحتاج إلى..

عندما يكون هذا هو الوضع فلا يمكن الحديث عن جوهر الإسلام في هذا العالم الإسلامي، ولا عن الفهم الصحيح لأوامره التشريعية، ولا عن استيعاب أسسه التكوينية وفقهها وتفسيرها والإحاطة بها. لذا ففي هذه المنطقة الجغرافية المظلمة التي تعيش فيها مجموعات من المسلمين، فقَدتْ لونها وملامحها، والتي تشوهت فيها لغتها ولهجتها حتى لم تعد مفهومة، نحتاج أول ما نحتاجه إلى إشعال عشق للحقيقة، وبعث لحب العلم والرغبة في البحث، ووجدان مفعم بنقاء الدين وجوهره. ولا يمكن أن ينقذ هذا العالم من هذه الوهدة السحيقة التي سقط فيها إلا مَن تَربّى على منهاج تربيته الأصيلة الذاتية من ذوي الأرواح الشابّة والعقول المتوقدة، ممن نذروا أنفسهم للحق تعالى، وتوحدوا في الهدف وفي الإيمان نفسه، لا يرجون منفعة شخصية.. من أصحاب الإرادة والعزم.. الساعين في الخدمة الإيمانية... العازمين على تخطي جميع المصاعب والعقبات.. من أبطال العلم والمعرفة والعزيمة الذين لايرجون أي نفع مادّي أو معنوي، سواء في الدنيا أو في الآخرة. لقد عشنا حتى الآن على أمل مجيء هؤلاء الأبطال، وسنبقى نعيش في انتظار قدومهم.
{لا دين لمن لا عقل له}

علماً بأن العقل والمعرفة والحكمة تشكل أساسًا مهمًّا في الإسلام. فالتفكر والتدبر والاستدلال والاجتهاد من ضرورات المجتمعات اللإسلامية. والرسول صلى الله عليه وسلم يدعو أمته إلى اتخاذ منطق العقل مرشداً لهم في ظل الوصايا القرآنية. فهو عندما يقول "قوام المرء بعقله، ولا دين لمن لا عقل له" (شعب الإيمان للبيهقي، 4/157) إنما يدعونا إلى أن نستخدم العقل والمنطق في كل أمر من أمورنا. والحقيقة أنه صلى الله عليه وسلم كان دائمًا بجانب العلم. ويبجّل العلماء، ولأول مرة كان هو القائل بأن العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة، كما أنه هو القائل: "الحكمة ضالة المؤمن، فحيث وجدها فهو أحق بها" (رواه الترمذي وابن ماجه).

ولكن الغريب أنه على الرغم من قيامه بحثِّ أمته على العلم والحكمة، وعلى الرغم من مئات الآيات والأحاديث في هذا المضمار، وإصراره المتكرر في هذا الشأن، فإن المسلمين منذ عدة عصور لم يفهموا هذا، ووضعوا بينهم وبين العلم والمعرفة والفن حجاباً. بل الأسوأ من هذا أنهم أصبحوا من ناحية الفكر والبحث عاقرين وعقيمين وراكدين، وتركوا أنفسهم للاسترخاء إلى درجة أن دخولهم تحت حكم الآخرين ووصايتهم لم ينبّههم من غفلتهم هذه، ولم يدفعهم لمعرفة ما يجري حولهم، ومعظمهم لا يعرفون الحقيقة، ولا يملكون ميلاً للبحث عنها، ولا عشقاً لها. ولم أشاهد أحدًا منهم يشعر بالخجل والحرج لارتباطنا الوثيق في هذه الدنيا بغيرنا في مجال العلم والتكنولوجيا. فإن وجد بعضهم فهم في وضع لا يستطيعون فيه إسماع أصواتهم. أما عبوديتنا لله تعالى ومستوى إخلاصنا في الإيمان فهي تعادل تمامًا سلبياتنا الأخرى، وعباداتنا قد تحولت إلى فولكلور وإلى مجرد تقليد من التقاليد. وكان من الممكن أن يحطَّ عنا بعض أوزارنا لو كنا نحترم ونوقّر تقاليدنا... ولكن هيهات! فقد ترك هذا لمجريات الايام.

نحتاج أول ما نحتاج إلى..

عندما يكون هذا هو الوضع فلا يمكن الحديث عن جوهر الإسلام في هذا العالم الإسلامي، ولا عن الفهم الصحيح لأوامره التشريعية، ولا عن استيعاب أسسه التكوينية وفقهها وتفسيرها والإحاطة بها. لذا ففي هذه المنطقة الجغرافية المظلمة التي تعيش فيها مجموعات من المسلمين، فقَدتْ لونها وملامحها، والتي تشوهت فيها لغتها ولهجتها حتى لم تعد مفهومة، نحتاج أول ما نحتاجه إلى إشعال عشق للحقيقة، وبعث لحب العلم والرغبة في البحث، ووجدان مفعم بنقاء الدين وجوهره. ولا يمكن أن ينقذ هذا العالم من هذه الوهدة السحيقة التي سقط فيها إلا مَن تَربّى على منهاج تربيته الأصيلة الذاتية من ذوي الأرواح الشابّة والعقول المتوقدة، ممن نذروا أنفسهم للحق تعالى، وتوحدوا في الهدف وفي الإيمان نفسه، لا يرجون منفعة شخصية.. من أصحاب الإرادة والعزم.. الساعين في الخدمة الإيمانية... العازمين على تخطي جميع المصاعب والعقبات.. من أبطال العلم والمعرفة والعزيمة الذين لايرجون أي نفع مادّي أو معنوي، سواء في الدنيا أو في الآخرة. لقد عشنا حتى الآن على أمل مجيء هؤلاء الأبطال، وسنبقى نعيش في انتظار قدومهم.

{لا دين لمن لا عقل له}

علماً بأن العقل والمعرفة والحكمة تشكل أساسًا مهمًّا في الإسلام. فالتفكر والتدبر والاستدلال والاجتهاد من ضرورات المجتمعات اللإسلامية. والرسول صلى الله عليه وسلم يدعو أمته إلى اتخاذ منطق العقل مرشداً لهم في ظل الوصايا القرآنية. فهو عندما يقول "قوام المرء بعقله، ولا دين لمن لا عقل له" (شعب الإيمان للبيهقي، 4/157) إنما يدعونا إلى أن نستخدم العقل والمنطق في كل أمر من أمورنا. والحقيقة أنه صلى الله عليه وسلم كان دائمًا بجانب العلم. ويبجّل العلماء، ولأول مرة كان هو القائل بأن العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة، كما أنه هو القائل: "الحكمة ضالة المؤمن، فحيث وجدها فهو أحق بها" (رواه الترمذي وابن ماجه).

ولكن الغريب أنه على الرغم من قيامه بحثِّ أمته على العلم والحكمة، وعلى الرغم من مئات الآيات والأحاديث في هذا المضمار، وإصراره المتكرر في هذا الشأن، فإن المسلمين منذ عدة عصور لم يفهموا هذا، ووضعوا بينهم وبين العلم والمعرفة والفن حجاباً. بل الأسوأ من هذا أنهم أصبحوا من ناحية الفكر والبحث عاقرين وعقيمين وراكدين، وتركوا أنفسهم للاسترخاء إلى درجة أن دخولهم تحت حكم الآخرين ووصايتهم لم ينبّههم من غفلتهم هذه، ولم يدفعهم لمعرفة ما يجري حولهم، ومعظمهم لا يعرفون الحقيقة، ولا يملكون ميلاً للبحث عنها، ولا عشقاً لها. ولم أشاهد أحدًا منهم يشعر بالخجل والحرج لارتباطنا الوثيق في هذه الدنيا بغيرنا في مجال العلم والتكنولوجيا. فإن وجد بعضهم فهم في وضع لا يستطيعون فيه إسماع أصواتهم. أما عبوديتنا لله تعالى ومستوى إخلاصنا في الإيمان فهي تعادل تمامًا سلبياتنا الأخرى، وعباداتنا قد تحولت إلى فولكلور وإلى مجرد تقليد من التقاليد. وكان من الممكن أن يحطَّ عنا بعض أوزارنا لو كنا نحترم ونوقّر تقاليدنا... ولكن هيهات! فقد ترك هذا لمجريات الايام.

هل نفقد الأمل؟

أمام كل هذه السلبيات كم من الناس يصيبهم اليأس ويغرقوا فيه ويقولوا: "لا خير بعدُ في هذه الدنيا، وسيكون المستقبل أسوأ وأظلم".. وكم منهم من يفقد أمَله فيرخي لنفسه العنان ويدَع نفسه للتيار!... وهذا أمر طبيعي لكل من لم يُربّ على الإيمان وعلى الأمل... أجل! إن كان كل ما يتم بناؤه اليوم سيُهدم في المستقبل، وإن كان المخلصون يُتعقبون كالمجرمين ويُطاردون، وإن كان كل فرد يريد إقامة هذه الدنيا حسب أهوائه ورغباته، ويحطّم في هذا السبيل كل من يخالفه أو يختلف معه في آرائه وقيمه -وهذا ما يجرى في هذا الجزء البائس من الجغرافيا منذ عصرين- فلا يبقى عند أحد أي أمل أو أي عزم.

القرآن الضوء اللامع

القرآن هو الضوء اللامع للكلمات والحروف في عالم الأزل والأبد. هو صوت الملكوت الذي يخاطب فكر الإنس والجن ومشاعرهما. وعندما أتى اليوم الموعود وتحول إلى لؤلؤة خارقة الجمال في أجمل صدفة وأنقاها، رأى فيه أبطال البلاغة والأدب جمالا لا يبهت، وحسنا لا يزول. وسيبقى هذا الكون الكبير الذي هو معرض للجمال والفن والألوان الإلهية المتناسقة والمتناغمة موطن الخوف وبلد الرعب تجول فيه العفاريت والأرواح الشريرة، مع أنه -أي الكون- يُعَدّ كتابا يفشي كلُّ سطر فيه سرا من أسرار الملأ الأعلى، وستبقى سطور هذا الكون وأوراقه مبعثرة ومتشتتة حتى يأتي اليوم الذي يتحول فيه القرآن إلى نور ينهمر على وجه هذا الوجود. ويُجمع الناسُ -عدا أصحاب الأفكار المسبقة- أنه عندما أشرق القرآن كشمس ساطعة، تبددت الغيوم السوداء التي كانت تجثم على الدنيا، وظهر الجمال الباهر للوجود، وانقلبت جميع الأشـياء إلى فقرات وجمل وكلمات لكتاب ممتع ومؤنس ومبهج لقارئه. عندما رَنّ صوته انهمرت الأنوار على عيون القلب، وبدأت المشاعر التي فارت في الأرواح وتوهجت، والألسنة التي أصبحت ترجمانا لهذه المشاعر بإنشاد أناشيد النور.

الطبيعة بالمعني العام 

الطبيعة بالمعنى العام هي الوجود بأكمله وبخصائصه وبالصفات النابعة من الخلق. أما في الإنسان فيأتي بمعنى المزاج والطبع والسلوك. وعلى أي حال فإنك إن تناولتها من أي جانب أو من أي زاوية فليست إلا نقشاً من يد صاحب القدرة اللانهائية وقانوناً وضعته يد القدرة الخالقة وكتاباً ينطق بحكمته جل وعلا. والطبيعة مثلها مثل المادة خالية من الحس ومن الشعور ومن الإدراك. لذا فهي تنطق وتشهد بكل المخلوقات الموجودة وبكل الكائنات الموجودة عندها والتي تتطلب علماً وإرادة وتقديراً وتصميماً نراها تنطق بعجزها وبفقرها، أي أنها تشير وتعلن بكل وضوح عن وجود علم محيط يحير العقول وقدرة شاملة وراءها.
حفنة من المجانين

مجانينَ أريد، حفنةً من المجانين... يثورون على كل المعايير المألوفة، يتجاوزون كل المقاييس المعروفة. وبينما الناس إلى المغريات يتهافتون، هؤلاء منها يفرون وإليها لا يلتفتون. أريد حفنة ممن نسبوا إلى خفة العقل لشدة حرصهم على دينهم وتعلقهم بنشر إيمانهم؛ هؤلاء هم "المجانين" الذين مدحهم سيد المرسلين، إذ لا يفكرون بملذات أنفسهم، ولا يتطلعون إلى منصب أو شهرة أو جاه، ولا يرومون متعة الدنيا ومالها، ولا يفتنون بالأهل والبنين... يا رب، أتضرع إليك... خزائن رحمتك لا نهاية لها، أعطِ كل سائل مطلبه، أما أنا فمطلبي حفنة من المجانين... يا رب يا رب...

تفسير إياك نعبد

"يارب!... لقد عقدت العزم على ألا أضحي بحريتي ولا أذل نفسي لأي أحد سواك. لذا فأنا أتوجه اليك وإلى بابك بملء نفسي بنية العبودية والذل، وأقبل على عبادتك وإطاعتك بنفس ملؤها الشوق والوجد، عاقداً العزم على تجنب معصيتك وكل ما لا تحبه وما لا ترضاه... نيتي هي أكبر وأفضل من عملي، وأنا أتضرع اليك أن تقبل نيتي عملاً عندك! عملاً بمقياس ما أنوي عمله وليس بمقياس ما عملته يارب !"

في تفسير قوله تعالى على لسان عباده من سورة الفاتحة: "إياك نعبد"

الغريب

ليس الغريب من ابتعد عن وطنه وبيته وعن أصدقائه وأحبائه، بل هو الإنسان الذي لا يفهم المجتمع حاله ولا طريقه وسلوكه، ولا يفهم مبادئه العالية ولا أحلامه المستقبلية ولا تضحياته بسعادته الشخصية في سبيل الآخرين. وهو الإنسان الذي كثيراً ما يقع في تناقض مع قوانين مجتمعه بسبب همته العالية فيتعرض للأذى وللوم وللاستنكار.

العقل آلة إدراك

العقل هو آلة إدراك العقل، والوجدان آلة إدراك الروح. فإن أطلقنا صفة "العلم" على الأول، فمن المناسب إطلاق صفة "الحس" أو "الإحساس" على الثاني. لذا كان من المستحيل على من كان عقله معطلاً ووجدانه ميتاً إدراك الوجود أو الإحساس به ولا معرفة ما يجري حواليه من أمور وحوداث.
إحساس الإنسان

الإحساس عند الإنسان هو قابليته في إدراك ظاهر وباطن ما يصل إليه بواسطة حواسه الظاهرية والباطنية. والإنسان الحساس هو من يدرك شيئاً أو عدة أشياء معاً في هذا المجال مثل هذا الإدراك.

الحق

تأييد وتشجيع كل خدمة في سبيل الحق والصدق والاستقامة إشارة إلى احترام وتوقير الحق.
وأنا أقول للذين يرون الحق منحصراً في مسلكهم ومشربهم فقط: صدقوني! 
ستبقون وحدكم عاجلاً أم آجلاً. 
وستغيرون على الدوام نظراتكم إلى الحق ولن تستقروا على شيء أبداً.

الحق :
يجب أن يستند الحق إلى الحق أيضاً، أي يجب أن يتم البحث عن أقوم السبل. فمن الغفلة أن تبحث عن الحق في أوساط لم تعرف الحق ولم يخطر الحق على بالها. ومخدوع من بحث عن الحق في ظلام الأسباب وأجوائها الباطلة.

مولانا الإمام / فتح الله كولن

.يجب ألاّ تربط الحقائق الخالدة الباقية بالأشياء المتغيرة. فكما لا يصح لك أن تؤسس أهم مؤسساتك وأكثرها حيوية وأهمية فوق جزيرة عائمة وسابحة في البحر، كذلك لا يصح لك تسليم إدارة ودفة أمورك إلى نظم هي في يد الآخرين.

لا يمكن بناء الأشياء الصحيحة والإيجابية بأفكار سلبية أو بواسطة آلية سلبية. 
ووضع الأمور الإيجابية في وسط الأمور السلبية يشبه المشي في فراغ الأبواب الدوارة. 
يجب ألاّ يقف المشي والحركة، ولكن يجب ألا يتم التصادم معها أيضاً.


سمو الفكرة ومتانة التخطيط
إن سمو الفكرة ومتانة التخطيط وإخلاص الأفراد الذين يمثلون تلك الفكرة إخلاصاً قلبياً عميقاً عناصر مهمة في نجاح أي دعوة. ولكن يجب التأكد من عمل الأسباب والعوامل التي يتم اختيارها عند التخطيط لأي بناء بحيث تؤدي إلى النتائج المرتقبة. والذين يعقدون آمالهم على أسباب غير مجربة، ولم يتم تأييدها من قبل ديوان أو مجلس عال، يصابون هم وكذلك الذين عقدوا آمالهم عليهم بخيبة أمل شديدة.



الغرور

الجهل يؤدي إلى الغرور. والحكمة تؤدي إلى الفضيلة. الغرور لقيط غير شرعي للجهل، أما الفضيلة فابن شرعي للحكمة. الغرور نصير للاستبداد أما الفضيلة فنصيرة للحرية وللمساواة.

الفضيلة

الفضيلة تجلس على بساط بسيط بين الناس. أما الغرور فلا يكفيه أفخم الكراسي. فإن شبهنا الغرور ببئر معكوسة لها منظر القبة، نستطيع تشبيه الفضيلة بسماء هبطت نحو الأفق.
التربية الموحدة

الأجيال التي لم تتلق تربية موحدة، بل نشأت وغذيت بثقافات مختلفة لا بد أن تنقسم إلى معسكرات مختلفة ومتعادية. لذا فتوقع تقدم أمة هذه حالها إن لم يكن مستحيلاً تماماً فهو صعب صعوبة كبيرة.

الصبر

إذا كان هناك شيء مبدأه سم، ومنتهاه عسل فهو الصبر.

البصيرة

البصيرة هي الوعي الكامل لكل الأمور التي تيسر المشاهدة بنور العلم والتجربة والفراسة والإحاطة بها إحاطة كاملة. فإن كان الإنسان المالك لمثل هذه البصيرة منفتحاً على العالم الآخر فإنه يعد بطلا من أبطال الحقيقة وشخصاً يحاول أن يصل إلى مرتبة الإنسان الكامل.

العسر

كل عسر يحمل يسرا، ولكن يجب إظهار التحمل في مدة الحمل هذه.

الإيمان

"كالبحر ليكن صدرك بالإيمان مترعا، وبمحبة الإنسان مفعما، وللقلب الحزين مأوى وموئلا"

القلب الموصول بالله

"من كان قلبه بالحق تعالى موصولا، كيف يكون حبل ودّه مع الناس مقطوعا؟ وكيف تغشاه وحدة.. أو تنفرد به وحشة ؟"

عدم الإستهانة بالصغير

"بذرة صغيرة تنشئ شجرة باسقة ... من ماء مَهِين نشأ هذا الإنسان العظيم ... ومن قطرات الماء هدرت البحار وتصاخبت الأمواج ... فإيّاك أن تستهين بالصّغير فإنّك لا تدري أيّ كبير بالغد سيكون ... !"

سيدي فتح الله كولن


                                                                            المصدر : صفحة الأستاذ كولن علي facebook                          



هناك تعليق واحد: